رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

جريمة هزت المنيب.. حكاية رجل دفع حياته أمام طفليه ثمنا لـ«الشهامة»

نشر
مستقبل وطن نيوز

"عيب يا شباب سيبوا الناس في حالها.. دا احنا في رمضان أيام مفترجة".. خرجت تلك الجملة من رجل في أواخر الأربعينات من عمره لشابين يقفان لمعاكسة الفتيات في الشارع بعد صلاة التراويح، لكن تلك الكلمات لم تحظ بقبولهما وتوعداه بالرد "انت مالك نعمل اللي احنا عايزينه وهنوريك".

كعادته في شهر رمضان المبارك يحرص محمد كمال، على أداء الصلوات الخمس وصلاة التراويح في المسجد وبعدها يقصد محله، لمباشرة عمله. صوت استغاثة، قطع حالة السكون التي عليها الرجل في محل أكل عيشه، فخرج لاستطلاع الأمر ليجد شابين يتحرشان بالفتيات وسط الشارع، ويبدو عليهما علامات عدم الاتزان إثر تناولهما جرعة مخدر.

وفي صورة تتجلى فيها معانى الشهامة والشرف، تدخل الرجل، لتخليص الفتاة من بين أيديهم، لكن الشابان، قابلاه بعنف، قائلين: "انت مالك هي تبعك". ليرد عليهما: "اعتبروها زي أختكم"، ومع رصد المارة لأحداث المشاجرة تدخل عددا منهم للفصل بينهم بعد أن اشتدت المشادة بينهما ونجح سكان المنطقة في الفصل بينهما، لكن الشابان توعداه بالعودة والانتقام.

لم يهتم محمد كمال، الرجل الأربعيني، لكلمات الصبيين واعتبرها مجرد تهديد لن يتم تنفيذه، وجلس على كرسي أمام محله يتوسط طفليه الصغيرين، ولم تمر سوى دقائق معدودة وعاد الشابين وبرفقتهما والدهما يحمل سلاحا ناريا في يديه وعلامات الشر واضحة عليه، وراح يبحث عن الضحية لينتقم منه دون ذنب اقترفه يستحق عليه العقاب.

حالة من الهدوء كانت تسيطر على شارع السويس بمنطقة أرض عبدالهادى في المنيب مع التزام الأهالي منازلهم بعد صلاة التراويح، لكن ثمة صوت شجار قطع حالة الهدوء وتبعه إطلاق عيار ناري قتل الضحية بعد أن تلقى رصاصة في رأسه على يد والد الشابين وسقط بعدها غارقا في دمائه مفارقا الحياة؛ ليدفع حياته ثمنا لشهامته أمام أعين طفليه الذين انهمرت دموعهما على وجنتيها، دون أن يحرك ساكنا ويمد يده ليربت على كتفيهما ويطمأنهما بوجوده كعادته.

تفاصيل تلك الواقعة كشفها بلاغ تلقاه تلقى اللواء مدحت فارس مدير مباحث الجيزة، إشارة من إدارة شرطة النجدة بنشوب مشاجرة بمنطقة المنيب دائرة قسم الجيزة.

انتقل رجال الشرطة إلى محل البلاغ لفحصه وكشف تفاصيله، وتبين من التحريات أن مشادة كلامية نشبت بين الضحية ومجموعة شباب طالبهم خلالها بعدم الوقوف على ناصية الشارع والتعرض للفتيات.

وذكرت التحريات أنه بعد فترة عاد الشابين وبرفقتهما والدهما وأطلقوا النار على الضحية حتى فارق الحياة.

وفرضت الشرطة طوقًا أمنيا بموقع المشاجرة وسيطرت على الأجواء بتعزيزات أمنية بقيادة اللواء هشام الطماوي مساعد مدير الأمن لفرقة الغرب، حتى تمام هدوء الأوضاع.

عقب تقنين الإجراءات، من ضبط المتهم الرئيسي والسلاح المستخدم في الواقعة.

تحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتباشر النيابة التحقيق.

عاجل