رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

تبطين الترع والري الحديث.. حجر الزاوية في انطلاق مشروع توشكى واستصلاح الأراضي

نشر
مشروع توشكى والري
مشروع توشكى والري الحديث

بذلت أجهزة الدولة المختلفة جهودًا كبيرة في سبيل تنفيذ مشروعات للري منذ عام 2014، في سبيل تهيئة بيئة مناسبة للانطلاق في تنفيذ المشروعات الزراعية العملاقة وعلى رأسها مشروع توشكى، على نحو يحقق الهدف المرجو منه، بعد تعثر إنجازه بعد تدشينه مباشرة في منتصف التسعينات، وذلك من أجل تأمين الاحتياجات الغذائية للمواطنين، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية وفي مقدمتها القمح، بجانب توفير ملايين فرص العمل للشباب.

وأجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، فجر الخميس الماضي، جولة تفقدية لمنطقة توشكى جنوب الوادي، في محافظة أسوان، وشهد بدء موسم حصاد القمح بالأراضي الزراعية في توشكى، باستخدام أحدث المعدات، لتبدأ مصر بذلك في جني إنتاجها المحلي من الذهب الأصفر الذي يقدر بـ10 ملايين طن سنويًا، معتمدة على مساحة 3.6 مليون فدان مزروعة بالمحصول الاستراتيجي الأول.

وخلال السنوات القليلة الماضي، شرعت الدولة في إضافة أراض جديدة مزروعة بالقمح من خلال استصلاحها في جميع ربوع الدولة مثل توشكى والعوينات والدلتا الجديدة، من أجل زيادة رصيد مصر من القمح والمحاصيل الاستراتيجية الأخرى مثل الأرز وقصب السكر وبنجر السكر، وتقليل الاعتماد على الخارج في تغطية احتياجاتنا.

لكن تلك المساحات الشاسعة من الأراضي المستصلحة تطلبت مخصصات مالية ضخمة لتأمين وصول المياه الصالحة للزرعة إليها، بجانب توفير أنظمة ري حديث تتغلب على طرق الري التقليدية مما يوفر المياه ويزيد إنتاجية المحصول، بخلاف إتاحة سعات تخزينية تحافظ على جودة المحصول كاحتياطي استراتيجي للدولة لعدة شهور.

مشروعات الري

وقال الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، في تصريح إلى موقع "مستقبل وطن نيوز"، أن الدولة ضخت مليارات الجنيهات من أجل تنفيذ مشروعات للري، لتأمين احتياجات الأراضي الجديدة المستصلحة من المياه، في ظل ثبات حصة مصر من مياه النيل، والتي تعد المصدر الأساسي للحصول على المياه.

وتحصل مصر على مواردها المائية من خلال نهر النيل بواقع 55.5 مليار متر مكعب سنويًا، و1.3 مليار متر مكعب من الأمطار، و2 مليار متر مكعب من المياه الجوفية.

وأعلنت وزارة التخطيط، في وقت سابق، تنفيذ 458 مشروعًا بقطاع الموارد المائية والري، بتكلفة استثمارية كلية تبلغ نحو 5.6 مليار جنيه، لترشيد استهلاك المياه في 25 محافظة.

وأوضحت أن من مشروعات الري الجاري تنفيذها 204 مشروعات، بتكلفة كلية بلغت 3.3 مليار جنيه خلال العام المالي 19/2020، وحققت معدل نمو بنسبة 44.3% في 19/2020، مُقارنة بالعام المالي السابق له.

أنظمة الري الحديثة

وأضاف كمال، أن المشروعات الزراعية الكبرى مثل توشكى والدلتا الجديدة ومشروع المليون ونصف فدان تعتمد بشكل على لأساليب الري الحديث مثل الري بالرش أو بالتنقيط أو الري المحوري، لافتًا إلى دعم الدولة المتواصل للمزارعين للتحويل إلى نظام الري الحديث لما له من فوائد متعددة ترتبط بجودة بالأرض وكمية المحصول.

وأوضح، أن الدولة تعمل في الوقت الجاري على تشجيع المزارعين للتحول لنظام الري الحديث والذكي، بالاعتماد على البنك المركزي المصري الذي أطلق مبادرة لتشجيع المزارعين لتدشين شبكات الري بالتنقيط، بتوفير التمويل اللازم للفلاح بفائدة 0%.

وأطلق البنك المركزي المصري، في نوفمبر من العام الماضي، مبادرة لتمويل تحويل 4 ملايين فدان لاستخدام الآليات والوسائل الحديثة والذكية لري الأراضي الزراعية، في إطار خطة الدولة لترشيد استخدام المياه.

