رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الصين تخالف التوقعات وتثبّت اليوان بعد أكبر تراجع في عامين

نشر
اليوان الصيني
اليوان الصيني

حدّدت الصين المعدل المرجعي اليومي لليوان عند مستوى أقوى من المتوقع لليوم الرابع، بعد أن تراجعت العملة الخارجية إلى أدنى مستوى لها في عامين على خلفية تشدّد بنك الاحتياطي الفيدرالي.

بنك الشعب الصيني حدد القيمة الثابتة بـ96 نقطة أقوى من متوسط ​​التوقعات في استطلاع أجرته "بلومبرغ" بين المحللين والمتداولين. تم تعيين المعدل المرجعي، الذي يحدّ من تحركات اليوان محلياً بنسبة 2% على كلا الجانبين، بمستوى أقوى بعد أن تراجعت العملة الخارجية إلى 6.9 للمرة الأولى منذ عام 2020.

بيعت الأصول الخطرة على الصعيد العالمي بعد أن أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الأسبوع الماضي في ندوة "جاكسون هول" إلى الحاجة المحتملة لسياسة نقدية متشددة لبعض الوقت من أجل كبح جماح التضخم المرتفع.

كان بنك الشعب الصيني قد قلّص خسائر اليوان في الفترة التي سبقت انعقاد الندوة من خلال تحديد عمليات تثبيت للعملة أقوى من المتوقع. قام بنكان على الأقل يقدمان عروض أسعار ثابتة بتعديل نماذجهما للتغلب على ضعف اليوان، وفقاَ لأشخاص مطّلعين على الأمر.

قال خون غوه، رئيس أبحاث آسيا في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية (Australia & New Zealand Banking Group): "إجراء تثبيت آخر أقوى مما كان متوقعاً اليوم هو بمثابة إشارة واضحة من السلطات بأنها تريد تخفيف الضغط الناجم عن انخفاض قيمة اليوان وتحقيق الاستقرار للعملة لمنعها من الانزلاق إلى المزيد من الضعف".

 

ضغوط الهبوط


يواجه اليوان ضغوط الهبوط حيث يضع بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشدد سياسته على النقيض من السياسة النقدية للصين على نحو متزايد، في الوقت الذي تحافظ الأخيرة على موقف تيسيري لتعزيز اقتصادها المتضرر من قيود كورونا والاضطرابات بقطاع العقارات.

من المتوقع أن ينمو اقتصادها بـ3.5% فقط هذا العام، منخفضاً عن التوقعات السابقة البالغة 3.9%، وفقاً لأحدث استطلاع ربع سنوي أجرته "بلومبرغ" بين عددٍ من الاقتصاديين.

تتوقع كلٌ من مجموعة "غولدمان ساكس غروب" (.Goldman Sachs Group Inc) و"بنك أوف أميركا" (Bank of America Corp) انخفاض اليوان إلى 7 مقابل الدولار، وهو مستوى لم يُسجّل منذ يوليو 2020. وتراجع اليوان المحلي بـ0.6% إلى 6.9135 مقابل الدولار، بينما انخفض اليوان الخارجي بـ0.4% إلى 6.9217 عند الساعة 12:12 مساءً في هونغ كونغ. تم تحديد سعر التثبيت ليوم الاثنين عند 6.8698 للدولار، في حين كان التثبيت الذي جرى يوم الخميس أقوى بمقدار 120 نقطة من التوقعات، ما يشكّل أكبر فجوة منذ فبراير 2020.

خطوات أخرى


أدى انخفاض اليوان إلى مراقبة السوق عن كثب مدى تدخل الصين في العملة، خاصة أن ارتفاع الدولار دفع معظم العملات الآسيوية إلى الانخفاض.

وتيرة انخفاض قيمة اليوان ليست بالمستوى المتردّي الذي كانت عليه في أبريل، وفقاً لتومي زيه، رئيس أبحاث الصين الكبرى في شركة "أوفرسي – تشاينيز بانكينغ" (.Oversea-Chinese Banking Corp)، والذي يرى أن نتيجة ذلك "يمكن أن يكون بنك الشعب الصيني أكثر تأنياً قليلاً"، مضيفاً أنه يمكن لبنك الشعب الصيني استخدام القواعد القديمة، مثل خفض نسبة متطلبات احتياطي العملات الأجنبية والتدخل الشفهي في حالة تعمق الخسائر.

حافظ بنك الشعب الصيني على نهج عدم التدخل في الغالب، فيما يتعلق بإدارة العملات هذا العام. وخفّض نسبة احتياطي العملات الأجنبية في أبريل حيث تراجع اليوان المحلي بأكثر من 4%. وهو في سبيله إلى الانخفاض بـ2.5% هذا الشهر.

كانت الصين أكثر تقبلاّ لمسألة تقلبات اليوان مقارنة بالجولة الأخيرة من انخفاض قيمة اليوان في عام 2018، بحسب ما كتب جوان تاو، المسؤول السابق في إدارة الصرف الأجنبي وهي هيئة تنظيم العملات الأجنبية في الصين، في مقال بصحيفة "تشاينا بيزنس نيوز" المحلية. ومع ذلك، ستعيد السلطات إدخال سياسات لتصحيح السوق إذا رصدت خطر حدوث تأثير دوري جماعي أو تجاوزات لليوان في المستقبل.

عاجل