رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

ملايين الأسر الأمريكية تتخلف عن سداد فواتير الكهرباء

نشر
ازمة الطاقة فى أمريكا
ازمة الطاقة فى أمريكا

ارتفعت أسعار الكهرباء في الولايات المتحدة، مما دفع أكثر من 20 مليون أسرة أميركية للتخلف عن سداد فواتير الخدمات العامة، أي حوالى منزل واحد من كل 6 منازل تخلّف عن الدفع، وتضاعف المبلغ المستحق عليهم منذ فترة ما قبل الوباء.

وبحسب " الشرق بلومبيرج"، فإن المشكلة الأساسية هي أن الكهرباء أصبحت تكلفتها عالية، بزيادة 15% عن العام الماضي، ولا مؤشرات لانخفاضها، ذلك لأن أسعار الطاقة مرتبطة بتكلفة الغاز الطبيعي، التي تضاعفت أكثر من الضعف في العام الماضي ومن المتوقع أن تظل مرتفعة على الأقل في العام المقبل.

وفي الوقت نفسه، تسبب تغير المناخ في حدوث حرارة شديدة في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى ارتفاع استهلاك الطاقة وفواتير الكهرباء، حيث يلجأ الناس إلى تكييف الهواء.

وفي العديد من المناطق الحارة، لا يقتصر التبريد على الراحة فحسب - فالأشخاص الذين يفقدون قوتهم أثناء موجة الحر الشديدة قد يموتون، في حين أن 41 ولاية لديها نوع من الحماية ضد الإغلاق الشتوي، إلا أن 19 ولاية فقط لديها سياسات مماثلة لأشهر الصيف الحارقة.

وتساعد المعونات الحكومية في تجنب بعض عمليات القطع، وطلب الكونغرس هذا الشهر تمويلاً طارئاً إضافياً لدعم قطاع الكهرباء، لكن هذه المساعدة هي مجرد أداة تخفي القضية الأساسية، إذ تواجه الأسر ذات الدخل المنخفض عبئاً كبيراً من الطاقة، حيث يلزم توفير جزء أكبر من دخلها لتغطية فواتير الخدمات مقارنة بالعائلات الأكثر ثراءً.

 20 مليون عائلة تخلّفت عن سداد فواتير الخدمات

 

استيقظت أدرايان نايس في وقت مبكر من صباح 25 يوليو لتواجه واقعاً مزعجاً، فقد قطعت شركة "إكسل إنيرجي" (Xcel Energy) الكهرباء عن شقتها الصغيرة التي تعيش فيها مع ابنها المراهق في مينيابوليس فيما تجتاح المدينة موجة حر.

عانت نايس مادياً منذ انتشر الوباء، فقد تراكمت عليها فواتير المرافق التي زادت عن 3000 دولار. كان التحذير الذي تلقته في البيان الشهري واضحاً بأحرف كبيرة تقول "الإنذار الأخير"، قد هيّأها للأمر إلى حد ما، لكن الأمر المزعج يتمثل في رؤية الثلاجة مظلمة والمكيف لايعمل. كانت نايس بحاجة لاستعادة التيار الكهربائي مجدداً بسرعة، حيث ستبلغ الحرارة في الأيام المقبلة 35 درجة مئوية.

أسرة نايس هي واحدة من حوالي 20 مليون عائلة تخلّفت عن سداد فواتير الخدمات العامة في جميع أنحاء البلاد، أي قرابة منزل من كل ستة منازل أميركية.

 بيّنت جمعية مديري مساعدة الطاقة الوطنية الأميركية أنَّ هذه هي أسوأ أزمة وثقتها في تاريخها، ويعززها الارتفاع الحاد في أسعار الكهرباء مدفوعاً بارتفاع تكلفة الغاز الطبيعي.

أزمة فواتير الكهرباء في أوروبا أشد، حيث كان الارتفاع الحاد في أسعار الغاز الطبيعي أكبر بكثير في أعقاب غزو روسي لأوكرانيا. انطلق صانعو السياسة هناك إلى العمل، فقدّموا مساعدات بمليارات اليورو للأسر المتعثرة لإعانتها على دفع الفواتير. لم يكن هناك أي حديث يحمل مغزى عن فعل أي شيء على نطاق مماثل في الولايات المتحدة، إذ كُرِّست الجهود، كما هو الحال دائماً، لتقلبات أسعار البنزين في المحطات.

قد يكون لانقطاع خدمات المرافق عواقب وخيمة، وأصبح هذا الخطر واضحاً مع تحطيم درجات حرارة الصيف لأرقام قياسية. يواجه المزيد من الناس خياراً بين الإنفاق على الطعام والسكن أو الحفاظ على الكهرباء، وذلك بسبب ارتفاع أسعار كل شيء تقريباً. قال جان سو، كبير المحامين في مركز التنوع البيولوجي الذي يتتبع انقطاع خدمات المرافق في جميع أنحاء الولايات المتحدة: "أتوقَّع حدوث تسونامي من انقطاع الخدمات".
 

عاجل