رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«الجغرافيا والوفرة» تُنقذان البُن من ارتفاع الأسعار في مصر

نشر
استهلاك بمعدلات طبيعية
استهلاك بمعدلات طبيعية وتوجه المستوردين لعطارة رمضان

زادت وفرة المعروض العالمي من البُن، بعد انقطاع إمداداته إلى روسيا وأوكرانيا، واللتان تشكلان معاً 4% من الاستهلاك العالمي، على خلفية الحرب الدائرة بين البلدين والعقوبات الدولية وإعلان شركات الشحن تعليق عملياتها إلى الموانئ الروسية، ضمن حزمة العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي، وهو ما من شأنه تحقيق وفرة في المعروض ودعم الأسعار على المستوى العالمي.

مستوردون، قالوا لـ«مستقبل وطن نيوز» إن أسعار البُن في مصر مستقرة ولم تشهد أي ارتفاعاتٍ خلال الفترة الأخيرة، في وقت واصلت السلع الغذائية والحبوب والطاقة والمعادن ارتفاعاتها عالمياً منذ الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث يتملك البلدين نصيب وافر من صادرات الحبوب والطاقة والمعادن، إلا أن ابتعاد مناشيء البُن، التي تحتاج طقساً حاراً ورطباً عن منطقة الصرع، جعل المشروب الأكثر استهلاكاً في العالم في منأى عن التضخم.

ابتعاد مناشيء البُن عن منطقة الصراع الروسي الأوكراني

رئيس شعبة البُن بغرفة القاهرة التجارية حسن فوزي، قال لـ«مستقبل وطن نيوز» إن أسعار البُن مستقرة في مصر، ولا يوجد ما يقودها إلى الارتفاع، بسبب ابتعاد مناشيء البُن، الذي يأتي أغلبه إلى مصر من البرازيل، بسبب طقسها الحار عن منطقة البحر الأسود، حيث الصراع بين روسيا وأوكرانيا، علاوةً على أن البلدين مستهلكان للبُن وليسوا مُصدرين له.

ابتعاد مناشيء البُن عن منطقة الصراع الروسي الأوكراني

وشهدت الأسعار، في البورصات العالمية، تراجعًا ملحوظًا الفترة الماضية، حيث سجل سعر البن 2.24 دولار للرطل «الرطل يعادل 450 جرامًا تقريبًا»، في تعاملات مطلع مارس الجاري، مقارنة بالأسعار القياسية التي تحققت في بداية فبراير، حيث وصل سعر رطل البن 2.58 دولار في تعاملات 8 فبراير، ليهبط إلى 2.47 دولار في تعاملات 13 فبراير الماضي، و2.46 دولار في 17 فبراير، ثم 2.37 دولار في 23 فبراير.

البرازيل تستحوذ على «خُمس» السوق المصري

أضاف رئيس شعبة البُن بغرفة القاهرة التجارية، أن البُن شهد ارتفاعاً كبيراً العام الماضي، ومطلع العام الجاري، بسبب فقدان رُبع الإنتاج البرازيلي بسبب الجفاف، حيث يستحوذ البُن البرازيلي على 20% تقريباً من السوق المصري، وتأتي النسبة الباقية من مناشيء أفريقية وآسيوية متعددة.

وأضرَّت درجات الحرارة المتجمِّدة التي شهدتها البرازيل بشكل خاصٍ بالأشجار الصغيرة، التي تحتاج إلى قطعها وإعادة زراعتها مرة أخرى، الأمر الذي قد يؤثِّر على الإنتاج لسنوات قادمة، ويتسبَّب في خفض محصول العام المقبل ليصل إلى 5.2 مليون جوال - يزن الجِوال 60 كجم أو 132 رطلاً - وفقاً لتقرير «إيكوم للأبحاث».

البرازيل تستحوذ على «خُمس» السوق المصري

من جهته، قال أحمد رمزي، أحد مستوردي مواد العطارة والبقوليات لـ«مستقبل وطن نيوز» إن سعر كيلو البُن السوبر الفاتح سجل 215 جنيه، و65 للبرازيلي، و280 جنيه للبُن اليمني، وأرابيكا 280 جنيه، والشاهين التركي السادة سجل 100 جنيه، بينما بيع المحوج السوبر غامق اللون بـ215 جنيه، بينما سجل البُن الهندي 59 والإثيوبي 40 جنيه، و50 للإندونيسي.

استهلاك بمعدلات طبيعية وتوجه المستوردين لعطارة رمضان

وأوضح أحمد رمزي، أن أسعار التوريد مستقرة خاصة بعد تمرير تكاليف الشحن المرتفعة في وقت سابق العام الماضي، وتم تمريرها مبكراً للأسواق، إلا السحب الحالي في السوق المحلية بمعدلات معتدلة وطبيعية دون ارتفاع في الطلب يسهم أيضاً في تباطؤ المستوردين عن شحن كميات إضافية في الوقت الحالي، بالإضافة إلى توجه بعضهم بتدبير السيولة لاستيراد مواد العطارة والبهارات قبل شهر رمضان.

وارتفعت أسعار البُن أرابيكا بأكثر من الضعف خلال العام الماضي في أعقاب الطقس الجاف في البرازيل واضطراب سلسلة التوريد وتكاليف الشحن، وسط محاولات لمعالجة نقص المعروض عبر استغلال المخزونات التي تراقبها بورصة ICE Futures الأمريكية والتي وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ 22 عامًا، وتظهر علامات شح الإمدادات مع استمرار ارتفاع أسعار الغذاء العالمية، مقتربة مؤخرًا من مستوى قياسي، كما سجلت العقود الآجلة لأرابيكا أعلى مستوياتها منذ 2011 بفعل مخاوف بشأن المعروض.

استهلاك بمعدلات طبيعية وتوجه المستوردين لعطارة رمضان

وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفعت الواردات المصرية من البن بشكل طفيف في الفترة الأخيرة، وفقا لبيانات رسمية، حيث بلغت قيمة الواردات المصرية من البن غير المحمص نحو 146 مليون و240 ألف جنيه «9 ملايين و140 ألف دولار»- 16 جنيه متوسط سعر الدولار أمام الجنيه- في شهر أغسطس الماضي، بينما كانت نحو 114 مليون و400 ألف جنيه «7 ملايين و150 ألف دولار» في شهر أغسطس عام 2020، بزيادة بلغت قيمتها نحو 31 مليون و840 ألف جنيه «مليون و990 ألف دولار».

 

 

 

عاجل