رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

قائد القوات النووية الأمريكية يعرب عن قلقه البالغ بشأن تعاون روسيا والصين

نشر
مستقبل وطن نيوز

أعرب جنرال أمريكي بارز يشرف على الأسلحة النووية للولايات المتحدة عن "قلقه البالغ" بشأن "التعاون العدائي" المحتمل بين روسيا والصين، في ضوء تقوية البلدين لعلاقاتهما في مجالات استراتيجية عدة.


وقالت مجلة "ديفينس نيوز" الأميركية إن رفض الصين إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا ووصف وزير الخارجية الصيني لروسيا بأنها "أهم شريك استراتيجي" لبلاده، دفعا رئيس القيادة الاستراتيجية الأمريكية، الأميرال تشاس ريتشارد، إلى القول إن هيئته يتعين أن يكون لديها خطط للسيناريوهات التي سيكون عليها التعاون بين الجانبين .


وقال الأميرال ريتشارد في شهادة أدلى بها مساء أمس الثلاثاء، أمام "لجنة الخدمات العسكرية" بمجلس الشيوخ، "أنا قلق للغاية بشأن ما سيكون عليه شكل الانتهازية العدوانية، وقلق عما سيكون عليه شكل التعاون العدائي."، مضيفا أن مهمة قيادته الاستراتيجية تتضمن ردع كلا القوتين .
 

وفي إشارة إلى تنامي ترسانة كل من روسيا والصين والتهديد النووي الروسي الأخير، قال الأميرال ريتشارد إن الولايات المتحدة يتعين عليها إعادة مراجعة "القدرة، والسعة، والوضع" للقوات الاستراتيجية الأميركية، مقترحاً أن يتم تقييم كل هذه العناصر بصفة مستمرة.
 

وتابع قائلاً " لانعرف نقطة النهاية التي ستتوقف عندها هاتان القوتين سواء من حيث القدرة والسعة.. لقد بدأنا للتو في استكشاف كيف يكون شكل الاستقرار ثلاثي- الأطراف، وما هي ديناميات الردع ثلاثي- الأطراف.. وعلى رأس تلك الموضوعات، لقد تعلمنا دروساً على أرض الواقع حول كيف تسير أزمة الردع الحقيقية، وهي تختلف عن حالة الردع الثابتة، التي تمرَّس عليها معظمنا".
 

وكان الأميرال ريتشارد أعلن في سبتمبر الماضي بشكل رسمي أن الصين حققت انطلاقة استراتيجية، بما يعني توسعا كبيرا في قدراتها العسكرية يستلزم أن تتصرف الولايات المتحدة حياله. 
 

وقال في شهادته إن بكين تعتزم امتلاك ما لا يقل عن 1000 رأس حربي بحلول 2030، بما يتجاوز تقديرات سابقة لـ"البنتاجون"، كما أن أهدافها في هذا السياق تبدو غامضة.
 

وأضاف "لا أعرف ما إذا كان لدينا أي فكرة عن نقطة النهاية أو السرعة. وعندما أدليت بأول شهادة لي هنا، كنا نتساءل ما إذا كانت الصين ستتمكن من مضاعفة هذا المخزون بحلول نهاية العقد الجاري. إنهم (الصينيون) قريبون للغاية من إنجاز ذلك، من وجهة نظري، وأعتقد أننا بحاجة إلى تفعيل ووضعه في الحسبان لدى تفكيرنا فيما نحتاج إليه للدفاع عن أنفسنا".
 

ولقى اجتماع الزعيم الصيني، تشي جينبينج يانج ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في الرابع من فبراير الماضي، الكثير من الاهتمام، وفي نهايته صدر بيان مشترك أكدا فيه على "الدعم القوي المشترك من أجل حماية مصالحهما الحيوية". 
 

وقالت روسيا إنها تدعم وجهة النظر الصينية حيال إقليم تايوان ذي الحكم الذاتي باعتباره "جزء لا ينفصل عن الصين، وتعارض أي شكل من أشكال الاستقلال لتايوان"، بينما تدعم الصين روسيا في معارضة مزيد من التوسع لحلف "الناتو".
 

وقاد الغزو الروسي لأوكرانيا إلى عقد مقارنات مع تهديد أن تقوم الصين بغزو تايوان لاسترداد ما تعتبره إقليم مارق وإعادته إلى سيطرتها.
 

ولدى سؤاله أثناء جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ بشأن ما الذي يمكن للجيش أن يقوم به لمنع الصين من شل اتصالات الأقمار الصناعية أثناء الغزو الافتراضي لتايوان، قال قائد قوات الفضاء الأميركية، الجنرال جيمس ديكنسون، إن الجيش بحاجة إلى تلبية توقعاته التمويلية. 

ومن المتوقع، أن يمرر الكونجرس الأميركي حزمة الإنفاق العسكري لعام 2022 في وقت لاحق الأسبوع الجاري. 
 

وتقول المجلة إن جلسة النقاشات الخاصة بالقضايا النووية كانت محدودة؛ نظرا لأن الموازنة المالية لإدارة بايدن عن عام 2023، ومراجعة الموقف النووي للولايات المتحدة لم يتم الانتهاء منهما بعد.
 

ولايزال الجنرال ريتشارد يحاول استخدام جلسات الكونجرس للتأكيد على رأيه الخاص بضرورة التحديث النووي، ولاسيما منظومة "مينيتمان 111" الصاروخية الباليستية العابرة للقارات والمخطط إحلالها بما يعرف بمنظومة "الردع الاستراتيجي البري".
 

ولبى مشروعو لجنة الكونجرس مطلب الجنرال ريتشارد بإحالة الحديث عن المسألة الروسية الأوكرانية إلى جلسة مغلقة غير معلنة.
 

تجنب الجنرال ريتشارد الحديث عما إذا كان قرار بوتين بوضع القوات النووية الروسية في حالة "استعداد قتالي خاص" قد غيّر من موقف السلاح النووي الروسي، بيد أنه أكد في سياق منفصل أننا "بعيدون كل البعد" عن الاحتياج إلى خطوط هاتفية ساخنة لمنع حدوث مواجهة نووية بين الولايات المتحدة وروسيا.
 

وقال "إن السيناريوهات التي نراها حالياً- تصعيد محتمل، ومحدودية استخدام نووي في ظل سيناريو غزو بقوات تقليدية- وقوات "ستراتكوم"، إلى جانب غيرها من القيادات القتالية (الأميركية) كانت مهيأة لمثل ذلك السيناريو منذ سنوات"، مضيفا "لدينا تحليل جديد نستخدمه، وقد تعرضنا لانتقادات بخصوصه".
 

كان عدد من النواب الجمهوريين انتقدوا قرار البنتاجون الأخير بتأجيل إجراء تجربة إطلاق صاروخ "مينيتمان 111" النووي الباليستي العابر للقارات بسبب الأزمة الأوكرانية.. بيد أن الجنرال ريتشارد أكد أن الاختبار لم يلغ.