رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

زيارة بيلوسي لتايوان.. حكاية 24 ساعة حبست أنفاس العالم

نشر
مستقبل وطن نيوز

التهبت الأوضاع وزادت التوترات بين واشنطن ونظيرتها بكين على خلفية زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى جزيرة تايوان في وقت متأخر من أمس الثلاثاء.

وأصبحت نانسي بيلوسي أول زعيمة من الكونجرس الأمريكي تزور تايوان منذ عام 1997.

وتأتي زيارة بيلوسي، التي تحتل المرتبة الثانية في سلسلة خلافة الرئاسة الأمريكية والمنتقدة منذ فترة طويلة للصين، وسط تدهور للعلاقات بين واشنطن وبكين.

ومع اقتراب الطائرة من تايوان، أغلقت الصين، مجالها الجوي على الساحل الشرقي أمام الطائرات المدنية قرب تايوان، قبيل وصول رئيسة مجلس النواب الأمريكي.

وذكر موقع «فلايت رادار» لتتبع الرحلات، أن طائرة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي دخلت المجال الجوي لتايوان مساء امس الثلاثاء.

وترى الصين أن زيارة مسؤول أمريكي رفيع المستوى، والتي قد تكون الأولى في نحو 25 عامًا، تحمل اعترافًا ضمنيًا من أمريكا باستقلالية تايوان، التي تعتبرها الصين جزءًا أساسيًا من أرضها.

وحذرت الصين من إقدام بيلوسي على زيارة تايوان، التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها بكين جزءا من البلاد.

 فيما شددت واشنطن على أن رئيسة مجلس النواب الأمريكي من حقها أن تجري الزيارة في حال أرادت ذلك. 

مناورات بالذخيرة الحية

وكشفت وسائل إعلام صينية رسمية أن الصين ستنفذ مناورات بالذخيرة الحية في 6 مناطق حول تايوان.

فما أكدت مواقع صينية تؤكد تحليق مقاتلات صينية قرب مضيق تايوان.

وأعلنت بكين عن ست مناطق حظر تطوق من خلالها تايوان، وذلك لتسهيل التدريبات العسكرية بالذخيرة الحية من الخميس إلى الأحد.

ويتصل بعض هذه المناطق بالمياه الإقليمية للجزيرة، مما يهدّد بتعطيل حركة الطيران والشحن في مضيق تايوان، الذي يُعَدّ أحد أكثر طرق التجارة ازدحاماً في العالم.

في وقت مبكّر من اليوم الأربعاء، أعلن تليفزيون الصين المركزي الحكومي أن البلاد أجرت تدريبات مشتركة بين القوات البحرية والجوية حول تايوان. وقال جيش التحرير الشعبي الصيني إنّ العمليات ستشمل "تجارب إطلاق نار منتظمة في المياه الشرقية" -أو صواريخ- قبالة تايوان.

وأرسلت الصين 21 طائرة حربية إلى منطقة تحديد الدفاع الجوي بجنوب غرب تايوان أمس الثلاثاء، وفقاً لما ذكرته وزارة الدفاع بالجزيرة. ويُعَدّ الرقم القياسي اليومي 56 طائرة لجيش التحرير الشعبي الصيني في 4 أكتوبر، الذي تزامن مع التدريبات العسكرية القريبة التي تقودها الولايات المتحدة.

يمكن للصين أن تفعل المزيد، إذ قالت صحيفة "جلوبال تايمز" التابعة للحزب الشيوعي الصيني أمس الثلاثاء إنّ جيش التحرير الشعبي يمكن أن يصيب أهدافاً عسكرية تايوانية، نقلاً عن خبير يقترح أن تمارس الصين "سيطرة" على المجال الجوي التايواني والبحار المجاورة.

الصين واحدة

من جانبها، قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، الثلاثاء، إنّ زيارتها إلى جزيرة تايوان، لا تتناقض مع التزام الولايات المتحدة بسياسة "الصين واحدة".

وقالت بيلوسي، عقب وصولها إلى مطار تايوان، مساء امس - إن زيارتها إلى تايوان لا تتناقض مع السياسة الأميركية القائمة، وذلك في إشارة إلى التزام الولايات المتحدة بسياسة "الصين واحدة".

وأضافت : التضامن مع تايوان أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى، وتكرس التزام واشنطن الثابت بدعم الديمقراطية النابضة بالحياة في تايوان.

البلطجة

وقالت الخارجية الصينية، إن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان تنتهك سيادة الصين ووحدة أراضيها.

ووصفت الخارجية الصينية تصف تحركات الولايات المتحدة بـ "البلطجة"، قائلة: “ لن نرضخ أبدا لمثل هذه التحركات الأمريكية في تايوان ”.

وتابعت الخارجية الصينية أن الولايات المتحدة باتت أكبر تهديد للسلام في العالم .

اعتراض تايواني 

في هذا السياق ، شكرت رئيسة تايوان تساي إينج-وين اليوم الأربعاء، رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي على عملها الملموس لدعم تايبيه في هذه اللحظة الحرجة، مضيفة أن الجزيرة لن تتراجع في مواجهة التهديدات العسكرية المتزايدة.

والتقى الاثنان في تايبيه اليوم الأربعاء، في إطار زيارة بيلوسي للجزيرة التي قوبلت بانتقادات شديدة من الصين ودفعت بكين للإعلان عن مجموعة من التدريبات العسكرية واستدعاء السفير الأمريكي.

كما أخبرت تساي بيلوسي بأنها واحدة من أكثر أصدقاء تايوان إخلاصا وشكرتها على دعمها الثابت على الساحة الدولية.

وأضافت تساي أن تايوان شريك موثوق للولايات المتحدة وستواصل العمل معها لتعزيز التعاون في مجالات الأمن والتنمية الاقتصادية وسلاسل التوريد.