وذكر البنك المركزي، أن إجمالي التمويل المخصص للمبادرة الجديدة يبلغ 55.5 مليار جنيه، لتمويل تحويل حوالي 4 ملايين فدان لاستخدام أساليب الري الحديثة والذكية في الري، على أن يُسدد المزارعون المستفيدون من المبادرة تكلفة التحول لنظم الري الحديثة للبنوك على أقساط خلال 10 سنوات دون فوائد، يُجرى سداد أول قسط بعد عام من التحول الكامل لنظم الري الحديثة، على أن يقوم البنك المركزي بتعويض البنوك بالمشاركة مع وزارة المالية.

تبطين وتأهيل الترع

وأشار كمال إلى أهمية المشروع القومي لتبطين الترع الذي ضمن وصول المياه إلى نهايات الترع، وإنقاذ آلاف الأفدنة الزراعية من البوار، بجانب ضمان وصول المياه إلى الأراضي الزراعية الجديدة، مما كان له بالغ الأثر في الحصول على إنتاجية من مشروع توشكى الخير، الذي يعتبر اسم على مسمى.

وأعلنت وزارة الري الانتهاء من تبطين وتأهيل ترع بأطوال 4951 كيلومترًا في مختلف محافظات الوادي والدلتا، ضمن المشروع القومي لتأهيل وتبطين الترع الذي يستهدف 20 ألف كيلومتر ترع على مستوى الجمهورية.

وذكرت وزارة الري، أنه تم الانتهاء من تأهيل 515 كيلومترا في قنا، و506 كيلومترات في المنيا، و478 كيلومترًا في بني سويف، و340 كيلومترًا في سوهاج، و320 كيلومترًا في القليوبية، و315 كيلومترًا في الشرقية، و311 كيلومترًا في الدقهلية، و289 كيلومترًا في كفرالشيخ، و268 كيلومترًا في الإسكندرية، و255 كيلومتر في المنوفية.

وأضافت، أنه يجري تأهيل ترع بأطوال تصل إلى 4066 كيلومترًا، بالإضافة لتوفير الاعتمادات المالية لتأهيل ترع بأطوال 2881 كيلومترًا تمهيدا لطرحها للتنفيذ، ليصل إجمالي الأطوال التي شملها المشروع حتى الآن إلى 11898 كيلومترًا.

وفيما يخص تأهيل المساقي، أوضحت وزارة الري أنه من المستهدف تأهيل 516 كيلومترًا من المساقي في محافظات القليوبية وأسيوط والمنوفية والفيوم والإسكندرية، وتم طرح وإسناد 330 كيلومترًا منها، ويجري تأهيل 262 كيلومترًا، وتم الانتهاء من تأهيل 68 كيلومترًا، منها 30 كيلومترًا بمحافظة القليوبية، و31 كيلومترًا في الفيوم، و4 كيلومترات في أسيوط، و2 كيلومتر في المنوفية، وكيلومتر واحد بمحافظة الإسكندرية.

وعدّد كمال فوائد المشروع القومي لتبطين وتأهيل الترع فيما يلي:

- توفير احتياجات الأراضي الزراعية من المياه ووصولها لنهايات الترع بالكميات المطلوبة.

- ضمان حصول جميع الأراضي الزراعية على احتياجاتها من المياه بالتساوي.

- رفع كفاءة الأرض الزراعية.

- زيادة إنتاجية المحصول.

- القضاء على إلقاء النفايات في الترع والمصارف.

مساحة أراضي القمح في توشكى

وتبلغ إجمالي المساحة المزروعة بالقمح خلال العام الجاري في توشكى 64 ألف فدان، ومن المستهدف زيادة المساحة المنزرعة بالقمح إلى 300 ألف فدان بنهاية العام الجاري.

من جانبه كشف اللواء وليد أبوالمجد، مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، أنه تم استصلاح وزراعة 220 ألف فدان من محصول القمح بتوشكى والعوينات والفرافرة وعين دله، بإجمالي إنتاجية مستهدفة تصل إلى 550 ألف طن، تُخزن بصوامع وزارة التموين والتجارة الداخلية وشركة "سايلو فودز".

وأضاف أبوالمجد، أنه من المتوقع استصلاح وزراعة 540 ألف فدان إضافية من محصول القمح، ضمن المرحلة الثانية والثالثة من مشروع توشكى، بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي والجهات المعنية في الدولة، ليصل إنتاج محصول القمح المتوقع إلى مليوني طن.

عاجل