رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

مشرعون أمريكيون يعربون عن قلقهم من «الصواريخ الفرط صوتية»

نشر
مستقبل وطن نيوز

أعرب مشرعون أمريكيون عن قلقهم من تصاعد القدرات الصاروخية الفائقة السرعة وتقنياتها المتنوعة لدى عدد من الدول الأجنبية، وطالبوا وزارة الدفاع بتقديم تقييم جديد لها يعرض بصورة مفصلة قدرات البنتاجون للحماية من التهديدات الصاروخية التي تحيق بالولايات المتحدة، فضلاً عن استعراض خطط التحديث التي تنتهجها لتحديث منظومات الدفاع الصاروخي وتحسين قدرات الاستشعار، وعلاج الفجوات الحالية التي يشهدها الدفاع الصاروخي للبلاد.

وذكرت "لجنة خدمات التسليح في الكونجرس" (HASC)، في مشروع قرار تقدمت به مساء أمس، "لاحظت اللجنة حدوث تحديثات في تقنيات الصواريخ المختلفة التي طورتها بلدان أجنبية، من بينها تطوير الأسلحة الفرط صوتية، وازدياد قدرات القذائف فائقة الدقة ومدى إصابتها، ومواصلة الدول المارقة لتجاربها الصاروخية بعيدة المدى".

وأضاف مشروع القرار أن اللجنة توصي بـ"تشجيع وزارة الدفاع على تحليل تطورات البيئة الأمنية وتقييم التهديدات التي تنطوي عليها القدرات الصاروخية المتطورة لدى الدول المناظرة والبلدان المارقة".

وتقول مجلة "بريكينج ديفينس" الأمريكية إن اللجنة التشريعية المعنية بشؤون خدمات التسليح ستطلب من مدير "وكالة الدفاع الصاروخي" MDA، ونائب الوزير لشؤون سياسات الدفاع، وقائد العمليات البحرية، وقائد القيادة الشمالية للولايات المتحدة، عرض تقرير مشترك لتقييم القدرات الصاروخية الهائلة لمواجهة التهديدات الراهنة والمستقبلية التي تشكلها الصواريخ الباليستية.

وأشارت اللجنة إلى أن التقرير يتعين أن يضم بصورة مفصلة ما إذا كان الهيكل الراهن للدفاع الصاروخي الباليستي داخل الأراضي الأمريكية "سيتطلب ضبطه لضمان الحماية من ضربات توجهها دولتان مارقتان ذواتا قدرات نووية، أو أكثر"، علاوة على تقديرات لتكاليف عملية الضبط والتعديل.

وطالبت المسودة التشريعية وزارة الدفاع بتقديم استراتيجية شاملة عن سبل مواجهة تهديدات الصواريخ الفرط صوتية ودحرها باستخدام قدرات عسكرية وتقنية لا متماثلة من بينها، الطاقة الموجهة، ومنظومات الموجات القصيرة، والقدرات الفضائية و"أي قدرات أخرى"، على حد تعبير اللجنة.

كانت لجنة "هاسك" التشريعية قد أوردت في ملحق الهوامش الخاص بـ"قانون سلطة الدفاع الوطني" للعام المالي 2023 بنوداً لحض وزارة الدفاع على إدخال تقنيات متطورة وإدماجها ببرنامج الدفاع الصاروخي الفائق السرعة من بينها تشجيع وزير الدفاع على استخدام مخصصات "وحدة التطوير الدفاعي" أو "بحوث تطوير العمليات الصغيرة" للحصول من مصادر تجارية على نوعيات متطورة من الرادارات الحديثة القادرة على رصد وتتبع الأسلحة والقذائف والصواريخ الفرط صوتية أو الصواريخ العابرة للقارات منخفضة الارتفاعات، وقصيرة، ومتوسطة، وطويلة المدى.

