رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في الذكري الـ73 لرحيل الريحاني.. اتهامه بالجاسوسية يدفعه للإفلاس و«قراقوش» يحرمه من الباكوية

نشر
نجيب الريحاني
نجيب الريحاني

"كشكش بك" لقب مازال عالق في أذهان الشعب المصري منذ أكثر من 73 عامًا، من خلال ألقاب السخرية التي أطلقها "صانع البهجة" الفنان نجيب الريحاني الذي ما زالت أفلامه ومسرحياته تلقي صدي كبير حتي الآن على الشاشة الفضية.

"الضاحك الباكي" مدرسة فنية كبيرة ناقشت قضايا المجتمع من خلال النقد الفني المصور عبر أفلامه، ومنها "الفقر" الذي كان عنوانًا رئيسيًا لمعظم أفلامه، والصراع الطبقي بين الباشوات والطبقة الفقيرة ورؤية كل منهما للحياة وفقًا للطبقة التي ينتمي إليها.

في مثل هذا اليوم تحل ذكري "كشكش بك" الذي رحل عام 1949، واسمه الحقيقي نجيب إلياس ريحانة، ولد في حي باب الشعرية 1889 لأم مصرية وأب عراقي كان يعمل في تجارة الخيول، درس في مدارس الفرير الابتدائية، واكتفى بشهادة البكالوريا نظرًا لظروفه المادية الصعبة، وعمل كاتب حسابات بشركة السكر في نجع حمادي وبعد فترة قدم استقالته وعاد للقاهرة.

تزوج في بداية حياته من الراقصة السورية "بديعة مصابني"، ثم انفصلا لأنها اعتبرت الزواج عائق في طريق رحلتها الفنية، بالإضافة إلى غيرته الشديدة، وعقب ذلك تزوج من الألمانية "لوسي دي فرناي" وأنجب منها بنته الوحيدة "جينا"، وتم نسبها في الوثائق لشخص أخر كان يعمل ضابطًا في الجيش الألماني، بسبب قوانين هتلر التي تمنع زواج أي ألمانية من شخص غير ألماني.

بدأت حياته الفنية في الملاهي الليلية بشارع عماد الدين، حتي التقي صدفة بصديق له كان يعشق التمثيل اسمه محمد سعيد، وكونا فرقة مسرحية قدما خلالها الاسكتشات الخفيفة، ثم التقي "بديع خيري" الذي قام بتأليف أغلب أعمال مسرحياته، ومن أعماله المسرحية التي تسببت في خروجه من مصر، هربًا من الاعتقال أو بطش الملك به، مسرحية "حكم قراقوش"، والتي كتبها صديقه بديع خيري، وهاجم فيها الملك فاروق، ولما طلب منه الملك تقديم مسرحية في قصره، أصر أنه يقدم النص، ضاربًا بكلام "بديع خيري" عرض الحائط، الذي رفض تقديمها أمام الملك، وبعدها فضل السفر خارج مصر متجهًا للبرازيل.

وقالت ابنته "جينا" - في تصريحات صحفية - إن الملك فاروق منح لقب الباكوية للفنان يوسف وهبي واستثني الريحاني عقابا له، وأن سفره للبرازيل جاء بناء على نصيحة تلقاها من رجل الاقتصاد المصري طلعت حرب.

بعد تألقه في المسرح أعلن اعتزاله سنة 1946، حيث قدم 33 مسرحية، أشهرهم: الجنيه المصري، الدنيا لما تضحك، الستات مايعرفوش يكدبوا، إلا خمسة، حسن ومرقص وكوهين، كشكش بيك في باريس، وصية كشكش بك، المحفظة يامدام.

وفي عالم السينما قدم عدد قليل من الأفلام لا يتخطي 7 أفلام وهم: سلامة في خير، أبو حلموس، سي عمر، لعبة الست، ياقوت أفندي، غزل البنات.

ويوافق وفاته يوم 8 يونيو 1949، بعد مشوار طويل من النجاح في المسرح والسينما، ليشاء القدر أن يكون وفاته أثناء تصويره فيلم "غزل البنات"، بعد إصابته بمرض التيفود.

وقال الناقد المسرحي أحمد سخسوخ -في كتابه بعنوان " الريحانى نجم زمن الفن الجميل"- إن السبب وراء وفاة نجيب الريحاني كان إهمال الممرضة في المستشفى اليوناني، بعد ما قامت بإعطائه جرعة كبيرة من الدواء، موضحًا أن هناك حدث هز الريحاني، وهي واقعة إفلاسه عام 1920، حيث تدهورت أحواله النفسية والمادية بسبب إنتاجه لأوبريت "العشرة الطيبة" لعزيز عيد وسيد درويش، واعتبروه دسيسة إنجليزية ضد الأتراك وحرضوا عليه بالقتل فأغلق الأوبريت الذى كان ينتجه، وخرج من مسكنه في مصر الجديدة ليسكن في فندق بمصر الجديدة، وكان قد حقق خسائر فادحة فانتهى الأمر بإعلان الريحاني إفلاسه.

عاجل