رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في ذكرى ميلاد الشيخ سيد النقشبندي.. قصة اللحن الأسطوري «مولاي إني ببابك»

نشر
سيد النقشبندي
سيد النقشبندي

في أسوأ الكوابيس لم يكن الشيخ سيد النقشبندي يتخيل أنه سيغني من ألحان بليغ حمدي الراقصة، وكان سيرفض (بالتلاتة) لو تجرأ أي شخص وطلب منه ذلك، وربما لن يتركه قبل أن يوجه له «كلمتين في العظم»، لكن الأمر أتاه من الرئيس محمد أنور السادات شخصيا!

سيد النقشبندي

كان الشيخ سيد النقشبندي في حفل زفاف ابنة الرئيس أنور السادات، حين وضع الرئيس يده على كتفه، وأشار بالأخرى إلى الموسيقار بليغ حمدي والإعلامي حمدي الحكيم وهو يقول: «افتحوا الإذاعة عاوز أسمع الشيخ النقشبندي مع بليغ».

الصدمة 

ابتلع سيد النقشبندي ريقه غير الموجود، ولم ينطق بكلمة واحدة من هول الصدمة، والحيرة، ماذا سيفعل ليتخلص من هذا المأزق؟.. وكيف سيعصي أوامر الرئيس ويرفض طلبه المباشر بالتعاون مع بليغ حمدي، حتى إذا عاد الشيخ سيد النقشبندي إلى  بيته اتصل بالإذاعي وجدي الحكيم، وهو غاضب قائلا له « مينفعش أنشد على ألحان بليغ الراقصة.. على آخر الزمن هاغني يا وجدي؟!».

سيد النقشبندي

العرض 

ولم يتدخل وجدي الحكيم في ثورة الشيخ  سيد النقشبندي، تركه حتى يهدأ تماما، وبعد ذلك قرر أن يقدم له عرضا مغريا وهو أن يأتي سيد النقشبندي إلى بيته ويجلس مع بليغ حمدي نصف ساعة فقط، وبعدها سوف يدخل عليهما، فإذا خلع الشيخ سيد العمامة فهذا معناه أنه معجب ببليغ وموافق وسيغني من ألحانه.. أما إذا ظلت العمامة على رأس النقشبندي فهذا دليل على أن الموضوع انتهى والمفاوضات فشلت.

سيد النقشبندي

بليغ ده جن

كان وجدي الحكيم يدرك تأثير بليغ حمدي على الشيخ سيد النقشبندي، وأن ألحان بليغ هي موسيقى روحانية في المقام الأول، وأن صوت سيد النقشبندي في أمس الحاجة إلى ألحان بليغ لينتشر ويصل إلى جميع أرجاء الكون، وأن اتحاد القطبين الكبيرين بمثابة معجزة فنية بكل المقاييس. 

سيد النقشبندي

يقول وجدي الحكيم: مرت نصف ساعة فـ«دخلت وإذا بالنقشبندي قد خلع العمامة والجبة والقفطان"، وصاح عندما شاهدني : بليغ ده جن!

سيد النقشبندي

تلك كانت قصة الابتهال الأسطوري (مولاي إني ببابك) والذي استطاع فيه  الرئيس أنور السادات بعبقرية أن يوحد بين القوتين العظميين في الصوت واللحن، سيد النقشبندي وبليغ حمدي. 

عاجل