رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بسنت خالد.. القصة الكاملة لوفاة فتاة الغربية بالحبة السامة بسبب صورها «المفبركة»

نشر
بسنت خالد
بسنت خالد

تصدرت بسنت خالد 17 عامًا والمقيمة بقرية كفر يعقوب، بمدينة كفر الزيات في محافظة الغربية، التريند لمواقع التواصل الاجتماعي وموقع جوجل الأشهر عالميًا في البحث، بعد وفاتها بتناول “حبة الغلة” السامة، نتيجة ابتزازها بصور خليعة مفبركة.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاج #حق_بسنت_خالد_لازم_يرجع، بعد وفاة الفتاة صاحبة الـ17 عامًا والمقيمة بمدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، بعد قيام أحد شباب القرية بتركيب صور لها على إحدى برامج تعديل الصور ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.

رسالة بسنت خالد لأسرتها 

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، رسالة بسنت خالد، والتي جاء فيها الآتي: «ماما يا ريت تفهميني، أنا مش البنت دي، ودي صور متركبة والله العظيم، وقسمًا بالله دي ما أنا، أنا يا ماما بنت صغيرة، مستهلش اللى بيحصلّى ده أنا جالى اكتئاب بجد، أنا يا ماما مش قادرة أنا بتخنق، تعبت بجد».

رسالة بسنت خالد لوالديها 

تعاطف أهالي القرية

ونشر أحد أهالي مدينة كفر الزيات - عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، “الفيسبوك” - قائلًا: «بنت كفر الزيات انتحرت دلوقتي عشان تضرب قلم على وجه كل مجرم دمرها وكل حد مصدقهاش.. بسنت خالد فيه مجرم حاول يبتزها مقابل إنه يقضى معاها موعد غرامي، وركب صور مخلة لها على جسم بنات، وبدأ يبتزها ويضغط عليها ويوزع صورها على أهل القرية، لحد لما دمرها نفسيًا وانتحرت».

أسرة بسنت خالد تكشف تفاصيل الحادث 

كشفت أسرة بسنت خالد، الفتاة المنتحرة بعد نشر صور لها مفبركة، وابتزازها لقضاء موعد غرامي معها، تفاصيل صادمة ومؤلمة حول اللحظات الأخيرة في حياتها، قبل إقدامها على التخلص من نفسها، بعد تعرضها للابتزاز بصور مفبركة لها، تسببت في تشويه سمعتها وصورتها بين الناس من قبل شابين بالقرية، مما حملها على التخلص من حياتها، خوفًا من مصيرها المجهول ولحظات الشماتة في أعين الناس حولها.

وقال شقيقا الفتاة، إن أحد الشباب حصل على صور شقيقتهما من خلال صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وقام بتركيبها على صور خليعة وخادشة، كمحاولة لابتزازها ودفعها لإقامة علاقة عاطفية معه، وعندما رفضت، قام بتوزيع وبث الصور المفبركة على وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشارها على هواتف الشباب في القرية، رغبة منه في أن تلين وتخضع لرغبته في إقامة النزوة.

وأضاف شقيقا الفتاة والتي تبلغ من العمر 17 عامًا، إن شقيقتهما طالبة بالصف الثاني الثانوي الأزهري، وفتاة تتحلى بالأخلاق، ويشهد لها الجميع بذلك، وتقوم على أداء فروضها في موعدها، فضلًا عن تمتعها بسلوك محترم، إلا أنها فوجئت بسيل من التعليقات الجارحة ونظرات الاستنكار من قبل بعض أهالي القرية نتيجة نشر الصور المفبركة.

وأشارت أسرة الفتاة، إلى أن بسنت خالد تفاجئت برسائل صادمة وكلمات تشكك في سلوكها، وهو ما كان فوق طاقتها ولم تستطع تحمله، وفوجئا بوفاة نجلتهم من خلال تناول حبة الغلة السامة، تاركة خلفها رسالة مؤثرة وباكية موجهة لوالدتها، والتي تطلب فيها ألا تصدق كل الشائعات والأكاذيب التي طالت سمعتها وسلوكها.

