رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

من الأمن إلى الطاقة.. «صفحة جديدة» في العلاقات السعودية الأمريكية

نشر
ولي العهد السعودي
ولي العهد السعودي والرئيس الأميركي يتبادلان الحديث

تصدرت قضايا الطاقة وأمن الشرق الأوسط مناقشات قمة جدة للأمن والتنمية التي حضرها الرئيس الأمريكي جو بايدن، ضمن أول جوله له بالمنطقة منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة.

أكد بايدن خلال القمة على تفاهمه مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي على زيادة إنتاج النفط خلال الفترة القادمة للسيطرة على معدلات التضخم المرتفعة والتي تساهم تكلفة الطاقة المرتفعة في تفاقهما.

قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن أزمة الطاقة الحالية تعود إلى تراجع الاستثمارات في قطاع الوقود الأحفوري، دون أن يكون العالم مستعد للتحول إلى الطاقة البديلة وهو ما ساهم في ارتفاع أسعار الطاقة، مشيراً إلى أن المملكة كانت أعلنت عن استهدافها زيادة الطاقة الإنتاجية للنفط إلى 13 مليون برميل يومياً.

واختتمت أعمال "قمة جدة للأمن والتنمية" والتي شارك بها قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأميركية، حيث أكد بايدن في كلمته خلال القمة على أن "هناك جهوداً لتقويض النظام العالمي"، مشيراً إلى "أنشطة الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والغزو الروسي لأوكرانيا، فضلاً عن الأنشطة المزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".

أضاف بايدن: "أن الولايات المتحدة لن تسمح للقوى الخارجية بفرض تهديدات على الملاحة والمضايق البحرية، بما في ذلك مضيق هرمز وباب المندب"، مشدداً على أن "حرية تدفق التجارة في الشرق الأوسط أمر لا غنى عنه للاقتصاد العالمي".

وقال إن الولايات المتحدة "تعمل على حماية الممرات المائية الحيوية، وأنشأت قوة عمل بحرية مشتركة تستخدم سفن متطورة لتعزيز الأمن البحري. كما نقوم بتعزيز التكامل بين أنظمة الإنذار المبكر وأنظمة الدفاع الصاروخي لمواجهة أي تهديدات جوية".

وذكّر بأن دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والأردن صوتت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا"، معتبراً ذلك "لحظة فارقة أوضحت أن القيم الأساسية لسيادة الدول هي قيم عالمية بالفعل".

 

صفحة جديدة
فتحت زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، بما يعيد ضبطها وفقاً لإيقاع التطورات المتسارعة في المنطقة والعالم.

أكد بايدن في كلمة ألقاها في ختام محادثات مع الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يوم الجمعة، على تعزيز التعاون مع الرياض في عدد كبير من المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية على المستويين الإقليمي والدولي، والتوصل إلى ترتيبات بشأن قضايا مختلفة، مشدداً على أن بلاده "لن تترك فراغاً لتملأه الصين وروسيا في الشرق الأوسط".

رحب بايدن بقرار المملكة فتح مجالها الجوي أمام الناقلات المدنية. وجدد التزام واشنطن بأمن المملكة، مشيداً بدورها الريادي في اليمن وفي تعزيز العلاقات مع العراق، بحسب بيان البيت الأبيض الذي نقل نص كلمة الرئيس الأمريكي التي ألقاها يوم أمس الجمعة.

أشار البيان إلى "تعهد السعودية بدعم تحقيق التوازن في سوق النفط العالمية، من أجل تحقيق النمو الاقتصادي المستدام، لافتاً إلى ترحيب بايدن بتوقيع مذكرة تعاون جديدة بين واشنطن والرياض، لربط شركات التكنولوجيا الأميركية والسعودية للعمل على تطوير تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات. كما كشف البيان الأميركي عن توقيع اتفاقيتين ثنائيتين بشأن الأمن السيبراني، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم جديدة بين وزارتي الصحة في البلدين لمواجهة القضايا الصحية المشتركة.

أمن الطاقة
تعهدت السعودية بحسب بيان البيت الأبيض بـ"دعم تحقيق التوازن في سوق النفط العالمية من أجل النمو الاقتصادي المستدام".

ولفت البيان إلى أن الجانب الأميركي "رحب بزيادة مستويات الإنتاج لدول "أوبك+"بنسبة 50% أكثر مما كان مخططاً له في شهري يوليو وأغسطس". واعتبر أن "من شأن هذه الخطوة وغيرها من الخطوات المتوقعة خلال الأسابيع المقبلة، أن تساعد في استقرار الأسواق إلى حد كبير".

أميركا مصرة على أن "أوبك" يمكنها إنتاج نفط أكثر

كما تحدث البيان عن ترحيب بايدن "بتوقيع إطار شراكة ثنائية لتعزيز الطاقة النظيفة مع الاستثمارات السعودية الجديدة الرامية إلى تسريع التحول في مجال الطاقة ومكافحة آثار تغير المناخ، علماً بأن الإطار يركز بشكل خاص على الطاقة الشمسية، والهيدروجين الأخضر، والطاقة النووية، وغيرها من مبادرات الطاقة النظيفة".

وأشار إلى أنه "من خلال البناء على التعاون القائم بين خبراء الطاقة في البلدين، يسعى الجانبان إلى تعزيز جهودهما للتصدي لتغير المناخ وتعزيز زيادة نشر موارد الطاقة النظيفة في جميع أنحاء العالم".

كما أكد البيان أن "الشراكة ستدعم التعاون بين القطاعين العام والخاص في تعزيز نشر حلول الطاقة النظيفة وتسريع البحوث والتطوير، وعرض التقنيات المبتكرة اللازمة للتخلص من الكربون في الاقتصاد العالمي وتحقيق صافي انبعاثات صفرية".

عاجل