وأوضح تساي خلال مناسبة مع بيلوسي في تايبيه "في مواجهة التهديدات العسكرية المتصاعدة بشكل متعمد، تايوان لن تتراجع، وسنواصل تشبثنا بخط الدفاع عن الديمقراطية".

وأعلنت وزارة الدفاع التايوانية، اليوم الأربعاء، أنها سترد على أي عمل ينتهك سيادة أراضي تايوان، مشيرة إلى أن استفزازات الصين تشكل تحديا للنظام العالمي.

يأتي ذلك فيما قالت الخارجية التايوانية: إن الصين طلبت من الطائرات والسفن عدم الاقتراب من مناطق مناوراتها، مضيفة بالقول: "نقف مع واشنطن ودول العالم للدفاع عن القوانين الدولية"، كما شددت الخارجية على أن "تايوان دولة مستقلة ولا تتبع للصين".

وتزامنا، أعلنت الرئيسة التايوانية تساي إنج ون أن بلادها "لن تتراجع" بينما تستعد الصين لإجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية حول الجزيرة ردًا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي.

وقالت تساي خلال لقاء مع بيلوسي في تايبيه "في مواجهة التهديدات العسكرية المتصاعدة بشكل متعمد، تايوان لن تتراجع، وسنواصل تشبثنا بخط الدفاع عن الديمقراطية".

ملتزمون بأمن تايوان

وفي إطار زيارتها ، قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي اليوم /الأربعاء/ أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن التزامها تجاه تايوان.

وقالت بيلوسي -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة تايوان تساي إنج ون أوردته قناة "الحرة" الأمريكية- "إن الوفد الأمريكي جاء إلى تايوان؛ ليقول بشكل لا شك فيه إننا لن نتخلى عن التزامنا تجاه تايوان وأننا فخورون بصداقتنا الدائمة"، مؤكدة أن الكونجرس الأمريكي بشقيه الديمقراطي والجمهوري ملتزم بأمن تايوان وحقها في الدفاع عن نفسها.

وأضافت أن تايبيه تتمتع دائما بالحرية والأمان ولن نتراجع عن ذلك، مشددة على ضرورة التضامن مع تايوان خلال الفترة الحالية وأكثر من أي وقت مضى، وأن الولايات المتحدة تريد أن يبقى الوضع في تايوان كما هو عليه الآن ولا تريد تغييرًا بالقوة.

وأكد البيت الأبيض في أعقاب وصول رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، أن تهديدات الصين وخطاب بكين العدواني لن يخيفا واشنطن.

وشدد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، جون كيربي، على أن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، إلى تايوان لا تنتهك سيادة الصين.

وأفاد كيربي بأنه لا يوجد انتهاك لأي من قضايا السيادة أو سياسة الصين الواحدة.

وأشار المتحدث بأنهم ملتزمون بسياسة الصين الواحدة ولا يدعمون استقلال تايوان، مضيفا أنهم ملتزمون بدعم تايبييه للدفاع عن نفسها.

رد موسكو

اعتبر رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي لشؤون الشباب أرتيوم ميتيليف، أن واشنطن بزيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان "تستفز الصين للدخول في صراع معها".

وقال ميتيليف، حسبما نقلت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الثلاثاء، إن: "الإدارة الأمريكية غير العقلانية تضغط على كعب أخيل، وتستفز الصين أول اقتصاد في العالم للدخول في صراع معها بإلقاء الحطب على نار حرب عالمية ثالثة؛ وأن الصينيين لن ينسوا ذلك".

واعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، أظهرت تجاهل الولايات المتحدة لحقوق الدول الأخرى.

وأضافت زاخاروفا -حسبما أفادت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية اليوم /الأربعاء/- أنه لا يجوز الآن أن يتحدث الأمريكيون عن احترام القانون الدولي إذا انتهكت واشنطن التزاماتها تجاه بكين.

تخوف ياباني 

في سياق متصل، أعربت السلطات اليابانية عن مخاوفها إزاء خطط الصين لبدء مناورات عسكرية بالقرب من تايوان. 

وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني ماتسونو هيروكازو -وفقا لهيئة الإذاعة اليابانية (إن إتش كيه)- إن بلاده قلقة بشأن الأنشطة العسكرية الصينية المزمعة؛ لأن هذه المنطقة تتداخل مع المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، مشيرا إلى أنه من المتوقع إجراء تدريب على إطلاق النار بالذخيرة الحية.

وذكرت (إن إتش كيه) أن إعلان الصين جاء عقب وصول رئيسة مجلس النواب الأمريكي "نانسي بيلوسي" إلى تايوان أمس الثلاثاء.

وأضاف ماتسونو أن الحكومة اليابانية ليست في وضع يمكنها من التعليق على زيارة بيلوسي، مؤكدا أن السلام والاستقرار في مضيق تايوان مهمان ليس فقط لأمن اليابان ولكن أيضا لاستقرار المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن الحكومة اليابانية ثابتة في وجهة نظرها بضرورة حل قضية تايوان بشكل سلمي عن طريق الحوار.

وأشار ماتسونو إلى أن اليابان ستحث الصين مجددا على حل القضايا المتعلقة بالمضيق بشكل سلمي.

قيودًا اقتصادية 

أوقفت الصين صادرات الرمال الطبيعية إلى تايوان فضلًا عن وقف استيراد بعض الأسماك والفواكه من الجزيرة اليوم الأربعاء، بعد وصول رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة.

وجاء في بيان صادر عن وزارة التجارة الصينية إن هذه الخطوة تستند إلى أحكام القانون ذي الصلة، لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل، وفقا لوكالة بلومبرج للأنباء.

عاجل