رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

5 قصص حزينة من داخل محاكم الأسرة انتهت بالطلاق |خاص

نشر
مستقبل وطن نيوز

 داخل محاكم الأسرة وفي طرقاتها، يقف سيدات ورجال في وجوم، بانتظار دورهم في رول المحكمة لنظر الدعوى التي يكونوا في الغالب أحد طرفيها. 

 بين هؤلاء، كانت إيمان تستند برأسها إلى حائط المحكمة في حزن شديد. فإيمان التي تزوجت زواجا تقليديا، من طبيب ميسور الحال، سرعان ما اكتشفت حقيقة زوجها الذي كان في بداية العلاقة، يجيد التلاعب بالكلمات، والظهور في صورة تبدو مثالية.

لكن مع مرور الوقت، وإنجاب ابنها الأول، ظهر الوجه الآخر للزوج، في العصبية المفرطة بغير سبب وحتى فى أقل الأسباب، لكنها كانت تتعايش مع الوضع.

تطورت حالة الزوج ولم يكتف بالاعتداء اللفظي على زوجته، بل أصبح يعتدي عليها جسديا، ولم تستطع الزوجة أن تتحمل هذا الكم من الضربات والاعتداءات بكافة أشكالها.

وجدت الزوجة أن الطلاق هو الحل الأمثل فى هذه المرحلة، فذهبت إلى بيت أبيها، لكن للزوج رأى آخر، حيث فعل مالم يكن متوقعا، فقد ذهب إلى بيتها وانهال عليها بالضرب وأخذ ابنه عنوة ثم فر هارب.

"اتجوزت دكتور طلع مريض نفسى".. هكذا قالت الزوجة بعد أن تيقنت أنه غير سوى ويحتاج إلى العلاج النفسي، لترفع دعوى خلع.

تحول من ملاك بريء إلى شيطان

بجسد هزيل أنهكه التعب والحزن، وقفت "سعاد" صاحبة الـ28 عامًا، أمام محكمة الأسرة في مصر الجديدة، تروي للقاضي عن مأساة زوجها الذي تحول ملاك إلى شيطان، قائلة "سيدي القاضي لم أكن أتخيل يومًا أن الظروف ستدفعني للوقوف أمامكم، لكي أطلب خلع زوجي.. لكن هو من اضطرني لذلك، بعدما تحول إلى شيطان لا يفكر سوى في مزاجه ونزواته المراهقة".

جلست مُقيمة الدعوي على كرسي داخل القاعة، وشردت في ذكريات حياتها مع زوجها بداية من لقاءات التعارف، والكلام العسول وتحملت معه أعباء المعيشة لكونه شخصًا متوسط الحال كان يعمل بإحدى المؤسسات.. وتهمس في أنين كيف أنها وافقت علي الزواج بعد أن ضحك عليها بمظاهر المروءة والشهامة الخادعة.. لا يقطع شرودهها سوى صوت جهور حاجب ينادي "محكمة".

انتفضت السيدة ولملمت شتات أفكارها، وامتثلت أمام منصة المحكمة وسردت مأساتها، قائلة "ارتبطت بشريك حياتي الذي اخترته ليكون سندًا ومعينًا لي.. وسارت الأيام السعيدة بيننا في بدايتها حتى رزقني الله بمولود منه".

"دوام الحال من المحُال".. عبارة استشهدت بها صاحبة الدعوى، قبل أن تصمت لبرهة وتُكمل: "بمرور الأيام تحول زوجي من ملاك برىء إلى شيطان لعين.. تغيرت معاملته وتصرفاته معي، وبات لا يهتم بمسئولية أسرته، ولا يعطف عليَّ ولا يغازلني بالكلام المعسول الذي اعتدت على سماعه منه.. في حين اعتاد العودة إلى البيت في وقت متأخر من الليل، وعندما كنت اعاتبه عن سبب التأخير، لم أجد منه سوى التهرب من الإجابة"، قائلا: "شغلي ربطني أعمل ايه".

أصيبت في أحد الأيام بالذهول عندما عاد الزوج إلى المنزل وهو في حالة سكر عمياء يترنح يمينًا ويسارًا، ويخرف بكلام غير مفهوم "سكران طينة "، وعندما عاتبته على ذلك سبني وضربني بشكل مبرح.. تحولت الحياة إلى جحيم لا يطاق.

