رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

العيد القومي لـ عروس الصعيد.. اختارها أخناتون عاصمة لمصر وعلى أرضها كانت أول دعوة للتوحيد

نشر
المنيا
المنيا

تحظى محافظة المنيا بموقع جغرافي متميز على نهر النيل العظيم، وتتمتع بالجو الدافئ المشمس والمناظر الطبيعية الخلابة، والأماكن السياحية والأثرية الرائعة والمتفردة، مما جعلها تلقب بـ"عروس الصعيد"، كما أنها قبلة الزائرين من المصريين والسائحين.

ولمحافظة المنيا، أهمية تاريخية وأثرية عظيمة، وخلال العصور المصرية القديمة اختارها الملك أخناتون لتكون مقرًا للعاصمة الجديدة للبلاد، حيث أنشأ فيها مدينة تل العمارنة، والتي نادى من خلالها بالوحدانية وعبادة الإله الواحد آتون. 

وكان لفن العمارنة أسلوبه الخاص الذي عبر عن العقيدة التي سادت خلال تلك الفترة التاريخية،
كما لجأت العائلة المقدسة إلى المنيا، أثناء رحلتها في مصر، واستقرت في دير الجرنوس الذي يعتبر المحطة الأولى التي استقبلت العائلة المقدسة ويقع غرب مغاغة بـ20كم، وبه كنيسة ترجع للقرن 19، كما يوجد به بئر عميقة شربت منه "العائلة المقدسة"، بالإضافة إلى دير السيدة العذراء على قمة جبل الطير في سمالوط، ويوجد به كنيسة أثرية منحوتة في الصخر وتحتوي علي مغارة صغيرة اختبأت فيها العائلة المقدسة. 

وتتمتع المنيا بتنوع أنماطها السياحية، ما بين السياحة الثقافية والريفية والصحراوية، إذ تضم مجموعة متنوعة ومتميزة من المواقع الأثرية  من العصور المصرية القديمة واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية، كما بها مساحات ريفية  شاسعة يستطيع السائح فيها أن يستمتع بمشاهدة الأراضي الزراعية والخضراء الواسعة على جانبي الطرق المؤدية إلى المواقع الأثرية والسياحية والبيوت الريفية المبنية بالطوب اللبن، وتظللها الأشجار العالية، وتجاورها أبراج الحمام، والأسواق الشعبية.

 

كما أن بالمحافظة مساحات صحراوية شاسعة ممتدة بطول 160 كم على جانبي نهر النيل، ويجاور المنيا من ناحية الغرب الصحراء الغربية، التي تصلح لأنشطة متعددة من السياحة الصحراوية، مثل إقامة المعسكرات والسباقات ورالي للدرجات البخارية والسيارات.

ولعل أهم ما تتميز به المحافظة من أنماط سياحية هي السياحة الدينية، وعلى أرضها كانت أول دعوة للتوحيد، وفيها دير السيدة العذراء في المكان ذاته الذي زارته العائلة المقدسة ومكثت به 3 أيام، بالإضافة إلى منطقة البهنسا التي تطيب برحيق دماء الشهداء ومزاراتها، ويوجد بها مقبرة لما يزيد عن 40 من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم، وممن حضروا موقعة بدر. 

كما تعمل المنيا حاليًا على الترويج لسياحة الطعام، خصوصًا أنها تتميز بمأكولات شهيرة يتم عملها في الريف مثل خبز البتاو، الكشك الصعيدي، الفطير، العسل الأسود، عسل النحل، الجبنة القريش والجبنة القديمة، والمش، والبيض البلدي.

كما يمكن لزائري المحافظة الاستمتاع بمشاهدة حفلات الفن الشعبي، التي تقيمها مديرية الثقافة على المسرح المكشوف بكورنيش النيل، كما تُقيم الفنادق مثل هذه الحفلات لزوارها، بالإضافة إلى الجزر النيلية المنتشرة بالمحافظة، حيث تحوي 72 جزيره خضراء بديعة يمكن للسائح الاستمتاع بها، ومشاركة أصحاب المزارع بالزراعة، ورعي الغنم، وركوب الخيل والدواب، وصيد الأسماك، كما تتميز بكورنيش رائع يمتد بطول 6 كم على ضفاف النيل. 

كما يوازي النيل ممشى يوجد به مسرح مكشوف وملاعب ومراسي وأندية ،وكُلها مواقع جذب يجد فيها الزائر متعه كبيرة، كما يسعد الزائر برحلات نيلية بمجموعة من البواخر السياحية إلى المواقع الأثرية.

أهم المواقع الأثرية الفرعونية واليونانية

الكوم الأحمر، وزاوية الميتين، وبني حسن وما بها من مقابر رائعة الجمال،  ودير البرشا ، وأسطبل عنتر، والشيخ عبادة، والشيخ سعيد، والعمارنة، والأشمونين، وتونة الجبل، والبهنسا، ومحاجر حتنوب التي استخرج منها المصريون القدماء الألباستر و استخدموه في نحت روائعهم الفنية.

أهم المواقع الأثرية القبطية

كنيسة العذراء بجبل الطير، ودير أبوحنس، ودير أبو فانا.

أهم المواقع الأثرية الإسلامية   

مسجد اللمطي، ومسجد العمراوي، ومسجد علي شعراوي، ومسجد الحسن بن صالح زين العابدين، ومقابر الشهداء والصحابة بالبهنسا، ومسجد العسقلاني، وقصر عبدالمجيد باشا.

المتاحف

- متحف ملوي، الذي يحتوى على مجموعة من الآثار تعود لعصور مختلفة منها الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطي.

- المتحف الأتوني، الذي يُعد أحد أهم المشروعات التي تعمل وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع الحكومة الألمانية على الانتهاء منه، وهو مبنى على شكل هرمي يحتوى على قاعات عرض متحفية، ومدرسة ترميم، ومسرح، وقاعة مؤتمرات، بالإضافة إلى حديقة ومحلات بيع هدايا ومطاعم وكافيتريا.

يذكر أنه تم اختيار 18 مارس من كل عام عيدًا قوميًا لمحافظة المنيا، تخليدا لانتفاضة أهالي مركزي دير مواس وملوي في مواجهة الاحتلال الأجنبي، اعتراضًا على اعتقال الزعيم سعد زغلول وزميله علي شعراوي، وعبدالعزيز فهمي، في 8 مارس 1919، وأثار ذلك نفوس المصريين وخرجوا في ثورة عارمة في جميع محافظات مصر. 

وفي المنيا بدأت المظاهرات يوم 10 مارس 1919، وسارع أبناء محافظة المنيا بالانتفاضة ضد الاحتلال الأجنبي.

عاجل