كما تضمنت الهوامش بنداً آخر يطلب من مدير "وكالة الدفاع الصاروخي" MDA أن يتقدم إلى اللجنة التشريعية بتقرير مع حلول نهاية العام الجاري حول كيفية ومدى القدرة على استخدام الذكاء الاصطناعي لتقليص زمن الاستجابة لرصد وتتبع الصواريخ الفرط صوتية أثناء تحليقها وعلى امتداد مراحلها من الإطلاق، وكيف يمكن لوسائل الذكاء الاصطناعي تحسين رصد واستهداف تلك الصواريخ.

ونبهت اللجنة إلى أن الجيش الأمريكي لديه "قدرات محدودة" للدفاع ضد الأسلحة الفرط صوتية تتمثل في منظومات "أيجيس" للدفاع الصاروخي الباليستي التي تنطلق من البحر، والمزودة بها مدمرات البحرية الأميركية من طراز "أرليغ بوركي"، سفن البحرية من طراز "تيكونديروجا".

ولفتت إلى أنه "بينما تتمتع هذه النظم للدفاع الصاروخي بقدرات فائقة وتقنيات متطورة، فإن التحديثات التي طرأت على الصواريخ الفرط صوتية تشكل تحديات لقدرات تلك النظم".

وعلى صعيد جغرافي، وجهت مسودة القرار التشريعي وزارة الدفاع بضرورة تقديم تقرير لتحليل هيكل الدفاع الجوي والصاروخي المعد للدفاع عن جزيرة "جوام"، كما طلبت تقريراً عن هيكل الدفاع الصاروخي من "القيادة الأميركية لمنطقة الإندو- باسيفيك".

ولم تغب الحرب الأوكرانية عن المسودة التشريعية، إذ طالبت لجنة "هاسك" الجيش الأميركي بتقييم مدى "صلاحية" بطاريات الدفاع الجوي والصاروخي "باتريوت"، لافتة إلى أن "الغزو الروسي غير المبرر الذي شنته على أوكرانيا أبرز مدى أهمية الدفاعات الجوية والصاروخية ذات الارتفاعات المنخفضة في أوروبا". وبموجب المسودة فإن الجيش سيتعين عليه تقديم تقرير في هذا الصدد يُقيِّم فيه مدى صلاحية البطاريات ومعدات الاعتراض والرصد الراهنة.

ويخطط الجيش الأمريكي لاستبدال أنظمة بطاريات "باتريوت" بنظم "مستشعرات الدفاع الجوي والصاروخي منخفضة الارتفاعات" LTAMDS و"منظومة قيادة معارك الدفاع الجوي والصاروخي" IBCS، غير أن مجلة "بريكينج ديفينس" لفتت إلى أن هذين البرنامجين لن يتم الانتهاء من إدماجهما معاً في الجيش الأميركي إلا بعد ما يزيد عن عشر سنوات. وأبدى المشرعون رغبتهم بأن يواصل الجيش تحديث منظومات صواريخ "باتريوت" لحين إتمام منظومتي "إبكس" و"لتادمس" دخولهما الخدمة في القوات المسلحة الأمريكية.

ودعت اللجنة وزيرة الجيش كريستين وورموث، للحديث أمام الكونجرس بشأن المتطلبات المهملة داخل برنامج منظومة "باتريوت"، على أن تتضمن كلمتها إيجازاً عمّا هو ممول وغير ممول من المتطلبات المهملة خلال السنوات المقبلة، علاوة على تقديمها تحليلاً بشأن أي الاحتياجات غير الممولة مطلوب الوفاء بها لتقليل المخاطر إذا كان نسق الزيادة المرتقب لعمليات الدفاع الجوي والصاروخي ما بين 10 و25 في المائة.

وقالت اللجنة في مسودتها "من الضروري أن يعطي الجيش الأولوية لمعالجة التحديات المهملة الضاغطة من أجل التيقن من قدرة (منظومة صواريخ) باتريوت على مواصلة عملها كوسيلة حيوية إلى حين تنفيذ استراتيجية الدفاع الجوي والصاروخي المتكاملة للجيش بدخول منظومتي IBCS وLTAMDS إلى الخدمة".

عاجل