رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

باحث يؤرخ لدور الجالية القبطية المصرية في نهضة السودان منذ عهد محمد علي

نشر
مستقبل وطن نيوز

صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، مؤخرا كتاب "الأقباط في السودان من 1899 إلى 1956" للباحث الدكتور مصطفى كامل عبده. 

ويسد هذا الكتاب، الذي جاء في 377 صفحة من القطع فوق المتوسط، فراغا في المكتبة العربية عن تاريخ جالية مصرية، كانت ولا زالت صاحبة دور مهم في المجتمع السوداني، بحسب ما ورد في تقديم الدكتور محمد عفيفي، أستاذ ورئيس قسم التاريخ في كلية الآداب، جامعة القاهرة. 


ولاحظ الدكتور محمد عفيفي، أن المؤلف رسم صورة لأماكن انتشار الأقباط في الكثير من مدن السودان الشمالي على وجه الخصوص، وكيفية تداخلهم مع المجتمع وقيامهم بالكثير من الأنشطة النافعة لهم ولغيرهم، وتفاعلهم بشكل إيجابي مع الأحداث والنكبات التي كان يتعرض لها مجتمعهم. 

ورأى الدكتور محمد عفيفي، أن من الجوانب المهمة في هذا الكتاب إثبات أن العلاقة بين المسلمين والأقباط في المجتمع السوداني كانت طيبة ولا يزال يسودها الود والاحترام المتبادل بين الطرفين، ودعم ذلك بالعديد من الأدلة والأحداث التاريخية.

واستهل المؤلف مقدمة الكتاب بتسليط الضوء على حقيقة تاريخية، مفادها أنه كان لدخول الأقباط إلى السودان في عهد محمد علي، دوره في عودة المسيحية إلى هذا البلد بعد زوالها لفترة طويلة. 

وأشار إلى أن الأقباط تواجدوا في السودان بطوائفهم الثلاث، فكانت طائفة الأقباط الأرثوذكس لها الأغلبية، والأقباط الكاثوليك الأقل وجودا ونشاطا، وطائفة الأقباط الإنجيليين التي كان لها نشاط كبير. 

وأوضح أنه كان للموظفين الأقباط دور كبير في الجهاز الإداري السوداني، بداية من أعلى الدرجات الوظيفية حتى أقل درجة، حيث لعبوا دورا محوريا وأثبتوا كفاءة عالي مما جعلهم موضع إعجاب وتقدير رؤسائهم. 

ولعب التجار الأقباط دورا مهما وفعالا في التجارة السودانية خلال فترة الحكم الثنائي، إلى الحد الذي جعل بعض الأسواق تنسب إليهم، كما كان للأقباط بارزين في مزاولة العديد من الحرف والصناعات بالسودان. 

وهكذا دخل الأقباط في نسيج الحركة الوطنية السودانية، وشاركوا في الحياة السياسية مشاركة فاعلة، وذلك منذ بدايات تلك الحركة، كما شاركوا في تأسيس الجمعيات السياسية وانضموا إلى الأحزاب السودانية الرئيسية فور تأسيسها. 

وبالتالي قام الأقباط بمباشرة رسالتهم التعليمية في السودان، فأنشأوا المدارس القبطية في العديد من مدن السودان الشمالي، حيث قامت تلك المدارس بدور كبير ومؤثر في الحركة التعليمية بالسودان، وتعليم أبناء السودان ومصر وغيرهم من مختلف الأديان. 

ويوضح الكتاب أن الأقباط اندمجوا في المجتمع السوداني، فعلى الرغم من قلة عددهم فإن دورهم في شتى مجالات ونواحي الحياة كان حاضرا ومؤثرا، ليس في الحقبة الزمنية التي تغطيها الدراسة وحسب، بل حتى اللحظة الراهنة. 

عاجل