رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«الإفريقي للتنمية» يدعو المجتمع الدولي لسد فجوة تمويل إنتاج الأغذية في الطوارئ

نشر
مستقبل وطن نيوز

قال أكينومي أديسينا رئيس البنك الإفريقي للتنمية، إن إفريقيا بحاجة إلى المجتمع الدولي لسد فجوة تمويلية بقيمة 200 مليون دولار لصالح مرفق إنتاج الأغذية في حالات الطوارئ، والذي أطلقه البنك بقيمة 1.5 مليار دولار في مايو الماضي. 
 

وأضاف أديسينا في مقال له ، أن الرئيس الأمريكي بايدن أيد المرفق الأفريقي لإنتاج الأغذية في حالات الطوارئ، وهو دعم يلقى ترحيبا، وكذلك دعمه لبرنامج تمويل مخاطر الكوارث في أفريقيا التابع للبنك الأفريقي للتنمية.
 

وأكد أن الحرب الروسية في أوكرانيا سرعان ما ألقت بظلالها على أفريقيا التي كانت تحاول بالفعل التصدي لارتفاع التضخم، وهي ما زالت تتعافى من جائحة كوفيد-19، لتواجه الآن نقص ما لا يقل عن 30 مليون طن متري من الأغذية، لاسيما القمح والذرة وفول الصويا المستوردة من روسيا وأوكرانيا.
وأشار رئيس البنك كذلك إلى أن ارتفاع أسعار الأسمدة بنسبة تزيد عن 300 ٪ يجعل من الصعب بشكل متزايد على المزارعين الأفارقة زراعة ما يكفي من القمح والذرة والأرز ومحاصيل أخرى، وبالتالي لم يعد بوسع عدد متزايد من الناس في أفريقيا تحمل ثمن الخبز.
 

وتابع أن أفريقيا تكافح الآن للتخفيف من حدة المجاعة الناجمة عن الصراع والتي يمكن أن يعرّض نحو 30 مليون أفريقي لمستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، والتي من شأنها أن تعمق الضغوط الاقتصادية والاضطرابات السياسية. 
 

ونوه بأنه في الوقت الذي كابد فيه الملايين العناء لشراء الغذاء والوقود والأسمدة، أدرك البنك الأفريقي للتنمية الحاجة الاستراتيجية لمعالجة التأثير المدمر للحرب على الأمن الغذائي لأفريقيا، وكان لابد من منع الاضطرابات وحتى المزيد من المعاناة الإنسانية. 
 

وأردف بأنه بإطلاق البنك مرفقا أفريقيا لإنتاج الأغذية في حالات الطوارئ بقيمة 1.5 مليار دولار في مايو الماضي؛ تمكن في أقل من 60 يوما من تنفيذ برامج في إطار المرفق بقيمة 1.13 مليار دولار عبر 25 دولة أفريقية، ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ ستة برامج بحلول سبتمبر المقبل مع تقدم الحكومات بمزيد من الطلبات للاستفادة من هذا المرفق.
 

وأضاف أن المرفق الأفريقي لإنتاج الأغذية في حالات الطوارئ سيوفر قمحا معتمدا يتكيف مع تغير المناخ وبذورا أخرى للمحاصيل الأساسية، مع زيادة فرص الحصول على الأسمدة لصالح 20 مليون مزارع ، كما سيسمح المرفق على مدى العامين المقبلين للمزارعين بإنتاج 38 مليون طن إضافي من الأغذية، مما يمثل زيادة بنسبة 30 ٪ في الإنتاج المحلي، وبقيمة 12 مليار دولار. ومن أجل تيسير زيادة الاستثمار العالمي في القطاع الزراعي في أفريقيا، سيدعم المرفق أيضا تعزيز الحوكمة وإصلاح السياسات.
 

وأوضح أنه بهدف مساعدة الحكومات الأفريقية على دفع أقساط التأمين ضد الجفاف والفيضانات والاستجابة بشكل أفضل لانعدام الأمن الغذائي الناجم عن تغير المناخ، يعد برنامج تمويل مخاطر الكوارث عنصرا خاصا داخل المرفق تشتد الحاجة إليه في المستقبل. 
 

