رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الخشت: نحتاج نظرة كلية تتضافر فيها العلوم الدينية والإنسانية والاجتماعية لنفهم ديننا

نشر
مستقبل وطن نيوز

شهدت قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، محاضرة مشتركة عن "تطوير الوعي بالدين" للدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، والشيخ جابر طايع، رئيس قطاع الشؤون الدينية السابق بوزارة الأوقاف، في إطار مشروع جامعة القاهرة لتأسيس خطاب ديني جديد، وبحضور نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات والأساتذة والطلاب.

وتناول المشاركون طرق تنمية الوعي بالدين في الإعلام والمنابر وكيفية التخلص من الوعي الزائف.

وفي بداية كلمته، قال الخشت، إن تطوير الوعي بالدين له وسائل عديدة، وقنوات متعددة، من أهمها المناهج الدراسية والمنابر ووسائل الإعلام والعمل الثقافي، والدور الذي تقوم به هذه القنوات في نشر الوعي سواء كان الوعي بالدين أو الوعي السياسي أو الوعي الاقتصادي أو الوعي المجتمعي مهم جدًا في صناعة الوعي العام وتطهير الوعي بالدين من الخرافات والأساطير ومغذيات التطرف.

وقدم رئيس رئيس الجامعة، محاضرة بعنوان "تطوير الوعي بالدين بين النظرة الجزئية والنظرة الكلية"، أوضح فيها أن معرفتنا بجزء من الحقيقة لا يترتب عليه بالضرورة إنكار ما يعرفه الآخرون، وأن علينا أن نتجاوز في نظرتنا مختلف النظرات الجزئية حتى نرى الأشياء بنظرة كلية.

وأضاف الخشت، أن الوعي بالدين يشترط التخلص من النظرة الجزئية والنظرة الأحادية في النظر إلى الدين، مؤكدًا حاجتنا إلى النظر نظرة كلية تتضافر فيها علوم الدين والعلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية ومختلف العلوم من أجل أن نفهم ديننا بشكل أفضل.

وأوضح أن أحد أهم المشكلات التي تواجهنا في الحياة المعاصرة وعبر القرون الماضية، أن بعض الناس ينظرون إلى الأمور أو إلى الظواهر  نظرة جزئية ثم يريدون فرض رؤيتهم على الآخرين باعتبار أن ما يرونه وحده هو الحقيقة، مستشهدًا بقصة "الفيل والمكفوفين"، قائلًا إن هذا المثال يعكس موقف معظم الناس في معظم الأمور حتى في الأخبار التي تنتشر على مواقع السوشيال ميديا، وتأخذ جزءا من الحقيقة ويتم التمسك بهذا الجزء ضد الآخرين، مشيرًا إلى أن الأمر نفسه يتكرر مع المتعاملين مع الدين، وأن كلا منهم ينظر إلى الدين نظرة جزئية أحادية ويزعم أن الدين كله هو هذا الجزء.

وأورد رئيس جامعة القاهرة، أن هناك إشكالية في التعامل مع الحقيقة بين النظرة الجزئية وبين النظرة الكلية، مؤكدًا أن الأمور تقاس بنتائجها.

ومن جانبه شدد الشيخ جابر طايع، رئيس قطاع الشؤون الدينية السابق بوزارة الأوقاف، على ضرورة فهم الأمور والوعي بها، وضرورة الفهم الدقيق للدين، موضحًا أن الوعي يكون عبر مراحل ليكون وعيا حقيقيا وهي مثل التجرد والإخلاص والفهم، موضحا أن بعض الأمور في الدين لا يمكن الأخذ بها بشكل مطلق ولكن لابد من الأخذ بظروف كل عصر.

ونوه رئيس قطاع الشؤون الدينية السابق بوزارة الأوقاف، بضرورة عدم السماح لأي شخص بالحديث عن أمور الدين سواء في الإعلام أو دور العبادة بدون وجود ترخيص له بما يساهم في حجب انتشار أو بث أي افكار إرهابية أو متطرفة.

وواصل شرح الفرق بين الإجماع والقياس، مشيرًا إلى أن الإجماع يتمثل في ما أجمع عليه علماء الأمة في مرحلة ما، وتوجد 4 مصادر أساسية معتبرة، وما عداها فهو غير معتبر، بينما يتمثل القياس في قياس مسألة في الحاضر على مسألة في السابق، لافتًا إلى أن علماء الدين اليوم مقلدون وليسوا أصحاب مذاهب، وأن كل شخص له أن يتبع مذهب معين ما لم يكن من أهل النظر، مع إجازة التنقل بين المذاهب.

وذكر طايع، أن الدكتور محمد الخشت، ليس علمانيا وأنه يستشهد بالقرآن الكريم بدرجة كبيرة تفوق الآخرين، مضيفًا أن الجماعات المتطرفة نجحت في حقبة من الزمن في عمل انفصال بين الفرد والدولة، وعملوا على أن يصموا آذان الناس عن علماء مخلصين وذوي كفاءة كبيرة، مع تصدير علماء أو أفراد ليس لدبهم أي قدر من المعرفة، مؤكدًا أن المصريين استعادوا وعيهم، وتطور فكرهم، وأن الدولة قامت بدورها في العديد من الجوانب كما أن الدولة ترعي الدين بشكل كبير من خلال عدة إجراءات من بينها بناء المساجد.

وعقب المحاضرة المشتركة تم فتح باب الحوار مع الطلاب، حول أهم القضايا التي ناقشتها المحاضرة لإثراء أفكارهم من خلال تفاعلهم مع نخبة من كبار العلماء والمفكرين بهدف تكوين جيل واع بتحديات العصر.

وفي نهاية اللقاء تم توزيع مجموعة متنوعة من الكتب الثقافية والفكرية والإصدارات الإعلامية الوطنية المتعددة على الطلاب من أجل توسيع دائرة الاطلاع أمامهم، ومساعدتهم للانفتاح على الآراء المختلفة، ونشر ثقافة القراءة داخل المجتمع الجامعي في إطار الجهود المتواصلة نحو تطوير الوعي الوطني.

عاجل