رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«خير من ألف شهر».. فضائل ليلة القدر كما وردت في القرآن والسنة

نشر
ليلة القدر
ليلة القدر

ليلة القدر هي ما يترقبها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في العشر الأواخر من رمضان، لما تتميز به ليلة القدر من فضائل كثيرة على كل مسلم أن يقتنصها ويحصل على ثوابها. 

ونستعرض في سياق التقرير التالي فضائل ليلة القدر، ومكانة ليلة القدر وعمل المسلم في تلك الليلة المباركة. 

فضائل ليلة القدر

 لليلة القدر فضائل ومُميّزات كثيرة؛ منها ما ورد في الكتاب العزيز، ومنها ما ورد في السنّة النبويّة:

 ليلة التنزيل 

إذ إنّها الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم، قال -تعالى-: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، وهي  ليلة مباركة الأجر لمَن قامها، وعمل فيها بالخير، وقد وُصِفت بذلك في القرآن الكريم، قال -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ).

ليلة الفصل والتقدير

 فهي ليلة تُفصَّل فيها الأقدار، وتتنزّل من اللوح المحفوظ إلى صُحُف الكتبَة من الملائكة، وهذه الأقدار تتضمّن أقدار العباد من أمور الدنيا؛ كالرزق، والأجل، والحوادث، ونحوها، قال -تعالى-: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ).

ليلة الخير

 إذ ذكر الله -تعالى- منزلتها، وفضل قيامها، والأجر والثواب المُترتِّب على العبادة والدعاء فيها؛ إذ يُضاعف الله -سبحانه- أجر الأعمال الصالحة في هذه الليلة، فيكون أجرها كأجر ألف سنة من العبادة، قال -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).

ليلة السلام

يبارك الله -تعالى- فيها الأرض بنزول الملائكة؛ فيعمّ الخير والسلام، وتعمّ الرحمة؛ فيشعر فيها المؤمن بالطمأنينة والسلام، قال -تعالى-: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).[٦] ووُصفت بالسلام؛ لسلامة العباد من العذاب؛ بطاعتهم لله.

 ليلة الغفران 

فهي ليلة تُغفر فيها ذنوب من قامها بإخلاصٍ لله -تعالى-، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. 

مكانة ليلة القدر

يعود سبب تميُّزها إلى كونها الليلة التي أنزل الله فيها القرآن على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وفيها فضل عظيم للعامل فيها، واصطفى الله -سبحانه وتعالى- اصطفى من البشر محمداً؛ ليكون رسولاً للبشريّة، واصطفى من الشهور رمضان، ومن الليالي ليلة القدر.

ووصفت هذه الليلة بأنّها ذات قَدر، كما أنّها مباركة، قال -تعالى-:(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ)، وأنزل الله فيها سورة يتلوها الناس إلى قيام الساعة، أمّا سبب تسميتها بليلة القدر؛ ففي ذلك عدّة آراء:

- تقدير الله -تعالى- فيها ما يشاء من مقادير السنة إلى ليلة القدر التالية، قال -تعالى-: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ).

- تعظيم قَدر الليلة نفسها، وعُلوّ شَرَفها بين الليالي. 

-  تقديم الطاعات في هذه الليلة يمتاز بقَدره العظيم، وأجره المُضاعَف. 

عمل المسلم في ليلة القدر 

يُستحَبّ للمسلم في ليلة القدر أن يُسارع إلى أنواع الطاعات والعبادات المختلفة، وأن يجتهد فيها قدر ما يستطيع، ومن الأعمال التي يمكن للمسلم القيام بها في هذه الليلة المباركة:

الاستعداد لإحيائها 

يستعدّ المسلم لإحيائها منذ الفجر، ويحرص على الصدقة فيها، وعلى تفطير صائم في يومها، والإكثار من الدعاء وقت إفطاره، ويحرص فيها على السُّنَن الرواتب، والسُّنَن الأخرى؛ كترديد الأذان وراء المُؤذّن، والدعاء بعد الأذان، وكثرة ذِكر الله -تعالى- فيها، والتعجيل في الفِطر، والزيادة في بِرّ الوالدَين.

القيام 

بَشّر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مَن قامها؛ إيماناً بالله، واحتساباً للأجر، وطمعاً بالمغفرة، والأفضل أن يقتدي المسلم في القيام بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فيُصلّي إحدى عشرة ركعة؛ يُصلّيها ركعتَين ركعتَين، ثمّ يُوتِر بركعة، ولا حرج في الزيادة عن ذلك؛ لفِعل الصحابة -رضي الله عنهم.

 الدعاء والذكر 

علّم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عائشةَ -رضي الله عنها- دعاءً تدعوه في ليلة القدر إذا عَرَفتها، وهو: (اللهمَّ إنك عفوٌ تحبُّ العفوَ فاعفُ عني).

 قراءة القرآن 

يستحَبّ الإكثار من قراءة القرآن، ومن كان قادراً على ختم القرآن كاملاً أن يختمه في ليلة القدر، وله بذلك أجر عظيم.

علامات ليلة القدر 

- ليلة القدر وإن كانت لا تعلم أي ليلة هي على الراجح، إلا أنها محصورة في العشر الأواخر من رمضان، ولم يقتصر الشرع على هذا الحصر، بل أخبر ببعض العلامات التي تميز تلك الليلة رغبة في استباق الخير فيها والتزود للآخرة، وهناك علامات في أثنائها، وعلامة بعد انقضائها، فالأولى بمثابة المرغب المنشط على إحيائها، والأخرى بمثابة المبشر لمن عمل الصالحات فيها، والمحسَّر لمن ضيع وفرط.

- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمرًا ساطعًا، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح».

- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة» قال بعض العلماء: فيه إشارة إلى أنها تكون في أواخر الشهر، لأن القمر لا يكون كذلك عند طلوعه إلا في أواخر الشهر.

- أما العلامة التي تأتي بعد انقضائها فهي: أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها كما ثبت ذلك في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي بن كعب.