وحرص شقيقا الفتاة على توجيه الاتهام، لشابين بالقرية، لستببهم في التخلص من حياة شقيقتهما، حيث طلب الأول الدخول معها في علاقة عاطفية، وقام الثاني بمساعدته على ترويج وبث الصور المفبركة لشقيقتهما.

وقالت شقيقة بسنت خالد: «إحنا مصدقين براءتها وحاولنا دعمها ولكنها مستحملتش كلام الناس.. أختي صلت الجمعة، وكتبت رسالة الوداع وتناولت حبة الغلال السامة وأنهت حياتها»، مضيفة: «مش هنسيب حق بسنت واللي تسبب في وفاتها لازم يتعاقب».

وكشف محامي بسنت خالد، أن الفتاة أنهت حياتها نتيجة مرورها بأزمة نفسية حادة بعد نشر صور مفبركة لها، وتداولها مع أهالي القرية على هواتفهم المحمولة، وعدم  قدرتها على تحمل أحاديث القرية، ورغبتها في إنهاء حياتها بسبب معاناتها من الاكتئاب.

واستدعت نيابة كفر الزيات بمحافظة الغربية، الشابين للتحقيق معهما، وقامت بالتحفظ على جهاز الكمبيوتر الخاص بالفتاة وهواتف الشابين.

المطالبة بالقصاص

وحرصت أسرة بسنت خالد، على المطالبة بالقصاص من الشابين الذين تسبب سلوكهم غير المبرر في وفاة ابنتهم، من خلال اللجوء للتخلص من نفسها بتناول حبة الغلة السامة، للتخلص من نظرات الاستنكار، والكلمات المسيئة لأخلاقها، مؤكدين أنهم لن يتنازلوا عن حق بسنت خالد والتي غابت عن الواقع بسبب الشائعات الكاذبة والتصرفات غير المسؤولة.

ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاج بعنوان #حق_بسنت_خالد_لازم_يرجع، تضمن التفاصيل المؤلمة التي هزت الشارع المصري، حتى وصل الأمر إلى تخلص الفتاة من حياتها مسمومة نتيجة ابتزازها بصور خليعة مفبركة.

هاشتاج #حق_بسنت_خالد_لازم_يرجع

وحرص رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على ضرورة التحرك بشكل سريع لمعاقبة الشابين والمتورطين، وتدشين القوانين العادلة والتشريعات الحازمة لردع كل من تسول له نفسه استغلال مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل التكنولوجيا الحديثة، لارتكاب الجرائم.

تفاعل المشاهير مع واقعة وفاة فتاة الغربية

وتفاعل عدد من النجوم، مع حادث وفاة بسنت خالد فتاة الغربية والتي أنهت حياتها بعد تناولها حبة الغلال السامة بعد نشر صور مفبركة لها، وتداولها بين أهالي القرية ومن بينهم الفنانة سمية الخشاب ولقاء الخميسى، حيث دونت الفنانة سمية الخشاب، تويتة عبر موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، قائلة «أنا مضايقة جدًا، علشان بسنت، ومش عايزة دواعش عندى على الأكونت بتاعى، أي حد هيبرر اللى حصل معاها، يروح ينضم لداعش وميتابعنيش، الله يقرفكم».

تفاعل الفنانة سمية الخشاب مع حادث وفاة بسنت خالد

وقالت الفنانة لقاء الخميسى من خلال نشر صورة للفتاة، عبر حسابها على موقع الصور والفيديوهات، الإنستجرام، قائلة: «بسنت 17 سنة فتاة جميلة قتلت بفعل فاعل، مريض متدنى الأخلاق وتواطأ معه بعض الناس أمثاله من اللا أخلاقيين الذين يدعون الفضيلة، ويظلون ينتهكون عرض الناس بلا حق، كفانا إخفاءً لرؤوسنا.. كفانا انتهاكًا لأعراض فتيات صغيرات بالكلمات والنظرات والأحكام.. دعوا الفتيات يعشن في سلام، كفانا كفرًا بالإنسانية.. لكِ الله يا صغيرتي، وأنتِ ما بين يديه الحنونة».

