رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

4 مراكز بحثية مصرية تتصدر تصنيف «سيماجو» على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

نشر
مستقبل وطن نيوز

قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبدالغفار، إن المركز القومي للبحوث تصدر مؤشر "سيماجو" الإسباني، تليه مؤسسة قطر، ثم مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالمملكة العربية السعودية، كما جاءت ثلاثة مراكز بحثية مصرية أخرى ضمن المراكز العشرة الأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هذا التصنيف، وهي "مركز البحوث الزراعية في المرتبة الرابعة، هيئة الطاقة الذرية في المرتبة الخامسة، معهد بحوث البترول في المرتبة السابعة".

جاء ذلك خلال حضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم الثلاثاء، فعاليات إطلاق مؤشر "سيماجو" الإسباني كتصنيف جديد للمراكز البحثية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للعام 2022، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، و"السيفير".

وهنأ الوزير المراكز البحثية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على إدراجها لأول مرة في هذا التصنيف العالمي، مشيرًا إلى أن هذا التصنيف يأتي بالتعاون بين الوزارة ومؤشر "سيماجو" للتصنيفات الأكاديمية ومؤسسة السيفير العالمية. 

وأوضح أن هذا التصنيف يستهدف خلق بيئة تنافسية؛ لتعزيز نتائج الأبحاث الصادرة عن المراكز البحثية، مؤكدا أهمية هذا التصنيف كأداة جديدة في تفعيل المزيد من التعاون بين المراكز البحثية المصرية ونظرائها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. 

وقال إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومصر تشهد العديد من التطورات الإيجابية المتلاحقة لدعم التميز البحثي، مؤكدًا أن مصر اتخذت العديد من الإجراءات لتطوير سياسات البحث العلمي خلال السنوات الماضية، ومن أهمها إصدار تشريعات وقوانين تساهم في دعم الباحثين، وخلق بيئة مواتية لتعزيز العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وبناء قدرات الباحثين.

وأضاف أن هذه الإجراءات أثمرت عن نتائج ملموسة على المجتمع، ومنها زيادة عدد المنشورات البحثية المصرية المفهرسة في قاعدة البيانات الدولية (Scopus) خلال الفترة من 2010 إلى 2021 من 9.600 إلى أكثر من 38.800 بحث دولي، كما ارتفعت جودة الأبحاث وفقًا لمعامل تأثير الاستشهاد من 0.81 عام 2010 إلى 1.47 عام 2021.

وفيما يتعلق بالتعاون الدولي في الأبحاث المنشورة دوليا، أوضح وزير التعليم العالي، ارتفاع نسبة الأبحاث المنشورة بمشاركات دولية من 37.3% عام 2010 ليصل إلى 56.6% عام 2021، ويأتي ذلك انعكاسًا لما تبذله الوزارة من جهود لدعم مبادرات التعاون الدولي، ومشاركة مصر بأدوار أكثر فعالية مع المنظمات العلمية العالمية.

وأكد عبدالغفار ضرورة توافر المعلومات الموثقة والمرتبطة بأداء المؤسسات البحثية وفقًا للمعايير الدولية؛ لذا تأتي أهمية المبادرة المقترحة لتعزيز التميز البحثي، ودفع الابتكار، مشيدًا بدور بنك المعرفة المصري (EKB) في توفير المصادر العلمية اللازمة للعلماء المصريين وصناع القرار؛ من أجل تعزيز البحث العلمي في مصر، وتمكين المؤسسات البحثية من أن تصبح معروفة عالميًّا كمرجع للبحث العلمي.

من جانبه، أشاد مؤسس "سيماجو" فيليكس دي مويا، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومؤسسة "السيفير" في هذا المشروع المرموق، معربا عن استعداد المؤسسة لدعم المراكز البحثية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من خلال هذا التصنيف المتميز الذي يسهم في تمثيل جميع المراكز البحثية بالمنطقة لأول مرة. 

وأوضح آليات ومنهجيات بناء التصنيف الجديد، والذي يقوم على تصنيف 391 مركزًا بحثيًّا تمثل 22 دولة في المنطقة وفقًا لثلاثة أبعاد رئيسية، تتضمن 16 مؤشرًا فرعيًّا، وهي: البحث، والابتكار، والتأثير المجتمعي. 

وأضاف أن هذا التصنيف يهدف إلى إلقاء الضوء على الدور الذي تلعبه المراكز البحثية في النهوض بالبحث العلمي لخدمة مجتمعاتها، وتحقيق أهدافها الاستراتيجية والوطنية، وخاصة الأنشطة البحثية المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة "السيفير" الدكتور يونجسوك تشي، الدور الرائد للمراكز البحثية في النهوض بمنظومة البحث العلمي في بلدانها، وذلك من خلال مواجهة التحديات المجتمعية، وحل المشكلات التي تواجه أوطانها.

