رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بعد إعلان الوكالة النووية الأوكرانية.. خبراء يتحدثون لـ«مستقبل وطن نيوز» عن التسرب الإشعاعي من تشيرنوبيل

نشر
القوات الروسية
القوات الروسية

أقاويل كثيرة يتم تداولها بشأن زيادة معدل الإشعاع النووي من محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، مما ينذر بعواقب وخيمة، حال التأكد من حدوث تسرب للإشعاعات النووية، تزامنًا مع سيطرة القوات الروسية على منطقة المفاعل النووية، خلال تقدم الجيش الروسي نحو العاصمة كييف.

وأعلنت أوكرانيا، اليوم الجمعة الموافق 25 فبراير 2022، أنها سجّلت بيانات إشعاعية مقلقة من محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية التي استولت عليها القوات الروسية أمس الخميس.

وللتأكد من ذلك الأمر، تواصل موقع "مستقبل وطن نيوز"، مع خبراء في الطاقة النووية، لمعرفة مدى صحة المعلومات المعلنة من الجانب الأوكراني، على النحو التالي:

أخبار غير مؤكدة

وقال الدكتور علي إسلام، رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق، إن الأخبار الصادرة من الجانب الأوكراني بشأن زيادة معدل الإشعاع النووي من محطة تشيرنوبيل غير مؤكدة، ولا يمكن التيقن من ذلك إلا من خلال تصريحات واضحة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وذكر إسلام، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية صرحت بأنها تراقب الوضع في منطقة تشيرنوبيل، مشيرًا إلى أن الوكالة صرحت بأن النشاط النووي في تلك المنطقة يجب أن يتم السيطرة عليه، تجنبًا لحدوث مشاكل نتيجة زيادة الإشعاع النووي.

مكان مهجور

وتابع بأن مفاعل تشرنوبيل أصبح منطقة مهجورة، ولا يشهد المفاعل أي نشاطات نووية في الوقت الجاري، لافتًا إلى أنه تم دفن المفاعل تحت الخراسانات الأسمنتية وهذا لا يمنع حدوث تسربات إشعاعية لكنها في الحدود المسموح بها.

وأوضح إسلام، أن حول مفاعل تشيرنوبيل يوجد بعض المفاعلات الأخرى التي تعمل لتوليد الطاقة الكهربائية في أوكرانيا، وبالتالي توجد إشعاعات نووية في الجو، لكن النشاط النووي الأوكراني يخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما يعني أن الإشعاعات النووية لم تزد عن الحد المسموح به.

سبب سيطرة روسيا على تشيرنوبيل

وتابع خبير الطاقة النووية تصريحاته بأن القوات الروسية سيطرت على منطقة تشيرنوبيل لأنها أقرب نقطة من العاصمة كييف، مستبعدًا تعمد القوات الروسية إحداث تخريب في المفاعل النووي، لأن من مصلحة روسيا الإبقاء على معدل الإشعاع النووي في الحدود المسموح بها.

وأضاف أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يبقى من حقها التفتيش على المفاعلات النووية للتأكد من عدم حدوث زيادة في الإشعاع النووي الصادر منها، لكن الأمر بالنسبة للمفاعلات الأوكرانية يختلف بسبب المواجهات العسكرية الواقعة مع القوات الروسية.

الجانب العلمي

من جانبه، استبعد الدكتور كريم الأدهم، الرئيس الأسبق لمركز الأمان النووي، زيادة معدل الإشعاع النووي من محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، موضحًا أن الإشعاع النووي بمرور الوقت يضعف اعتمادًا على المادة المشعة.

وأضاف، أن الرأي العلمي في هذا الموضوع يقول إنه لا يمكن للإشعاع الصادر من مفاعل تشرنوبيل أن يزيد عن الحد المسموح، نظرًا لأن تلك المحطة تم دفتها بعد الكارثة النووية التي حدثت بها منذ 35 سنة.

تصريحات أوكرانيا غير دقيقة

وذكر الأدهم، أن التصريحات الأوكرانية في شأن زيادة الإشعاعات النووية من مفاعل تشيرنوبيل غير دقيقة، لافتًا أن تلك التصريحات تحمل في طياتها أمرين، على النحو التالي:

1- إلقاء الرعب في نفوس الجنود الروسيين الذين سيطروا على منطقة تشيرنوبيل.

2- محاولة إظهار التخريب الروسي في المدن والمناطق والمنشآت الأوكرانية بعيدًا عن الشق العلمي فيما يتعلق بزيادة الإشعاع النووي.

تصريحات أوكرانية

وقال نائب مدير الإدارة الأوكرانية لمسائل الأمن في المنشآت النووية ألكسندر جريجوراش: "تجاوزت المؤشرات مستويات السيطرة العادية عند الساعة 03,20 (01,20 بتوقيت جرينتش اليوم الجمعة 24 فبراير 2024).

وحسب "سكاي نيوز"، أوضح المسؤول الأوكراني: "لكننا لا نستطيع التحقق من ذلك لأن تمّ إجلاء كل الطاقم".

من جهتهن أشار البرلمان الأوكراني إلى أن نظام التحكم الآلي أبلغ عن زيادة في أشعة جاما، وهي علامة على النشاط الإشعاعي، من دون تحديد المستوى.

وأضاف: "من المستحيل حاليًا أن نحدّد أسباب هذه البيانات بفعل الاحتلال والتوتر".

حادث انفجار مفاعل تشرنوبيل

ووقع حادث انفجار في مفاعل تشيرنوبيل، في 26 أبريل عام 1986، ليسطر هذا الحادث واحدًا من أسوء الحوادث النووية التي شهدتها البشرية على مر تاريخها.

وبدأت قصة الحادث، حينما كان يعمل نحو 200 عامل وموظف في مفاعل الطاقة النووي تشيرنوبيل على اختبارات في 3 وحدات بالمحطة، إلى حين حدث ارتفاع مفاجئ بلغ 4 آلاف درجة مئوية، نجم عن توقف قلب دائرة التبريد الخاصة بالمفاعل الرابع، ما أدى إلى انصهار لب المفاعل قبل أن ينفجر.

وأدت قوة الانفجارات لنسف مفاعل تشرنوبيل بشكل كامل، ونتج عن ذلك أطنان من حمم الوقود النووي، واستمر الحريق لمدة 10 أيام، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل تسربت في الأثناء مواد خطيرة جدًا من اليورانيوم والبلوتونيوم والسيزيوم واليود، شكلت سحابة قاتلة من الإشعاعات النووية التي تجاوزت حدود مدينة تشيرنوبيل لتمتد إلى مدن أخرى مثل أوكرانيا وبيلاروسيا وروسيا وألمانيا والسويد أوكرانيا.

عاجل