وتشير المخدوعة إلى أنها كلما فكرت في الانفصال عنه كانت تنظر إلى طفلها الصغير الذي ليس له ذنب أن يتربي وسط أسرة مشتتة لأب وأم منفصلين، مضيفة "حاولت بشتى الطرق أنصحه بأن يعود لصوابه ويهتم ببيته، ولكن دون جدوى، اللامبالاة كانت تزداد لديه، وكل همه إرضاء نزواته وإشباع مزاجه.

وتابعت الزوجة في دعواها: "وصل به الأمر أن سرق مصوغاتي الذهبية، وباعها لشراء المخدرات، والاستمتاع مع الساقطات، يئست من العيش والبقاء مع أنني طلبت منه الطلاق والانفصال لكنه رفض، ولذلك جمعت ما تبقى من كرامتي وأخذت طفلي وجرجرت حقيبة أملي وتساءلت: "كيف أربي طفلي تحت مظلة رجل مراهق لا يعي شيئًا عن معاني الإنسانية والرجولة".

حكاية «مها»

كل شخص يحلم بمواصفات خاصة يحب أن يجده في نصفه الآخر الذي سيكون شريكًا لحياته، ولكن أحيانا تأتي تلك الصفات على عكس ما تشتهيه السفن، لتكن المعاناة، هكذا كان حال "مها " الشابة الثلاثينية التي حملت بتلك الحياة المثالية الوردية وحملتها بين ثناياها، قبل أن تهب الرياح ولا يستطيع زوجها أن يتقبلها.

بعد أن جمعتهما قصة حب منذ فترة الدراسة الجامعية، والتي انتهت بعش الزوجية الذي طالما حلمت أن تكمل حياتها فيه، وعلى الرغم من أبيها الذى كانت له وجه نظر مستقبلية عن تلك العلاقة، والفتى ذو الأخلاق السيئة إلا أن الفتاة أبت الفتاة أن تقتنع برأي أبيها، حيث طغى الحب على العقل ليقبل الأب بالزواج من ذلك الفتى، على غير رضا.

"سقطني بعد ما حملت وخاننى مع أقرب صحباتى"، بتلك الكلمات الممزوجة بالدموع، حكت الفتاة خيانة الزوج مع صديقتها، حيث اكتشفت الأمر بعد العديد من المشكلات حول رغبة الزوج في أن تُدخن مها أمام أصدقائها، الأمر الذي كان صعبًا عليها نظرًا لحملها.

أما السكين القاطع الذي قطع حبل العلاقة بين الزوجين، هى الخيانة، حيث اكتشفت الفتاة خيانة الزوج مع أقرب صديقاتها، لتواجهه بتلك الأمور التي عجزت عن تقبلها، فما كان منه إلا أن انهال عليها ضربًا، الأمر الذي أودى فقد الجنين.

وفي الدعوى التي، طالبت السيدة من المحكمة الطلاق من الزوج، للأسباب سالفة الذكر.

«مراتي ضربتني وأخدت الشقة والعربية وبقيت ست البيت»

في واقعة غريبة شهدتها محكمة الأسرة، بوجود شاب عشريني يروي مأساته خلال دعوى نفقة رفعتها عليه زوجته وادعت بعدم إنفاقه عليه وحرمانها من حقوقها الزوجية.

بعين منكسرة راح الشاب يسرد تفاصيل مأساته أمام الحاضرين بعد إصابته بحالة من الخجل لما تعرق له، وقال بأنه تزوج من مقيمة الدعوى قبل عام ونصف، بعد أن رشحها له أحد معارفه بحكم عمله معها في المصالح الحكومية، وأثنى على أخلاقها وتصرفاتها، اكن الزوج تفاجئ بعد زواجهما بمعاملة متغيرة نهائيا عن التي رسمها لها.

وتابع الزوج أن طوال فترة الخطوبة التي استمر 8 أشهر لم يلحظ عليها أي سلوك سيئ، وكان يجد معاملة حسنة منها ومن أسرتها مما دفعه للإسراع بالزواج، للم الشمل وبداية حياة جديدة مع تلك الفتاة التي أحبها.

