رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

إطلاق مؤتمر «الترجمة عن العربية جسر الحضارة» ضمن فعاليات معرض الكتاب

نشر
مستقبل وطن نيوز

أكدت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، تضافر جهود الدولة للمضي قدمًا في المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي"، واهتمام القيادة السياسية بها، حيث تهدف الحفاظ على الهوية والتقاليد العربية الراسخة، وحماية الأبناء من موجات التغريب والأفكار غير المتسقة مع قيمنا الأصيلة، مشددة على أن حرب طمس الهوية تأتي في صدارة الحروب، ومن أهم أسلحتها تدمير الارتباط باللغة.

جاء ذلك في كلمتها اليوم الأربعاء، خلال مشاركتها مع الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، افتتاح فعاليات "البرنامج المهني- القاهرة 2022"، مؤتمر "الترجمة عن العربية جسر للحضارة- كتبنا تنير العالم"، والمقام على هامش معرض الكتاب الدولي في نسخته (53)، ضمن جهود الترويج للمبادرة الرئاسية "اتكلم عربي".

وثمنت مكرم، التعاون بين الوزارات الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني لتطوير المبادرة، مبرزة دور وزارة الثقافة في إمداد أبنائنا بالخارج بمؤلفات عربية تربطهم بوطنهم، وكذلك جهود مجمع اللغة العربية في صَون اللغة وتسهيلها بين الأجيال، لتبقى لغتنا سر بقائنا وحضارتنا العريقة.

وأضاف أن المبادرة شهدت إقبالًا كبيرًا في العديد من الدول حول العالم، من أبناء المصريين والعرب، وآخرها المشاركة في فعاليات "إكسبو الإمارات" والذي شهد حضورًا كثيفًا من القائمين على المجلس الدولي للغة العربية، والمتخصصين في اللغة من الأشقاء بدولة الإمارات الشقيقة، مشيرة إلى أن الاهتمام بالترجمة يبني الجسور لحوار الحضارات والثقافات في العالم، وهو ما نحرص عليه دوما، لأن لغتنا هي موقعنا في كتاب تاريخ العالم، والذي قدمت له الحضارة العربية الكثير.

وتابعت أن مبادرة “اتكلم عربي”، حرصت على التدرج في تعلم اللغة العربية، بدءًا من المستويات البسيطة، وصولًا إلى التمكن من اللغة، وهو ما روعي في تطبيق "اتكلم عربي" والذي يأخذ المتعلم في رحلة من أسوان حتى الإسكندرية، بجانب معسكرات "اتكلم عربي" التي شارك فيها أبناؤنا من حول العالم، لنشر التسامح وقبول الآخر واحترام العادات والتقاليد.

واستعرضت وزيرة الهجرة ما قدمته الوزارة من جهود في مبادرة “اتكلم عربي” في مصر وخارجها، لدعم الحفاظ على اللغة العربية، مثمنة جهود مجمع اللغة العربية، والمجلس الدولي للغة العربية، وبيت الحكمة بالإمارات، في صون اللغة العربية، وبقائها ثرية بمفرداتها.

وشددت على أن اختيار اليونان ضيف شرف المعرض، يعد تتويجا لعلاقات تاريخية ممتدة، موضحة أن مبادرة "إحياء الجذور"، تعكس عمق العلاقات بين حضارتي مصر واليونان، لدرجة إنشاء المصريين اليونانيين في ملبورن بأستراليا، نادي المصريين اليونانيين وحرصهم على اللغة العربية، والعلاقات الثقافية الممتدة بين الحضارات، وهو ما لمسناه في معرض العلوم اليونانية القديمة بمكتبة الإسكندرية.

وثمنت مكرم، جهود وزارة الثقافة والهيئة المصرية العامة للكتاب، في تنظيم النسخة الحالية من معرض الكتاب وتوفير منصة مهنية ومتخصصة للناشرين والعاملين على صناعة الكتاب ترتقي بالمنتج الثقافي العربي، وتتطور بها صناعة النشر وآلياته.

بدورها، أكدت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، أن مصر تحتفي بالثقافة والكتاب في الجمهورية الجديدة التي تؤصل للمعرفة والثقافة، بجانب بناء الإنسان وتثبيت دعائم الهوية المصرية من العلم والثقافة. 

