رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

ملتقى الفكر الإسلامي: رمضان شهر الغنيمة والعمل وليس الكسل وإهمال الواجبات

نشر
مستقبل وطن نيوز

أكد المشاركون في ملتقى الفكر الإسلامي أن الإسلام عُني بغرس الأخلاق الحميدة والسلوكيات الطيبة، وأن شهر رمضان هو شهر الغنيمة والفوز بمضاعفة الحسنات ورفعة الدرجات شهر العمل وليس الكسل والخمول وإهمال الواجبات.

جاء ذلك في ندوة ملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام تحت رعاية وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، لنشر الفكر الإسلامي الصحيح، ومواجهة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، والتي جاءت بعنوان: "أخلاق الصائمين"، وحاضر فيها كل من الدكتور رمضان حسان أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف، والشيخ إسلام النواوي عضو إدارة الفتوى وبحوث الدعوة بوزارة الأوقاف. 

وفي كلمته أكد الدكتور رمضان حسان، أن الإسلام عُني بغرس الأخلاق الحميدة والسلوكيات الطيبة حيث إن النبي (صَلّى الله عليه وسَلَّمَ) بين أن رسالته تُعنى بتنمية الجانب الأخلاقي فقال: "إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق"، وقد حظيت الدعوة إلى الأخلاق بمساحة كبيرة في الدين الإسلامي وفي حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ومن المعلوم أن العبادة ما شرعت إلا لترسيخ الجانب الأخلاقي فالمسلم لا يعبد الله تعالى بلسانه فحسب، أو ببدنه فقط.

وأفاد بأنه إذا نظرنا إلى الصلاة مثلا فإنها ليست مجرد عدد من الركعات يؤديها المسلم وينتهي الأمر عند خروجه من المسجد، ولكنها من أقوى العبادات التي تقوي صلة العبد بربه، وتعود المسلم على النظام وضبط الوقت، وتبعده عن ارتكاب المعاصي، وتطهره من سوء القول وسوء العمل.

واستشهد حسان بقول الحق تبارك وتعالى: "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ"، كما أن الزكاة تعد علاجًا عمليًا لتزكية النفس وتحصينها من أدواء الشح والأثرة وعبادة المال، فهي لم تفرض إلا لتوطيد لعلاقات التعاون والألفة بين المجتمع ولتزكية النفس والمال، وفي ذلك يقول سبحانه: "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا"، وكذلك الصوم دعوة إلى ضبط النفس والتحلي بالأخلاق الكريمة ، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ، فليسَ للَّهِ حاجةٌ بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ"، وكذلك الحال بالنسبة لأداء فريضة الحج فالله سبحانه يقول: "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ".

وأشار حسان إلى أن العبادات في الإسلام لم تقتصر على الشعائر التعبدية المعروفة من صلاة وزكاة وصوم وحج، بل تشمل كل حركة وكل عمل ترتقي به الحياة ويسعد به الناس، ولابد للصائم أن يصوم الجوارح عن كل ما حرمه الله (عز وجل) موقنًا أن الله سبحانه يحاسب على النية وليس على الكمية، فغاية الصيام أن تتحقق التقوى في نفس العبد المؤمن، حيث يقول الله (عز وجل): "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".

من جانبه، أكد الشيخ إسلام النواوي أن شهر رمضان هو شهر الغنيمة والفوز بمضاعفة الحسنات ورفعة الدرجات شهر العمل وليس الكسل والخمول وإهمال الواجبات، فالعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنية والظاهرة، فالصلاة والزكاة والصيام والحج، وصدق الحديث أداء الأمانة، وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهد ومن العبادات أيضا القيام بقضاء حوائج الناس والسعي على مصالحهم خاصة في المصالح الحكومية، فالصوم لا يعوق المرء عن أداء واجبه وعمله حيث إن العمل عبادة وقد يكون فريضة فالعمل حق من حقوق الخلق لابد للمسلم أن يؤديه.

كما أفاد بأن المرء لابد وأن يتكيف ويتعود على الطاعات ولا يأخذ العبادة بمشقة لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ هذا الدِّينَ متينٌ فأوغِلوا فيه بِرِفْق" وهي دعوة منه (صلى الله عليه وسلم) إلى عدم التَّكَلُّف والتَّنَطُّع.

عاجل