رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

منتدى شباب العالم.. فكرة مصرية عبرت الحدود واعتمدتها الأمم المتحدة كمنصة دولية لتمكين الشباب

نشر
منتدى شباب العالم
منتدى شباب العالم

«إيماني بالشباب راسخا لا يتزعزع، فهم شركاء الحاضر ونبراس المستقبل المنير المشرق، وهم الطاقة الدافعة والمحركة نحو التنمية والبناء والتعمير».. كلمات قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي في النسخة الثالثة لمنتدى شباب العالم العام 2019، وعكست محددات رؤية الدولة لملف الشباب، في مرحلة فارقة من تاريخ مصر.

بناء دولة عصرية

مع تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، مقاليد الحكم في البلاد العام 2014، أولى اهتماما كبيرا بالشباب، فدشن جسرا للتواصل معهم للتعرف على أحلامهم وأفكارهم وطموحاتهم في تطوير وبناء دولة عصرية، فعُقدت مؤتمرات الشباب، التي عملت كمنصة حوارية بين الشباب والحكومة ومؤسسات الدولة.

بداية الفكرة

بدأت فكرة «منتدى شباب العالم»، مع إطلاق، «المؤتمر الوطني للشباب» بمحافظة الإسماعيلية في 25 أبريل من العام 2017، والذي عقد تحت شعار «بقوة شبابها تحيا مصر»، حيث طرح مجموعة من الشباب على الرئيس عبدالفتاح السيسي، فكرة إطلاق منتدى شباب عالمي، يجمع شباب مصر ونظراءهم من دول العالم.

النواة الأولى

«المؤتمر الوطني للشباب»، كان النواة الأولى، لتجربة تنظيم منتدى شباب العالم سنويا، في مدينة السلام بشرم الشيخ في جنوب سيناء، عبر منصة فعالة تجمع بين شباب من مختلف جنسيات العالم للحديث وطرح الرؤى المستقبلية وكيفية مشاركتهم في بناء الأمم.

فعاليات النسخة الجديدة من «منتدى شباب العالم»، والمقرر عقدها من 10 إلى 13 يناير الجاري، هي الرابعة، بعد ثلاث نسخ، عُقدت تحت رعاية الرئيس السيسي، بحضور لافت من جميع دول العالم.
ونجح المنتدى، في اكتساب ثقة العالم، وهو ما ظهر في اعتماده من قبل «المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة» في الدورة التاسعة والخمسين، كمنصة دولية للحوار وتمكين الشباب.

ويرصد «مستقبل وطن نيوز»، تفاصيل فعاليات وتوصيات النسخ الثلاث السابقة للمنتدى:

النسخة الأولى

انطلقت النسخة الأولى من «منتدى شباب العالم»، في «مدينة السلام» شرم الشيخ، في الفترة من 4 إلى 10 نوفمبر من العام 2017، بحضور 3 آلاف شاب من مصر ودول العالم، ومشاركة 113 دولة، و22 متحدثا من 64 دولة، شاركوا في 46 جلسة وأكثر من 70 ساعة عمل. 
المنتدى الأول لشباب العالم، شهد تكليفا رئاسيا، بتحويل المنتدى إلى «مركز دولي معني بالحوار العربي الإفريقي بين شباب العالم»، مع توجيهات وتكليفات أخرى كان اهتمامها الأول هو عنصر الشباب.

الرئيس السيسي، وجه أيضا، وزارة الخارجية بالتنسيق مع كافة الأجهزة المعنية والأمم المتحدة، بتبني قرارات نموذج محاكاة مجلس الأمن، بالإضافة إلى تكليف اللجنة المنظمة بالتنسيق مع أجهزة ومؤسسات الدولة بانعقاد المنتدى سنويا خلال شهر نوفمبر من كل عام بمدينة شرم الشيخ.

كما جرى تكليف وزارات الثقافة والتعليم العالي والاتصالات والخارجية، لإنشاء مركز للتواصل الحضاري بين شباب مصر والعالم، مع تكليف اللجنة المنظمة للمنتدى بإنشاء المركز الإفريقي للشباب لاستيعاب طاقات الشباب الإفريقي.ووجه الرئيس السيسي، بتكليف مجلس أمناء «الأكاديمية الوطنية للتدريب وتأهيل الشباب»، لتنفيذ خطة للتبادل الثقافي مع كافة المراكز المماثلة لها لتوفير منح دراسية، وتخصيص مقاعد كمنح دراسية للشباب من آسيا وإفريقيا، بالإضافة إلى تكليف اللجنة المنظمةً لوضع إستراتيجية لمواجهة التطرف والإرهاب والأمية، بداية من ٢٠١٨.

وتضمنت توصيات المنتدى، تكليف اللجنة المنظمة لعقد ورش عمل وتفعيل آليات التعارف والحوار بين شباب العالم، بالإضافة إلى تكليف مجلس الوزراء بالتوسع في تمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر.

النسخة الثانية 

عقدت النسخة الثانية من المنتدى، في الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر من العام 2018، وشهدت توسعا كبيرا على صعيد مشاركة الشباب من مختلف جنسيات العالم، إذ بلغ عدد المشاركين أمكثر من 5000 شاب، متخطيا عدد المشاركين في النسخة الأولى.