وفي ذات السياق، قال الدكتور هشام عبد العزيز رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف - في كلمة ألقاها نيابة عن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف - إن العناية باللغة العربية يقطع الطريق على المتطرفين الذين يلوون أعناق النصوص، والتأكيد على رسالة الإنسانية والسلام، مؤكدًا أن الترجمة فتحت الباب أمام العالم ليدرك عظمة حضارتنا، وأننا دعاة بناء وتنمية.

واعتبر أن المؤتمر يعد جهدًا من تعاون بين وزارت ثلاث، بجانب ممثلي بيوت العلم والمعرفة العربية، ليؤكد أن ضرورة تضافر الجهود لننقل تراثنا العربي لغيرنا، وندرك كيف يفكر غيرنا في مختلف العلوم والمجالات، موضحًا أن الأوقاف حرصت على ترجمة خطبة الجمعة إلى أكثر من 20 لغة، بجانب ترجمة عيون التراث العربي.

من جهته، أعرب نيكولاوس جاريليدس سفير اليونان لدى مصر، أن علاقات مصر واليونان تاريخية، وأن هناك فعاليات ستكون ضمن فعاليات المعرض أيضًا، بجانب إتاحة كتب يونانية باللغة العربية، مؤكدا أن الترجمة تُسقط حواجز المعرفة وتبني جسور التواصل، مثمنا التواصل الثقافي والإنساني بين الحضارات.

بدوره، أوصى الدكتور صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية، بإنشاء مجلس مشترك للترجمة العربية، لئلا تهدر الجهود في ترجمات مكررة، ولضمان ترجمة أكبر عدد من المؤلفات المترجمة، وفق معايير محددة، تضمن جودة الانتقاء والإضافة إلى المكتبات المختلفة، مشيرًا إلى دور مراكز الترجمة عربيًا في نقل العلوم والثقافة من وإلى العربية، ودورها في تغيير صورة العرب عالميًا، وما رسخه الإعلام، بأن نمتطي جناح الفنون والآداب، وترجمة روائع العالم إلى لغتنا العربية، بطريقة مرسومة بدقة.

وفي سياق متصل، أكدت الشيخة بدور القاسمي رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، أن العلاقة بين مصر والإمارات نابعة من أخوة تاريخية، موضحة أن مصر أنجبت الكثيرين ممن حملوا مصابيح العلم، وعلى رأسهم رفاعة الطهطاوي رائد الترجمة، والتي فتحت أبواب المعرفة على مختلف الحضارات، مؤكدة أهمية استعادة الترجمة مكانتها السامية في مختلف العلوم، لربط الحضارات والعودة إلى شمس المعرفة.

وتابعت القاسمي، أن علينا تشجيع الترجمة وتفعيل دورها مع ارتفاع الطلب على أصوات جديدة وأصيلة، وتنظيم ورش عمل وتقديم الجوائز للمترجمين، وإفساح الطريق أمام المترجمات للانطلاق لآفاق الإبداع، مع سياق العولمة والانفتاح الكبير حولنا، لدعم تطلعاتنا الثقافية والترويج لتراثنا.

وفي سياق متصل، قال الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية، إن معرض القاهرة يشكل فرصة خصبة لمتابعة أحدث المستجدات الثقافية، وعرض تجربة معرض أبو ظبي للغة العربية، في ترجمة أكثر من ألف كتاب لنحو 23 لغة، وما يقدمه من مشروعات وتجارب ثقافية، مثمنا كل الجهود المعنية بصون اللغة العربية، حافظت على حقوق النشر والترجمة، وإطلاق مشروع المترجمين الجدد، ونشر أجزاء من المعجم التاريخي برعاية الشيخ سلطان القاسمي. 

يذكر أن مؤتمر "الترجمة عن العربية جسر للحضارة- كتبنا تنير العالم"، يعقد في الفترة من 26 وحتى 29 يناير الحالي متضمنًا جلسة افتتاحية وثلاث ورش معنية بالترجمة عن العربية حاضرا ومستقبلا، وهو أحد فعاليات البرنامج المهني للمعرض.

عاجل