رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

رحيل الريس زكريا.. عبدالسلام المحجوب بطل عملية «جمعة الشوان» الأشهر في جهاز المخابرات

نشر
مستقبل وطن نيوز

عرفه العالم باسم « الريس زكريا»، وارتبطت به النهضة التي شهدتها محافظة الإسكندرية، وتحولها من مدينة متهالكة إلى عروس البحر المتوسط من جديد والعمل على إحياء المدينة على كل الأصعدة سواء الاجتماعية أو الثقافية أو الاقتصادية.. هو اللواء محمد عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية ومحافظ الإسكندرية الأسبق.

غيب الموت، اللواء المحجوب، اليوم، الإثنين، عن عمر ناهز 87 عاما، بعد مسيرة حافلة من العطاء الوطني، سطر فيها تاريخا كبيرا، سواء في عمله في جهاز المخابرات العامة، ثم بعد ذلك محافظا للإسماعيلية والإسكندرية.

اللواء المحجوب، من مواليد محافظة الدقهلية بمدينة محلة الدمنة في مصر عام 1935، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1955، كان ضابطا لعملية البطل "جمعة الشوان"، كما تولى عدة مناصب منها: ملحق عسكري خارجيا، تولى منصب نائب رئيس الأمن القومي إضافة إلى محافظ الإسماعيلية والإسكندرية.

منصب محافظ الإسكندرية:


الفترة التي برز فيها اسم المحجوب، كانت حين تولى منصب محافظ الإسكندرية، وهي ثاني أكبر مدن مصر، حيث بدأ إعادة البناء والصيانة لعدد كبير من منشآت ومرافق المدينة العامة ومنها كورنيش الإسكندرية الشهير، وذلك خلال الفترة التي تولى فيها المحافظة بين عامي 1997 و 2006.

اشتهر اللواء المحجوب، بعملية جهاز المخابرات، لجمعة الشوان، والتي سميت "البطة السمينة "المقصود بها جهاز الإرسال الذي مدت إسرائيل عميلها "الشوان" به ليراسلها منه من القاهرة والاستعلام عن أحوال الدولة المصرية، وهو الجهاز النادر من نوعه،  حيث لم يكن وقتها يوجد منه في العالم كله سوى 4 أجهزة فقط.. حيث أعطى الشوان الجهاز للمخابرات المصرية، وبالأخص اللواء المحجوب، والذي كان يتولى العملية في ذلك الوقت، وأرسل جهاز المخابرات العامة المصرية الرسالة الشهيرة للمخابرات المصرية "من المخابرات المصرية إلى المخابرات الإسرائيلية نشكركم على حسن تعاونكم معنا".

وساهم الراحل، في هذه العملية التي تعد من أشهر العلميات داخل جهاز المخابرات المصرية، في اجتياز الشوان جهاز كشف الكذب، والنجاح في الحصول على أسرع وأصغر جهاز لاسلكي لا يوجد منه سوى 4 أجهزة في العلم كله في تلك الفترة، حيث كان يستخدمه الموساد الإسرائيلي في المراسلات وتفكيك شبكات التجسس.

عملية تهريب الأسرى:

لم تكن عملية جمعة الشوان هي العملية الوحيدة التي قام بها اللواء عبدالسلام محجوب، في تاريخه، فقد ارتبط اسمه بواحدة من أشهر العلميات إبان تولي الرئيس الراحل محمد أنور السادات الحكم في مصر، بعملية تهريب الأسرى المعارضين الذين كان يحتجزهم الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي للضغط على معارضيه في القاهرة للتوقف عن مناهضته في الحكم والعودة إلى ليبيا.

بقيت تلك العلمية الشهيرة داخل جهاز المخابرات المصرية، محفورة في ذاكرة الرئيس الليبي الراحل، حتى طلب في إحدى زياراته للقاهرة مقابلة ضابط المخابرات وقتها للتعرف على الأسلوب المخابراتي الذي نفذه في تحرير الأسرى الليبيين، إلا أن اللواء المحجوب رفض في حينه الحديث عن الأمر واعتذر عن ذلك للرئيس الليبي كونها أسرار عمل وتخص الجهاز، حيث كان وقتها يتولى محافظ الإسكندرية.

الحفار:

اللواء المحجوب، كان أحد ضباط جهاز المخابرات، الذين سافروا إلى السنغال وباريس، لتنفيذ عملية "الحفار"، والتي أذيعت بعد ذلك كمسلسل تليفزيوني، ونجحت المخابرات في تفجير الحفار "كنتينج" الذي اشترته إسرائيل لمساعدتها في التنقيب عن البترول في خليج السويس بعد هزيمة 1967، وكانت تديره شركة "إيني" الإيطالية، لكن قوات البحرية ورجال الضفادع البشرية المصرية نجحوا في تدميره، حيث كانت تسعى إسرائيل إلى نهب ثروات مصر وفرض السيادة على سيناء كاملة إلا أنها فشلت في تحقيق ذلك.

عاجل