"سرعان ما تغير الحال وظهرت على حقيقتها" واصل بها الزوج حديثه بعد أن أنصت إليه جميع الحضور في فضول منهم لمعرفة باقي التفاصيل، وأكد أنه وجد تغير في أسلوبها وتحولت حياته إلى جحيم حتى أن أيام سعادتهما أصبح لا يتذكرها لندرتها.

واستكمل الزوج حديثه قائلا أنه اكتشف عصبية زوجته الزائدة، وأن دائما مناقشتهما تنتهي بمشاجرة، وأصبحت لا تنفذ له طلب حتى شعر بأنه أصبح ست البيت وقيادة الأسرة بين يديها.

وواصل: عندما رفضت أسلوبها معي، وطالبتها بتحسين حديثها وسماع كلامي، استغلت انشغالي في الهاتف واعتدت على بخشبة فأصيبت بعاهة في يدي، واستدعت أشقائها ووالدها وتشاركوا في ضربي وأجبروني على التنازل عن الشقة وسيارة ميكروباص، قمت بشرائها كمشروع تجاري، وواصلت تجبرها هي وأسرتها ورفضت إعادة سيارتي أو الشقة، وذهبت إلى محكمة الأسرة لطلب نفقة.
 

«خسرت فلوسي وبيتي»

بجسد منهك هزيل وملابس رثة، غير منمقة، وحذاء يظهر ما يجب أن يخفيه يتدلى الجورب من داخله، يضع كوفية بنية اللون حول عنقه، وقف رجل أربعيني بالقرب من قاعة محكمة الأسرة، في حالة يرثى لها، تلمحه عيناك من على مسافة بعيدة، لتخبرك بأن ورائه مأساة ثقيلة.

بعد محاولة للتقرب منه نجحت إحداهم في إقناعه بالحديث عن مأساته وبدأ بقلب يعتصره الحزن على سنوات عمره التى قضاها فى الغربة، دون فائدة وذهبت كلها هباءً بسبب شريكة حياته التى سرقت كل أمواله.

وبدأ الرجل حديثه بكل أسى وحزن، قائلا بأن زوجته الأولى كانت عن طريق أحد معارفه، فلم يكن بينهما أى علاقة حب، لكنه تعود عليها بمرور الأيام، وبعد فترة من الزواج قرر السفر لدولة عربية لتحسين أمور حياتهما، وساعده صديقه في الحصول على عقد عمل بالخارج.

"قولت أسافر كام سنة وأرجع لما الدنيا تتحسن" واصل بها الرجل حديثة متابعا أنه سافر وعمل بتلك الدولة عدة سنوات وكان يرسل الأموال التى يجمعها من كده وتعبه لزوجته، ليتمكن بعد عودته من فتح مشروع يوفر لهما حياة كريمة.

وواصل الزوج أنه بعد عودته من الغربة رفضت زوجته أن ترد إليه أمواله بحجة أنها تحملت سنوات الغربة وأن لها حق بأمواله ويجب أن يقتسماها، وبعد تدخل وسطاء بينهما نجح فى الحصول على جزء بسيط من أمواله، وقام بتطليقها، "قالتلي مبقتش تنفعني".

بدموع تكاد تتساقط من عينيه، أكمل الرجل مأساته بأن خذلانه فى الحياة لم يقف عند ذلك الحد بل امتد إلى زوجته الثانية التى ارتبط بها بعد طلاق الأولى لتعطيه درسا آخر، أقوى وأقسى.

استجمع الرجل قواه وبدأ يوضح تفاصيل زواجه الثانى الذى تم بسرعة، دون أن يكون على دراية كافية بالسيدة التى يرتبط بها، ليفاجئ بعد عودته فى وقت مفاجئ من عمله إلى منزله، برجل غريب إلى جوار زوجته بالفراش يمارسان الحب المحرم، وواصل أنه تملك أعصابه، ولم يستطع قتلها، واكتفى بتطليقها، ورفعت عليه دعوى نفقة أمام قاضي الأسرة.

وأنهى الرجل حديثة "أنا في حيرة ومش عارف أعمل إيه، نفسي حد يرجعلي حقي أنا خسرت فلوسي وبيتي".

عاجل