رئيس أوكرانيا: إذا اختفت بلادنا ستتبعها دول كثيرة

قال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي، اليوم الخميس، إنه إذا اختفت أوكرانيا فستتبعها لاتفيا وليتوانيا وإستونيا ومولدوفا وجورجيا وبولندا وحتى الوصول إلى جدار برلين، وذلك في ظل الحرب الدائرة بين بلاده وروسيا.

وحول موقف الدول الغربية والأوروبية من بلاده خلال الأزمة قال زيلنسكي إنه لا يطالب أي طرف بالدخول في حرب، مضيفا أن قوة التحالفات تكمن في قدرتها على منع الحروب نظرًا لقوتها التي تمكنها من الجلوس للتفاوض وإملاء ما تقبل به لأن للجميع حقوق متساوية سواء كانت إمبراطورية أو دولة صغيرة وهذا هو الغرض من أي تحالف، وذلك خلال مؤتمر للرد على أسئلة الصحفيين نقله تلفزيون "إسبريسو" الأوكراني. 

كما أكد الرئيس الأوكراني أنه على العالم أن يظهر قوته دون قتال أو خسارة أرواح لأن القوة هي الدبلوماسية، مضيفا أن العقوبات على روسيا جادة وتعد بداية جيدة وأن الأهم لبلاده هو فرض منطقة حظر طيران فوقها لمنع المزيد من القصف والقتل. 

وقال "إن لم تكونوا قادرين على توفير منطقة حظر طيران الآن فقولوا لنا متى وكم من الوقت تحتاجون، كم شخص عليه أن يقصف وكم رأس ورجل وذراع أن تفقد حتى تفهموا، أطالب الآن بفرض حظر للطيران وإن لم يكن لديكم القوة لفرضها إذا وفروا لي طائرات للدفاع"، وفقا لوكالة يوكرينفورم الأوكرانية.

كما لفت زيلنسكي إلى أن الجيش الروسي أكبر من جيش بلاده بكثير وأن عدد من الروس يموتون ولا يحصيهم أحد، مضيفا أن القوات الروسية جلبت معها غرفة لحرق الموتى حتى لا يرى الأهالي جثث ذويهم، وصرح "لقد جاءوا هنا لقتلنا ونحن ندافع عن حريتنا ومنازلنا ولذلك يموتون، نحن لا نريد قتلهم"، مشيرًا إلى أنه تم اتخاذ أسرى وأنهم يقومون بعلاجهم.

كما أكد أنه لن يلقي سلاحه أبدًا وأن الأوكرانيين يدافعون عن وطنهم ولا يسطون على وطن غيرهم، مشيرا إلى أنه لا يخشى على حياته ولكن على الأجيال القادمة، وأنه يحرص على أن تظل أوكرانيا باقية، وتابع "الشعب الروسي أناس مثلنا لكنهم يخافون الخروج للشوارع وإخبار رئيسهم أنهم غير راضين". 

ودعا الرئيس الأوكراني العالم لدعم بلاده، مؤكدًا على أن بلاده لن تستسلم "ولكن هذا الدعم يعني أننا على الطريق الصحيح"، مشيرا إلى أن بولندا من الدول "التي تظهر دعما قويا".

وردا على سؤال ما إذا كانت أوكرانيا تتلقى أسلحة كافية في الوقت الراهن، قال زيلينسكي "لا، لا توجد كفاية بشأن الأسلحة"، مضيفا أن روسيا "تخشى" من أن تتوحد بلاده، في ظل الموقف الراهن.

كما أكد زيلنسكي على ضرورة أن يتحدث العالم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتبار ذلك هو الطريق الوحيد لإنهاء هذه الحرب.

وردا على سؤال حول رغبته في الحوار مع الرئيس الروسي وما هي الرسائل التي يريد أن يوصلها إليه، أوضح زيلينيسكي بالقول "أنا لا أريد أن أتحدث إلى بوتين، لكني يجب عليَّ فعل ذلك، العالم يجب أن يتحدث مع بوتين لأنه لا طرق أخرى لإنهاء هذه الحرب"، مشددا على أهمية أن يكون الحوار غير مشروط وعلى قدم المساواة.

وجدد التأكيد على أن رسالته هي أن بلاده ترغب في تحقيق السلام ومستعدة لحل جميع المشكلات المطروحة.

وردا على سؤال حول إيصال الدعم إلى المناطق المحاصرة، قال الرئيس الأوكراني: إنه سيكون هذا صعبا في المناطق التي دخلها الروس، "بعض هذه الأماكن يتم الدفاع عنها وبعضها لا؛ لأنهم يفوقوننا عددا بـ10 أضعاف، نحن نخسر بعض هذه المدن الصغيرة"، مضيفًا أنه يتم إرسال قوافل إنسانية تتضمن الغذاء والمياه والأدوية باستمرار إلى عدة مناطق، ويتم منع بعضها من الدخول.

كما تابع "نستحق أن نكون متساوين مع دول مثل ألمانيا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي"، مشيرًا إلى أن عضوية أوكرانيا بالاتحاد الأوروبي ليست الأولوية القصوى الآن وأن الأمان ووضع الحرب هما الأولوية.

وأضاف أنه على ألمانيا مثل غيرها من القوى المؤثرة أن تكون ضامنة لأمن أوكرانيا، مشيرا إلى أن تقديم المساعدة لبلاده لا يجب أن يكون مقترنا بطلبها، وقال "لا يمكننا أن نتسول شيئا، نحن ندافع عن مصالح الجميع الآن، أقول ذلك مع كل الاحترام لكن إن كان أحدهم يتألم أو في موقف صعب لا تنتظر منه أن يتصل بك ولكن عليك أن تفعل شيئا".