وأشاد بالتعاون والشراكة مع "سيماجو" منذ سنوات طويلة من العمل المثمر والبناء، والتي ساهمت في تقديم هذا التصنيف المبتكر، مشيرًا إلى أن الهدف من هذا التصنيف هو توفير بيئة محفزة للمراكز البحثية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتحقيق نتائج بحثية أفضل لصالح المجتمعات في المنطقة وخارجها. 

وقال الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية الدكتور مبارك مجذوب إن الاتحاد يهدف إلى توثيق التعاون والتنسيق بين المراكز البحثية العربية، وتبادل الخبرات بين هيئات ومراكز البحث العلمي العربية، وتوفير الفرص لعقد اللقاءات العلمية، وتنظيم تبادل نتائج البحوث والمعلومات العلمية، وتهيئة المناخ الملائم للعلماء والباحثين في الدول العربية، والعمل على الاستفادة من الخبرات العلمية العربية المهاجرة، مستعرضا ترتيب اتحاد مجالس البحث العلمي العربية ومركز الأبحاث في الدول العربية.

بدوره، أعلن كبير المستشارين العلميين بتصنيف "سيماجو" إيسيدرو ف.أغيلو ، أفضل المراكز البحثية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفقًا لتصنيف "سيماجو" الجديد للعام 2022، وهي المركز القومي للبحوث بمصر في المركز الأول، تليه مؤسسة "قطر" في المركز الثاني، تليها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالمملكة العربية السعودية في المركز الثالث.

من جهته، أشار نائب وزير التعليم العالي الدكتور ياسر رفعت إلى أن تصنيف سيماجو يهتم بترتيب الجامعات والمؤسسات الحكومية العاملة في البحث العلمي وفقًا لمؤشر مركب، يجمع بين ثلاثة مؤشرات مختلفة، تستند إلى أداء البحث (50%)، ومخرجات الابتكار (30%)، والتأثير المجتمعي (20%). 

وأضاف أن كل مؤشر رئيسي يتضمن عددًا من المؤشرات الفرعية، بشرط أن تنشر المؤسسة ما لا يقل عن 100 بحث في قاعدة بيانات (SCOPUS) في عام التقييم، أما التصنيف الجديد والخاص بالمراكز والمعاهد البحثية غير التعليمية فيولي اهتمامًا أكبر لمخرجات الابتكار بزيادة الوزن النسبي لمؤشراته؛ لتصل إلى 40% بدلاً من 30% في التصنيف العام، وذلك انطلاقا من الدور المنوط بالمراكز البحثية في تقديم حلول تكنولوجية مبتكرة للمشكلات التي تجابه المجتمع، من خلال مخرجات الباحثين الذين يخصصون 100% من وقتهم للبحث العلمي. 

في الإطار، صرح المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة الدكتور عادل عبدالغفار بأن ما تشهده الجامعات والمراكز البحثية المصرية من نمو ملحوظ في النشر العلمي الدولي يرجع إلى عدة إجراءات تمت خلال الفترة الماضية، أهمها الدعم الفني الذي تقدمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للجامعات المصرية والمراكز البحثية، وكذلك التدريب على النشر الدولي، بالإضافة إلى ما تقوم به الجامعات والمراكز البحثية من تحفيز للباحثين بكافة الدرجات العلمية للنشر في المجلات الدولية المرموقة، والتقديرات المتميزة التي تحظى بها البحوث العلمية المنشورة دوليًّا في عمل لجان الترقيات العلمية، وإتاحة مصادر المعلومات للباحثين عبر شبكة الإنترنت، والتعاون مع بنك المعرفة المصري.

وأكد المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن النشر الدولي للبحوث العلمية في مصر من خلال الجامعات والمراكز البحثية سوف يزداد بشكل ملحوظ مستقبلاً، وذلك في ضوء تنفيذ خطة الوزارة لدعم الباحثين في مجال النشر الدولي، من خلال الدور الذي ستقوم به هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار بالوزارة في دعم الباحثين وتحفيزهم خلال الفترة القادمة.

شارك في فعاليات إطلاق تصنيف "سيماجو" الجديد وزيرا التعليم العالي والبحث العلمي باليمن وموريتانيا، بالإضافة إلى مشاركة 238 باحثًا من مختلف المراكز البحثية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من دول (مصر، الجزائر، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، قطر، تونس، السودان، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، كندا، ماليزيا، العراق، الكويت، الهند، نيجيريا، ليبيا، المغرب، إسبانيا)، وغيرها من مختلف الدول.

جدير بالذكر أن مؤسسة "السيفير" هي شركة عالمية رائدة في مجال المعلومات والتحليلات، تساعد الباحثين والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية على تطوير العلوم، وتحسين النتائج الصحية لصالح المجتمع، إضافة إلى تسهيل الرؤى واتخاذ القرارات عبر النظم البيئية العالمية للبحث والصحة.

عاجل