وكان إعلان مدينة أسوان عاصمة للشباب الإفريقي للعام 2019، واحتضان المدينة «ملتقي الشباب العربي والإفريقي»، أحد أهم توصيات النسخة الثانية من المنتدى التي أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي في شرم الشيخ، موجها أيضا، بإنشاء جائزة للمبدعين والمبتكرين الأفارقة والعرب تحت عنوان «جائزة زويل تايلر»، للتميز العلمى نسبة إلى العالم المصرى أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل فى الكيمياء، والجنوب إفريقى ماكس تايلر الحاصل على جائزة نوبل فى الطب.

كما دعا الرئيس السيسي، لعقد منتدى اقتصادى أورومتوسطى، سنويا، يجمع دول الشراكة، بشكل دورى، بالإضافة إلى تنظيم منتدى لرواد الإعلام الإفريقى «مبادرة إفريقيا واحدة»، لتحقيق التكامل بين دول القارة.

كما وجه الرئيس السيسي، خلال فعاليات النسخة الثانية من المنتدى، بتأسيس برنامج تطوعى بين الدول الإفريقية فى مصر، وتكوين لجنة بحثية لمناقشة تأثير مواقع التواصل الاجتماعى ودمج برامج حماية الإنترنت للمناهج الدراسية.

كما وجه «الأكاديمية الوطنية للتدريب وتأهيل الشباب»، بوضع آلية لتدريب الشباب العربي والإفريقي في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية، وإعداد وتصميم منهج متكامل لتأهيل وتدريب الشباب لريادة الأعمال، مع إصدراه تكليفات بإنشاء صندوق تمويل عربى إفريقى لدعم ريادة الأعمال فى العالم العربى والإفريقى.

وتضمنت توصيات النسخة الثانية من المنتدى، أيضا، تشكيل آلية عربية إفريقية لمواجهة الإرهاب وإنشاء صندوق عربى إفريقي لدعم سلام ما بعد الصراعات، بالإضافة إلى تشكيل لجنة لإدارة النصب التذكاري لإحياء الإنسانية في مدينة شرم الشيخ ، على أن يتحول هذا النصب إلى مؤسسة دولية تهدف إلى الحفاظ على مبادى الإنسانية.

وكلف الرئيس السيسي، مجلس الوزراء، بتشكيل لجنة تكون مهمتها بتعديل القانون المنظم لجمعيات المجتمع المدني وإجراء حوار مجتمعي شامل تمهيدا لعرضه على البرلمان.

النسخة الثالثة

شملت فعاليات النسخة الثالثة من المنتدى، في الفترة من 14 إلى 17 ديسمبر من العام 2019، منصات حوارية حول موضوعات تتعلق بالأمن الغذائي، والبيئة والمناخ، وسلسلة الكتل، والذكاء الاصطناعي، والاتحاد من أجل المتوسط، وتمكين المرأة، والفن والسينما.

وشهدت هذه النسخة، إطلاق مبادرة إفريقية للتحول الرقمي والتميز الحكومي، بالتعاون مع معمل الأمم المتحدة الإفريقي لرعاية الإبداع التكنولوجي والاتحاد الإفريقي.

وعلى غرار النسختين السابقتين من المنتدى، خرجت العديد من التوصيات من النسخة الثالثة، كان أولها الدعوة لإطلاق مبادرة إفريقية لمكافحة القرصنة الرقمية لتأمين المعلومات شديدة الحساسية، لتكون حائط صد ضد محاولات الإختراق الرقمي.

ووجه الرئيس السيسي، بإنشاء منصة اليكترونية عربية إفريقية للمرأة، تَتَضَمّن مكتبة رقمية لكل الدراسات والأوراق البحثية والتقارير الخاصة بالمرأة، وإبراز المبادرات النسائية الناجحة وتعميمها، ودعم سبل تمويلها، مع الدعوة لإنشاء اللجنة الأورو متوسطية لمكافحة الكراهية على الفضاء السيبراني، ودعوة الأمم المتحدة لتبني بروتوكول دولي لمكافحة خطاب الكراهية والتطرف والتنمر عبر وسائل الشبكة الدولية ووسائل التواصل الاجتماعي.

كما وجه الرئيس السيسي، خلال كلمته في اليوم الأخير من المنتدى، بقيام «الأكاديمية الوطنية للتدريب وتأهيل الشباب»، بوضع الآليات التنفيذية لإطلاق البرنامج الرئاسي لتدريب الشباب الأورو متوسطي على القيادة، والدعوة لتنفيذ مبادرة الاتحاد الإفريقي 2021 لخلق مليون وظيفة.

كما شهدت النسخة الثالثة أيضا، إطلاق مبادرة بحثية للجامعات الإفريقية للتركيز على مختلف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، ودراسة سبل الاستفادة منها لحل مشكلات القارة، وإطلاق مبادرة لدعم مطوري تطبيقات Blockchain في المجالات المختلفة، لدعم أهداف التنمية المستدامة، بالتعاون مع منصة WYF Labs التي أطلقها منتدى شباب العالم لتشجيع ريادة الأعمال.

وتضمنت توصيات النسخة الثالثة، إنشاء مراكز للتبادل المعلوماتي بين الدول ودعوة المؤسسات التعليمية والمالية والاقتصادية لدعم المبتكرين حول العالم، بالإضافة إلى إطلاق مبادرة عالمية بعنوان «الفن من أجل الإنسانية»، كمنصة لاحتضان إبداعات الشباب، عبر إقامة معرض رسم حي يعمل من خلاله الفنانون على تجسيد الهوية الخاصة ببلادهم المختلفة، والقيام بأعمال تشكيلية مستوحاة من بيئاتهم.

عاجل