رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

دعاء القنوت في رمضان.. «اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت»

نشر
دعاء القنوت
دعاء القنوت

دعاء القنوت في رمضان هو ما يسأل عنه الكثيرون في الشهر المبارك حتى يمدون أكف الضراعة إلى الله سبحانه وتعالى بـ دعاء القنوت في رمضان ليستجيب لهم ويرزقهم من فضله. 

وفي سياق التقرير التالي نتعرف على وقت دعاء القنوت في رمضان ودعاء القنوت المأثور الوارد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومتى يكون دعاء القنوت في رمضان؟

 

دعاء القنوت في رمضان

نُقل عن الإمام النووي، بأنّه يصح للمسلم أن يقنت في صلاته بما يشاء من الدعاء، والأفضل في ذلك بأنْ يدع بما هو مأثور من السنّة النبويّة، وما يخص دعاء القنوت في شهر رمضان.

ولم يرد دعاء مخصوص للقنوت في شهر رمضان حصرًا للدعاء به، فللمسلم أنْ يدعو بما هو مأثور من أدعية القنوت الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو له الدعاء بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة.

 دعاء القنوت المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلّم

 - روي عن الحسن بن علي -رضي الله عنهما- قَال: عَلَّمَنِي رَسُول اللَّهِ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ: "اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت"، وله زيادة: "ولا يَعِزُّ من عاديتَ ، قبلَ تباركتَ وتعاليْتَ" وقيل فيه زيادة: "فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا قَضَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ"، ويستحب أن يختم دعاء القنوت بالصلاة على النبيّ.

 - روي من دعاء القنوت عن الصحابي الجليل عمر بن الخطّاب: "اللَّهُمَّ اغفِر لَنا وَلِلْمُؤمنينَ ، والمُؤْمِناتِ والمسلِمينَ والمُسْلِماتِ ، وألِّف بينَ قلوبِهِم وأصلِح ذاتَ بينِهِم، وانصُرهم علَى عدوِّكَ وعدوِّهم ، اللَّهمَّ العَن كفَرةَ أَهْلِ الكِتابِ الَّذينَ يصدُّونَ عَن سبيلِكَ ويُكَذِّبونَ رُسُلَكَ ، ويقاتِلونَ أولياءَكِ ، اللَّهمَّ خالِف بينَ كلِمتِهِم ، وزَلزِلْ أقدامَهُم ، وأنزِلْ بِهِم بأسَكَ الَّذي لا تردُّهُ عنِ القومِ المُجرمينَ ، بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، اللَّهمَّ إنَّا نَستعينُكَ ونَستغفِرُكَ، ونُثني علَيكَ ، ولا نَكْفرُكَ ونَخلعُ ونَترُكُ من يفجُرُكَ ، بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعبدُ ولَكَ نُصلِّي ونسجُدُ ولَكَ نَسعَى ونَحفِدُ ونخشَى عَذابَكَ الجِدَّ ونَرجو رحمتِكَ إنَّ عذابَكَ بالكافِرينَ مُلحِقٌ".

 متى يكون دعاء القنوت في رمضان؟ 

اختلفت المذاهب الفقهية في وقت الإتيان بدعاء القنوت فذهب الحنفية إلى أنّ الإتيان بدعاء القنوت يكون قبل الركوع من الوتر، وذهب الإمام الشافعي وأحمد بن حنبل بأنّ الإتيان بدعاء القنوت يكون بعد رفع الرأس من الركوع من الوتر، وأجاز المذهب الحنبلي الإتيان بدعاء القنوت قبل الركوع.

 وقال المالكية بكراهة الإتيان بدعاء القنوت في السنة كلّها، إلّا أنّه وردت رواية عن الإمام مالك بن أنس بأنّه كان يقنت في الوتر في النصف الثاني من شهر رمضان.

 هل يُجهر بـ دعاء القنوت في رمضان؟

إنْ كان المصلّي منفردًا فله أن يجهر بالقنوت ويسمع نفسه أو غيره، وله أن لا يجهر به، وإن كان المصلّي إمامًا، فيجهر بدعاء القنوت، لكن دون الجهر بالقراءة في سائر الصلاة.

 هل يكون القنوت في رمضان كلّه؟

 اختلفت المذاهب الفقهية في حكم الإتيان بدعاء القنوت فذهب أبو حنيفة إلى أنّ القنوت واجب في صلاة الوتر على طوال السنة. وقال المالكية بكراهة القنوت في الوتر في طيلة السنة.

 وفي رواية عن الإمام مالك بأنّه كان يقنت في الوتر من شهر رمضان في النصف الأخير. أما الشافعية  فذهبوا إلى استحباب القنوت في النصف الثاني من شهر رمضان.

 وفي رواية عن الشافعية أن القنوت يكون في شهر رمضان كاملًا. المذهب الحنبلي: ذهبوا إلى استحباب الإتيان بالقنوت في ركعة الوتر طيلة أيّام السنة. كما يمكنك التعرّف على الأدعية التي يمكن الدعاء بها عند الفجر؛ وذلك بالاطلاع على هذا المقال: دعاء الفجر في رمضان: ما يُسن ويُستحب الدعاء به.

فضائل شهر رمضان

- خصَّ الله عز وجل عبادة الصيام من بين العبادات بفضائل وخصائص عديدة، منها: 

- أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، كما ثبت في البخاري (1894)، ومسلم (1151) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».

- للصائم فرحتين يفرحهما، كما ثبت في البخاري (1904)، ومسلم (1151) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ».

- إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، كما ثبت في البخاري (1894) ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك».

- أعد الله لأهل الصيام بابا في الجنة لا يدخل منه سواهم، كما ثبت في البخاري (1896)، ومسلم (1152) من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ».

- إن من صام يومًا واحدًا في سبيل الله أبعد الله وجهه عن النار سبعين عامًا، كما ثبت في البخاري (2840)؛ ومسلم (1153) من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا».

- إن الصوم جُنة «أي وقاية» من النار، ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام جُنة»، وروى أحمد (4/22)، والنسائي (2231) من حديث عثمان بن أبي العاص قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصيام جُنة من النار، كجُنة أحدكم من القتال».

- فيه ليلة القدر: فقد فضّل الله -تعالى- شهر رمضان بأن جعل فيه ليلة عظيمة، تُغفر فيها الذنوب والآثام، وتتضاعف فيها الأجور، مصداقًا لقول الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، بالإضافة إلى ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن قامَ ليلةَ القَدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذَنبِهِ)

- شهر العتق من النار، والعتق من النار أسمى أمنيات المسلم، لا سيما أن العتق يعني اجتناب عذاب النار، ودخول الجنة، ومن فضل الله -تعالى- ورحمته بعباده أنه يصطفي منهم في كل ليلة من شهر رمضان عتقاء من النار، مصداقًا لِما رواه أبو أمامة الباهلي -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (إنَّ للَّهِ عندَ كلِّ فِطرٍ عتقاءَ وذلِك في كلِّ ليلةٍ).

- شهر نزول القرآن الكريم، من أعظم فضائل شهر رمضان المبارك أن الله -تعالى- اصطفاه من بين شهور العام وأنزل فيه القرآن الكريم، مصداقًا لقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)، بل إن جميع الكتب السماوية نزلت في شهر رمضان، مصداقًا لِما رواه واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أُنزلتْ صحفُ إبراهيمَ أولَ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ، وأُنزلتِ التوراةُ لستٍّ مضتْ من رمضانَ، وأُنزل الإنجيلُ بثلاثِ عشرةَ مضتْ من رمضانَ).

 

عاجل