رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

وزير الخارجية الأمريكي يتهم روسيا بتجويع المدنيين لتحقيق أهدافها في أوكرانيا

نشر
 وزير الخارجية الأمريكي
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن

 اتهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، روسيا باستخدام تجويع المدنيين في أوكرانيا لتحقيق أهدافها، فيما رد سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا على هذه الاتهامات ووصفها بأنها "سخيفة".
 

وقال بلينكن -الذي ترأس جلسة مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس-: "يعتقد البنك الدولي أن حرب روسيا في أوكرانيا يمكن أن تضيف 40 مليون شخص إلى هذا المجموع"، ناقلا عن بيانات برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الفاو "منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ارتفاع عدد الأشخاص المتضررين من انعدام الأمن الغذائي بسبب الصراع من حوالي 100 مليون شخص في عام 2020، إلى 139 مليونا في عام 2021، ونحو 161 مليون شخص في عام 2022، وفقا لما ذكرته صحيفة "نيويورك بوست".
 

وأشار بلينكن إلى اعتماد مجلس الأمن القرار 2417، في عام 2018، والذي أدان استخدام تجويع المدنيين كأداة حرب وأشار إلى أن مثل هذا الاستخدام قد يشكل جريمة حرب.
 

وقال إن روسيا تجاهلت - بشكل صارخ - هذا القرار، واتهمها باستخدام تجويع المدنيين كوسيلة لتحقيق أهدافها، موضحا أن الحرب تسببت في توقف التجارة البحرية في مساحات شاسعة من البحر الأسود.
 

وأضاف "لقد جعلت المنطقة غير آمنة للملاحة؛ ما أدى إلى حصار الصادرات الزراعية الأوكرانية الأمر الذي يعرض الإمدادات الغذائية العالمية للخطر".
 

واتهم القوات الروسية بتعمد إغلاق الموانئ الأوكرانية، مشيرا إلى أن هذه القوات هاجمت، بصورة متكررة، البنية التحتية المدنية الأوكرانية، التي تعتبر بالغة الأهمية بالنسبة لإنتاج ونقل الغذاء، مثل المياه والكهرباء وخطوط السكك الحديدية، فضلا عن تدمير مرافق تخزين الحبوب الأوكرانية؛ وسرقة مخزون المواد الغذائية في أجزاء من أوكرانيا التي تحتلها القوات بشكل غير قانوني.
 

وأشار إلى ما وصفها بـ"العواقب المدمرة"، لهذه الأعمال قائلا: "أصبح الإمداد الغذائي لملايين الأوكرانيين - وملايين آخرين حول العالم - رهينة الجيش الروسي"، موضحا أن برنامج الأغذية العالمي قدر - مؤخرا - أن ثلث الأوكرانيين يواجهون انعدام الأمن الغذائي، مع تزايد مخاطر سوء التغذية لدى الأطفال والحوامل وكبار السن.
 

من جانبه قال مدير عام (الفاو) شو دونيو "تعزز الحرب في أوكرانيا مخاوفنا إزاء ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة وتأثير هذا الارتفاع عبر العالم، قوضت هذه الحرب الصادرات وسلاسل الإمداد اللوجستية تصدر أوكرانيا والاتحاد الروسي 30 في المائة من الحبوب و67 في المائة من دوار الشمس إلى العالم".
 

وتابع: إن الزراعة تعد من الحلول الأساسية من أجل التوصل إلى السلم والأمن، مشيرا إلى أن منظمة الفاو عملت على تكثيف جهودها لتعزيز النظم الزراعية الغذائية وإنقاذ الأرواح وحماية مصادر الرزق الزراعي في أكثر بلدان العالم هشاشة. وحذر من أن ارتفاع أسعار الأسمدة يهدد المحاصيل ويؤدي إلى ارتفاع حاد ومزمن في سوء التغذية.
 

من جانبها، قالت سارة مينكر من منصة Gro Intelligence، وهي شركة ناشئة معنية بالشأن الزراعي وتغير المناخ، إن الصراع بين روسيا وأوكرانيا لم يتسبب في أزمة أمن الغذائي – بل صب الزيت على نار ظلت كامنة لفترة طويلة.
 

وخاطبت أعضاء مجلس الأمن قائلة: "من المهم لكم جميعا أن تفهموا أنه حتى لو انتهى الصراع غدا، فلن تختفي مشكلة الأمن الغذائي في أي وقت قريبا دون اتخاذ إجراءات متضافرة".
 

وأوضحت أن التقديرات - التي أعدتها شركتها - تفيد بأن الزيادات في أسعار المحاصيل الغذائية الرئيسية، منذ بداية العام، أدت إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بنحو 400 مليون شخص، بزيادة قدرها 40 في المائة تقريبا على مستوى العالم في الأشهر الخمسة الماضية، وهذا يعادل عدد الأشخاص الذين أخرجتهم الصين من دائرة الفقر في العشرين عاما الماضية.
 

وتابعت: إن التغيرات في الأسعار أثرت - بالفعل - على بعض الاقتصادات بنسبة 3 إلى 5 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي، مشيرة إلى أن البلدان المتضررة بشكل غير متناسب تقع في مناطق مثل شمال إفريقيا والشرق الأوسط والقرن الإفريقي وغرب ووسط آسيا.
 

بدوره، رد سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا على الاتهامات التي تسعى لإلقاء اللوم على بلاده، ووصفها بأنها "أمر سخيف"، ونفى الاتهامات بتجويع المدنيين، قائلا: إن أزمة الغذاء ليست وليدة هذا العام، مشيرا إلى أن المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي قد أشار إلى "عواصف الجوع العاتية" في عام 2020، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء “تاس” الروسية .
 

وقال: “للأسف الزملاء في مجلس الأمن من الدول الغربية لم يتطرقوا إلى الأسباب الجذرية لأزمة الغذاء والأزمات الأخرى في دول مثل العراق وأفغانستان وليبيا وسوريا... الزملاء لم يتطرقوا - كذلك - إلى الجزاءات الاقتصادية، غير القانونية، أحادية الجانب التي خنقت عددا من الدول”.
 

واتهم الدول الغربية بالعمل على قص "العمود الفقري" للاقتصاد الروسي وعزل الدولة، قائلا إن "حرب الوكالة التي تشنونها مع روسيا في أوكرانيا تؤدي إلى أخذ العالم النامي كرهينة". 
 

ونفي المندوب الروسي، الاتهامات الموجهة لقوات بلاده بمنع إخراج المنتجات الزراعية من أوكرانيا عبر البحر، قائلا إن أوكرانيا لا تزال تحتجز سفنا من 17 دولة في موانئها المختلفة.
 

وقال إن الدول الفقيرة تعاني من جراء" الألاعيب السياسية" للدول الغربية، واصفا محاولة إلقاء اللوم على بلاده بأنها "أمر سخيف".

عاجل