ونوه بأنه من أجل زيادة الإنتاج الزراعي في نيجيريا وتنزانيا وكوت ديفوار، دخلت الوكالة اليابانية للتعاون الدولي مؤخرا في شراكة مع البنك الأفريقي للتنمية للمساعدة في تمويل برامج المرفق الأفريقي لإنتاج الأغذية في حالات الطوارئ. كما تدعم وكالات التنمية الدولية وتحالف متزايد من الدول هذا المرفق.
 

وأشار  أديسينا بتقديم البنك للبرنامج الرائد والناجح المسمى "التكنولوجيات من أجل التحول الزراعي الأفريقي" التابع للبنك الأفريقي التنمية، الذي أطلق في عام 2018، ليقدم تقنيات في شكل أصناف محاصيل مقاومة لتغير المناخ، وهي بمثابة بذور مقاومة للجفاف أو درجات الحرارة المرتفعة أو الحشرات، واستفاد بالفعل منه 12 مليون مزارع. 
 

وقال أديسينا "ندعو شركاءنا الدوليين وحكوماتنا إلى الانضمام إلينا في الوقت الذي نقوم فيه بتوسيع نطاق برنامج التكنولوجيات من خلال المرفق الأفريقي الجديد لإنتاج الأغذية في حالات الطوارئ، إن التزامنا بمساعدة أفريقيا على زراعة المزيد من الأغذية من خلال التكيف مع تغير المناخ لقي دعم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، الذي قال مؤخرا إن تخصيص البنك نصف تمويله للتكيف مع تغيرات المناخ هو المعيار الذي يجب على شركاء التنمية الدوليين اتباعه". 
 

كما نوه أديسينا بإقرار وزارة الخزانة الأمريكية دخول المرفق الأفريقي لإنتاج الأغذية في حالات الطوارئ ضمن خطة عمل المؤسسات المالية الدولية لمعالجة انعدام الأمن الغذائي، ليصبح دليلا مختصرا للبرامج للدول المانحة للنظر فيه، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن أفريقيا لا تحتاج إلى المعونات الغذائية لإطعام نفسها، بل تحتاج إلى استثمارات مناسبة وبذور لزراعتها في الأرض. 
 

ولفت إلى أن المرفق الأفريقي لإنتاج الأغذية في حالات الطوارئ يمثل حلا فوريا للتحديات العالمية المزدوجة المتمثلة في الصراع وتغير المناخ، ويؤدي أدوارا فورية ومتوسطة وطويلة الأجل في نمو قطاع الزراعة في أفريقيا كأساس للاقتصادات الأفريقية القادرة على الصمود، مؤكدا أن البنك الأفريقي التنمية سيعمل حاضرا ومستقبلا على وضع خطة مثبتة لإطلاق إمكانات إنتاج الأغذية في أفريقيا ورؤية أفريقيا تصبح سلة غذاء للعالم.
 

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت بنهاية يونيو الماضي دعم مبادرة البنك الأفريقي التنمية للزيادة الكبيرة في الإنتاج الغذائي في أفريقيا من أجل تجنب أزمة الغذاء التي تلوح في الأفق بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
 

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة مجموعة السبع آنذاك مساهمتهم بقيمة 4.5 مليار دولار لمعالجة الأمن الغذائي العالمي، مع تلبية الولايات المتحدة لنسبة 50 ٪ من هذا الالتزام. 
 

وأعلنت إدارة بايدن أنها ستستثمر 760 مليون دولار من مساهمتها لمكافحة آثار ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والأسمدة التي سببتها الحروب في تلك الدول، والتي تحتاج إلى هذا الدعم أكثر من غيرها.
كما ستدعم الولايات المتحدة برنامج تمويل مخاطر الكوارث في أفريقيا التابع للبنك الأفريقي للتنمية، مما سيساعد الحكومات الأفريقية على الاستجابة لانعدام الأمن الغذائي الشديد الناجم عن الظواهر الجوية القاسية مثل الجفاف من خلال تسهيل الحصول على منتجات مخاطر الكوارث مثل التأمين ضد الجفاف أو الفيضانات. وأطلق البنك الأفريقي للتنمية البرنامج في عام 2018 من أجل تعزيز قدرة الدول على الصمود أمام الصدمات المناخية ويعمل في ما يقرب من اثني عشرة دولة إفريقية.

عاجل