تفاعل الفنانة لقاء الخميسى مع حادث وفاة بسنت خالد
تفاعل الفنانة لقاء الخميسى مع حادث وفاة بسنت خالد

ومن جانبه قال اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية للمعلومات الأسبق، إن هذه الواقعة تعتبر بمثابة رسالة تحذيرية وتدق ناقوس الخطر لعدة جهات، أولها الأسرة المعنية بتربية أطفالها ومتابعتهم وضرورة وجود حوار عائلي بينهم، مؤكدًا على أن الحادث رسالة للجناة ومستخدمي الشبكة العنكبوتية، أن هناك قانون يجرم أي استخدام غير مشروع وغير آمن للإنترنت، ولابد من أن يكون هناك توعية تكنولوجية للجميع من خلال الاستخدام الأمن والمشروع.

وأشار إلى أن القانون رقم 175 لعام 2018، يعني تجريم كافة حالات الاستخدام غير المشروع والغير آمن على الإنترنت، والتي تقع على عقوبتها من سنة إلى 3 سنين، وتقتضى توقيع غرامة من 50 ألف إلى 100 ألف، لذا فإن هناك مطالبات بتعديل القانون وتغليظ العقوبة.

وحرصت مؤسسة الأزهر الشريف على نشر بيانًا تؤكد فيه رأي الدين في واقعة وفاة فتاة الغربية ضحية الصور المفبركة، قائلًا: “إن مراعاة مشاعر الناس، وحفظ سمعتهم في مجتمعاتهم، من الحقوق التي كفلها الإسلام لهم، وتوعد من انتهكها بسوء العاقبة وعظيم الجزاء”.

وأشار إلى أن تصنيف واتهام الناس بالباطل والكذب يندرج ضمن المعاصي الكبرى، والجرائم الدنيئة التي لا تنحصر أضرارها، على مستوى الأفراد والمجتمعات فقط بل تدلُّ على خبث من اتصفوا بها، مضيفًا أن الله سبحانه وتعالى، قال فيمن يتهم المؤمن أو المؤمنة بما ليس فيهما، بأنهم احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً، كما قال في محكم آياته، «إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات، لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم».

وحرص المجلس القومي للمرأة، على التضامن مع أهالي فتاة الغربية، ضحية الابتزاز والصور المفبركة على الإنترنت، من خلال نشر الرقم المختصر "15115"، لاستقبال شكاوى التحرش والابتزاز، والتي أولتها الاهتمام من الدرجة الأولى.

وأضاف المجلس القومي لحقوق المرأة، في تصريحات قائلًا: “إنه يجب على كل فتاة أو امرأة تتعرض لمثل هذا النوع من الانتهاكات والابتزاز التوجه لأحد مقرات المجلس في نطاق محافظة القاهرة وباقي محافظات الجمهورية لتقديم الشكاوى الرسمية، والتعاون مع المجلس من خلال التضامن ومد يد العون للمساعدة وتوجيه الدعم القانوني والمعلوماتي لهم، والتأكيد على مطالبتهم بعدم الخوف والاستسلام لمثل هذه التهديدات، والتأكيد على مساندة المجلس لهم بهدف الحصول على حقوقهم كاملة، في إطار السرية الكاملة لبيانات الضحية، من خلال عرضها على الجهات الرسمية، بهدف اتخاذ الإجراءات القانونية والمساندة الاجتماعية لهم ولأسرتهم والتصدي بكل الوسائل لمثل هذه الأنواع من الابتزازات”.

 

تحديد المتهمين بفبركة الصور 


وأعلنت وزارة الداخلية، أنه "في ضوء عدم ورود بلاغات من المواطن خالد نبيه سليمان "مقيم بدائرة مركز كفر الزيات – الغربية" بخصوص واقعة وفاة كريمته فقد جرى التعامل مع ما تناولته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من تعرض كريمته المُشار إليها للابتزاز من قِبل شخصين قاما باستخدام صور شخصية لها.

وأضافت الوزارة - في بيان مساء اليوم الثلاثاء - : وما أشار إليه والدها في هذا الشأن من أن ذلك جاء بقصد ابتزازها، فقد تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد مكان اختباء المذكورين وجار عرضهما على النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.

 

عاجل