رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بعد تحذير موسكو باستهداف طائرات المساعدات العسكرية.. هل ستتراجع واشنطن عن دعم أوكرانيا؟

نشر
مستقبل وطن نيوز

حذرت وزارة خارجية روسيا، اليوم السبت، الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، من تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، لتعزيز دفاعاتها ضد الغزو الروسي، مؤكدة أن الطائرات المحملة بالمساعدات ستكون هدفاً مشروعاً للجيش الروسي.

وذكرت الخارجية الروسية -في بيان اليوم- أن العلاقات بين ​روسيا​ و​الناتو​ وصلت إلى نقطة الصفر، فيما تدرس روسيا حاليا الرد على عقوبات ​الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي​ عليها، مشيرة إلى أن قائمة عقوبات على أفراد وشركات أميركية جاهزة.

جاء الرد الأمريكي، سريعاً، في وقت لاحق من اليوم، بإعلان البيت الأبيض، تقديم مساعدات ومعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا تصل قيمتها إلى 200 مليون دولار، لتجدد الولايات المتحدة، تأكيدها على دعم كييف، دون الدخول في مواجهة مباشرة مع موسكو.

إرسال مساعدات عسكرية أكثر تطورا لأوكرانيا

كما أفادت وكالة "رويترز" للأنباء نقلا عن مصدر أمريكي مطلع، السبت، بأن الولايات المتحدة عازمة على إرسال مساعدات عسكرية أكثر تطورا لأوكرانيا، لمواجهة الغزو الروسي.

وقال المسؤول الأمريكي، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، إن المساعدات الأميركية النوعية لأوكرانيا ستشمل أنظمة مضادة للطائرات، وأخرى بوسعها أن تتصدى للمدرعات، إلى جانب أسلحة أخرى.

تحجيم طموحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين

يري المراقبون، أن إعلان البيت الأبيض، تقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا، رغم التحذير الروسي، يعد تأكيد من الولايات المتحدة، على نيتها تحجيم طموحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تجاه ما وراء أوكرانيا، في إشارة إلى دول الناتو بشرق أوروبا.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

ولكن، يعتقد المحللون السياسيون، أن الولايات المتحدة، أظهرت خلال الأيام الأولي من الغزو، قدر من التراجع عن تهديداتها السابقة تجاه موسكو قبل اندلاع الحرب، وذلك تخوفاً من اندلاع حرب عالمية ثالثة قد تصبح أكثر فتكا، وكان ذلك جلياً فى العديد من التصريحات التي صدرت من الإدارة الأمريكية.

 بايدن :القوات الأمريكية لم ولن تنخرط في أي عمل عسكري فى أوكرانيا

أكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، فى أول تصريح له بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، فى 24 فبراير الماضي، أن القوات الأمريكية لم ولن تنخرط فى أي عمل عسكري فى أوكرانيا، متعهدا بالدفاع عن حلفاء الولايات المتحدة فى حلف شمال الأطلسي لا سيما فى شرق أوروبا.

الرئيس الأمريكي جو بايدن

وكرر الرئيس الأمريكي، فى تصريحات لاحقة، تأكيده على عدم إرسال قوات أمريكية إلى كييف، مكتفياً بإرسال تعزيزات عسكرية للقوات الموجودة فى أوروبا، لتعزيز دفاعاتها إذا امتد الصراع نحو دول الناتو.

وانحصر رد الفعل الأمريكي، على الغزو الروسي، على فرض عقوبات وصفها المراقبون بأنها قوية وستؤتي ثمارها سريعاً فى التأثير على الاقتصاد الروسي.

بدء حرب عالمية ثالثة

واعتبر الرئيس الأمريكي، حينها، أن البديل الوحيد للعقوبات التي فرضتها واشنطن على روسيا، هو “بدء حرب عالمية ثالثة”.
وقال بايدن -نهاية الشهر الماضي-: "لدينا خياران إما بدء حرب عالمية ثالثة والذهاب إلى حرب مع روسيا، أو التأكد من أن الدولة التي تتصرف بشكل مخالف للقانون الدولي ينتهي بها الأمر بدفع ثمن قيامها بذلك".
وأضاف، أنه "لا توجد عقوبات فورية ولكن روسيا ستدفع ثمنًا باهظا لأفعالها على المدى القصير وأيضا على المدى الطويل".

تأجيل تجربة إطلاق صاروخ باليستي

وفى موقف آخر، أظهر مدي حرص واشنطن، على عدم الانجرار نحو مواجهة مباشرة مع موسكو، حينما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، مطلع الشهر الجاري، تأجيل تجربة إطلاق الصاروخ الباليستي Minute Man III العابر للقارات، والتي كان من المقرر تنفيذها فى نفس الأسبوع، مشيرة إلى أنّ هذا القرار جاء لعدم إساءة فهمها( تجربة إطلاق الصاروخ الباليستي) من قِبَل موسكو، في ظل التوترات المتصاعدة مع روسيا.



وقال المتحدث باسم البنتاجون، جون كيربي، حينها - خلال مؤتمر صحفي-: "من أجل إثبات أنه ليس لدينا أي نية للانخراط في أي أعمال يمكن أن يساء فهمها، أوعز وزير الدفاع، لويد أوستن، بتأجيل اختبار الصاروخ الباليستي العابر للقارات Minute Man III والذي كان من المقرر في البداية، أن يتم تنفيذه هذا الأسبوع، نقلًا عن شبكة "سي إن إن" الأمريكية في نسختها الإنجليزية.

المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي

رفض اقتراح بولندا بإرسال طائرات مقاتلة لأوكرانيا
 

أما الموقف الثالث والأخير، من وجهة نظر المحللين السياسيين، هو رفض الولايات المتحدة، لاقتراح بولندا بنقل طائرات مقاتلة من طراز"ميج-29" إلى قاعدة رامشتاين الجوية التابعة للقوات الجوية الأمريكية في ألمانيا، لتتوجه بعد ذلك إلى أوكرانيا للمساعدة في قتالها ضد روسيا.

وشددت وزارة الدفاع الأمريكية، على رفضها لمقترح بولندا، وقال المتحدث باسم البنتاجون، جون كيربي -في بيان الأسبوع الماضي- إن اقتراح بولندا بهذا الشأن "غير مقبول"، موضحاً أن احتمال خروج طائرات مقاتلة تحت تصرف حكومة الولايات المتحدة من قاعدة أمريكية في ألمانيا لتحلق في المجال الجوي المتنازع عليه مع روسيا فوق أوكرانيا يثير مخاوف جدية لحلف الناتو بأكمله".

وأضاف: "ببساطة ليس من الواضح لنا أن هناك سببا منطقيا لذلك سنواصل التشاور مع بولندا وحلفائنا الآخرين في الناتو حول هذه القضية والتحديات اللوجستية الصعبة التي تطرحها ، لكننا لا نعتقد أن اقتراح بولندا مقبول".

 

عاجل