رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

قصة عيد الأم الذي اقترحه علي أمين وصدر به قرارًا جمهوريًا

نشر
علي أمين
علي أمين

ظل الأستاذ علي أمين يدعو الناس من خلال عموده "فكرة" إلى الاحتفال بـ عيد الأم وتساءل في بدايات عام  1955: لم لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه  "يوم الأم" ونجعله عيداً قومياً في بلادنا.

علي أمين 

 وفي فكرة أخرى اقترح أن يكون عيد الأم يوم 21 مارس وهو اليوم الذي يبدأ فيه الربيع وتتفتح فيه الزهور والقلوب، وتحدث في مقالة ثالثة عن أم شكت له عقوق ولدها قائلا: (شكت لي أم من إبنها وكانت كلماتها تختلط بالدموع والألم ، والأم لا تشكو من ولدها إلا بعد أن يتحطم قلبها إلى رماد وبعد أن ينفذ صبرها وتجف دموعها، لقد أعطت هذه الأم لأبنها كل ما تملك، رفضت أن تتزوج بعد وفاة زوجها، وهي في سن العشرين حتى لا تعرضه إلى  قسوة زوج الأ ، باعت كل ما تملك لكي تعلمه وتوفر  له الحياة  الكريمة وحصل على دبلوم  وشغل وظيفة محترمه ، ورد لها الجميل بأن هجر بيت أمه حتى ولا كلمة "شكراً يا أمي" وهي تدعو له بالسعادة والهناء ولا تريد منه شيئاً ، وهي تسألني هل هو أبن عاق  أو أن صغر سنه هو الذي أنساه ؟

 أخذت أخفف عنها وأكدت لها أن ابنها يحبها وأن كلمة شكراً تقف بين شفتي الأولاد ، فيعجزون  النطق بها أمام أمهاتهم . كانت كلماتي هذه المنديل الذي استطعت أن أخفف دموعها به .

وتساءل لماذا لا نتفق على يوم نطلق عليه لقب عيد الأم وأن يكون في 21 مارس في هذا اليوم نساهم كلنا أن نجعله يوماً يختلف عن باقي أيامها الروتنية لا تغسل ولا تطبخ وأنما تصبح ضيفة الشرف الأولى.)

بهذه السطور انطلق عيد الأم في مصر وانتشر في بقية الدول العربية.

علي أمين 

وفي بعد 20 عاما كتب الأستاذ علي أمين في مقالته  فكرة بعنوان عيد الأم يقول فيها:

في كل سنة يحتفل كل بيت وكل كوخ في البلاد العربية بـ عيد الأم. وهذا العيد يسعدني لأنني صاحبه. ولأنني عندما دعوت للاحتفال به منذ أكثر من عشرين سنة هاجمتني جميع الصحف ، واتهمتني بأنني أحاول التفريق بين الأمهات والآباء.. ولم أتراجع! رحت أدافع عن فكرتي بسلسلة من الأفكار والصور الكاريكاتورية!

الرئيس عبد الناصر وعيد الأم

وتحمس الأطفال والأبناء والبنات للفكرة. وأصبحت المحلات التجارية تبيع في عيد الأم أكثر مما تبيعه في أعياد الفطر وأعياد الميلاد. وأصدر الرئيس جمال عبد الناصر قرارا باعتبار عيد الأم عيدا رسميا في مصر. وتراجعت الصحف عن إضرابها وبدأت تكتب عن عيد الأم، وأفسحت محطات الإذاعة والتليفزيون برامجها للتحدث عن هذا العيد الشعبي.

وقال ملايين الأطفال والأولاد والبنات لأمهاتهم شكرا" وضحكت قلوب ملايين الأمهات، وازدحمت البيوت بالقبلات، وضاق بعض الحساد بنجاح هذا العيد!

وصدر قرار بإلغاء عيد الأم واستبداله بعيد الأسرة! 

وأخفق عيد الأسرة وأرسلت ملايين من الأمهات والأطفال رسائل إلى الرئيس جمال عبد الناصر يطلبن فيها رد الاعتبار إلى عيد الأم.

واستجاب عبد الناصر إلى رجاء الملايين، وأصدر مرسوما بإلغاء عيد الأسرة والعودة للاحتفال بعيد الأم.. وعادت الضحكات إلى كل بيت وكل كوخ.

وأنا لا أريد أن أرهق ميزانية الأطفال! 

إذا استطعت فقدم لوالدتك هدية صغيرة.. إن هدية الطفل تكبر وتتضخم في عيني الأم التي تحبه. غن هدية ثمنها ليرة واحدة من إبن تبدو أمام الأم وكأن ثمنها 1000 ليرة. إذا لم تجد ثمن الهدية.. فقدم لها وردة حمراء. وردة واحدة منك هي أكبر من باقة زهر يقدمها غيرك. إذا لم تجد ثمن الهدية، أو ثمن الوردة فاكتب لها رسالة رقيقة وحدثها عن حبك وعرفانك لجميلها. قل لها شكرا ياأمي. إن هذه الرسالة عند الأم أثمن من الهدية والزهرة! 

وإذا استطعت فقدم لها صباح العيد الهدية والوردة والرسالة!

وكل سنة وانت طيب!

 

 

عاجل