رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بعد حديث شيخ الأزهر عنها.. ما علاقة فتوى «الكد والسعاية» بميراث المرأة من زوجها؟

نشر
شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

لقى حديث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن حقوق المرأة في الإسلام، وضرورة إحياء فتوى حق الكد والسعاية، ترحيبًا كبيرًا، وإشادات واسعة على كافة المستويات، خاصة بين المجالس والمؤسسات المهتمة بقضايا المرأة.

جاء حديث فضيلة الإمام الأكبر عن فتوى "الكد والسعاية"، خلال استقباله، الثلاثاء، للشيخ عبداللطيف بن عبدالعزيز آل شيخ، وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، بمقر مشيخة الأزهر.

لقاء شيخ الأزهر بوزير الأوقاف السعودي الذي تحدث فيه عن حق الكد والسعاية

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أسئلة واستفسارات كثيرة عن معنى فتوى "الكد والسعاية"؟، وهل بموجبها تمنح الزوجة حقوقًا أكثر من حقها الشرعي في ميراثها من الزوج؟

ويقول الباحث بالأزهر الشريف، الشيخ أبو اليزيد على سلامة، إلى "مستقبل وطن نيوز": "حق الكد والسعاية، حقًا كفلته الشريعة، وتحدث عنه وتناوله الفقهاء قديمًا."

ووجه المجلس القومي للمرأة، خالص الشكر والتقدير إلى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر علي تأكيده ضرورة إحياء فتوى "حق الكد والسعاية"، من تراثنا الإسلامي، لحفظ حقوق المرأة العاملة التي بذلت جهدا في تنمية ثروة زوجها، خاصة في ظل المستجدات العصرية التي أوجبت على المرأة النزول إلى سوق العمل ومشاركة زوجها أعباء الحياة.

شيخ الأزهر يصافح وزير الأوقاف السعودي

ويقول الباحث بالأزهر الشريف، الشيخ محمود الهواري، إلى "مستقبل وطن نيوز": "فتوى الكد والسعاية، التي تحدث فضيلة الإمام الأكبر عن ضرورة إحياءها، نظرًا للمستجدات التي طرأت على عصرنا ومجتمعنا، فكثير من السيدات الآن يعملن، ويساعدن أزواجهم في متطلبات الحياة."

وذكر بيان صادر عن الأزهر الشريف، أن فتوى "الكد والسعاية"، جاءت لحفظ حقوق المرأة العاملة التي بذلت جهدا في تنمية ثروة زوجها، ومشاركة زوجها أعباء الحياة.

وأوضح الشيخ أبو اليزيد سلامة، أن فتوى "الكد والسعاية"، تمنح الزوجة التي ساعدت وشاركت زوجها في تأسيس منزلهما، بأي شكل مادي، الحصول على نصيبها التي ساهمت في تأسيسه.

وقال المجلس القومي للمرأة: "شيخ الأزهر شدد على أن الحياة الزوجية لا تبنى على الحقوق والواجبات، ولكن على الود والمحبة، والمواقف التي يساند الزوج فيها زوجته، وتكون الزوجة فيها سندا لزوجها، لبناء أسرة صالحة، وقادرة على البناء والإسهام في رقي وتقدم مجتمعها، وتربية أجيال قادرة على البذل والعطاء."

وطالب الشيخ محمود الهواري، بعدم اتخاذ فتوى "الكد والسعاية" أساسًا للتعامل بين الأزواج، قائلا: "الحياة الزوجية لا تبنى على فكرة الشراكة التجارية، فهي حياة مبنية في الأساس على الحب والمودة والتراحم واحترام الطرفين لبعضهما البعض." 

وأورد الأزهر في بيانه، أن التراث الإسلامي غني بمعالجات لقضايا شتى، إذا تأملناها سنقف على مدى غزارة وعمق هذا التراث، وحرص الشريعة الإسلامية على صون حقوق المرأة، وكفالة كل ما من شأنه حفظ كرامتها.

مايا مرسي.. رئيس المجلس القومي للمرأة

وتابع الشيخ أبو اليزيد على سلامة: "إذا شاركت المرأة زوجها من مالها الخاص في تأسيس بيت، أو تجارة، أو أي عمل، يحق لها الحصول على نصيبها التي شاركت به، بالإضافة إلى نصيبها من المراث الشرعي."

وإذا كان يحق للرجل أو الزوج أن يفعل ويعمل بفتوى "الكد والسعاية" وهو على قيد الحياة، يقول الدكتور محمود الهواري: "بالطبع يصلح تفعيل تلك الفتوى والزوج على قيد الحياة، بأن يعطي الزوجة نصيبها من أي شيء شاركته فيه." 

وأشار الباحث الإسلامي، إلى أنه من حق المرأة، بموجب فتوى "الكد والسعاية" الحصول على ما دفعته، بالإضافة إلى ما تأسس على ما شاركت به، ضاربًا مثلاً: "إذا شاركت زوجة زوجها في شراء منزل مناصفة من حر مالها، وكانت القيمة السوقية لهذا المنزل أثناء عملية الشراء مثلا 10 آلاف جنيه، وبعد وفاة الزوج، أراد الورثة بيع هذا البيت التي وصلت قيمته السوقية إلى 50 ألف جنيه، من حق الزوجة أن تحصل على نصف ثمن البيت التي شاركت في تأسيسه، ثم تحصل على حقها في الميراث الشرعي من الزوج."

وتجنبًا لوقوع أي خلافات، ومنعًا لفهم فتوى "الكد والسعاية" التي تحدث شيخ الأزهر عن ضرورة إحياءها بشكل خاطئ، يقول الدكتور محمود الهواري: "في حال حدوث شراكة بين الزوج والزوجة يفضل توثيق تلك الشراكة تحسبًا لمتغيرات الزمن."

عاجل