رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الري الحديث.. تحقيق مصلحة المزارع بزيادة المحصول وترشيد استهلاك المياه والسماد

نشر
الري الحديث
الري الحديث

تحقق نُظم الري الحديث العديد من الأهداف المحورية في المنظومة الزراعية، التي تخدم المزارع والدولة في آن واحد، بما يلقي بظلاله على إنتاجية المحاصيل، وجودة التربة، وتوفير المياه المستخدمة في الري، في ظل توجه الدولة لترشيد استهلاك المياه، وتقليل المساحة المزروعة بالمحاصيل التي تحتاج كميات كبيرة من المياه.

واطلع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال اجتماعه مع الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الموارد المائية والري، الخميس، على جهود التحول للري الحديث، وملف تبطين الترع.

وكشف وزير الري، خلال الاجتماع، عن الانتهاء من حصر وتدقيق نحو 525 ألف فدان من خلال تطبيقات إلكترونية وأنظمة حديثة، تم تحويلها بالجهود الذاتية للفلاحين من الري بالغمر إلى الري الحديث، وذلك من أصل 800 ألف فدان تم الانتهاء من تحويلها بالجهود الذاتية للمزارعين لنظام الري الحديث خلال عام 2021، وجار الانتهاء من تدقيقها حاليًا.

ولمعرفة فوائد وأهداف الدولة من التحول لنُظم الري الحديثة في الزراعة، تواصل موقع "مستقبل وطن نيوز" مع عدد من خبراء وأساتذة الاقتصاد الزراعي، ونرصد فيما يلي تصريحاتهم:

الري الحديث يقلل كمية المياه المستهلكة في الزراعة

وكشف الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية، اهتمام الدولة الكبير في تطوير أساليب الري ونشرها بين المزارعين، سواء كان الري الحديث بالرش أو التنقيط أو النظام المحوري.

وذكر كمال، أن أساليب الري الحديثة تعمل على ترشيد استهلاك المياه في ظل محدودية ذلك المورد، وتُزيد إنتاجية الفدان الواحد مقارنة بإنتاجيته عند استخدام نظام الري بالغمر التقليدي، لافتًا إلى أن ذلك يحقق مصلحة الدولة في تحقيق الأمن الغذائي والمزارع من خلال حصوله على إنتاجية عالية من المحصول.

وأوضح أن التحول لنظم الري الحديثة يحتوي على العديد من المحاور منها محور تبطين الترع والمساقي مما يساهم في خفض معدلات التسرب والتبخر، ووصول المياه لنهايات الترع، والحفاظ على مساحة الرقعة الزراعية المزروعة.

وأعلن وزير الري، الانتهاء من تنفيذ تأهيل وتبطين 3700 كيلومتر من الترع المتعبة، بهدف وصول المياه إلى نهايات الترع، والحفاظ على الموارد المائية، وتحسين جودة المياه.

 وتابع كمال: "نظم الري الحديثة تعتمد على تقليل الفاقد من المياه من خلال العمل على الحد من زراعة المحاصيل شرهة استهلاك المياه، مثل تقليل المساحة المزرعة بالأرز إلى 1.1 مليون فدان، والحفاظ على مساحة قصب السكر المزروعة في الوقت الجاري وهي حوالي 325 ألف فدان، والحد من مساحة محصول الموز".

وأضاف، أن نُظم الري الحديثة (الرش – التنقيط – المحوري) تحافظ على عمر التربة والأراضي الزراعية من خلال إتاحة كمية المياه المحددة التي تحتاجها التربة، بالتالي يزيد عمرها.

نظم الري الحديث يزيد إنتاجية المحاصيل ويرشد استهلاك الأسمدة

وذكر الدكتور أحمد أبواليزيد، أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة عين شمس، أن تحديث الري يلقى بآثاره على ارتفاع إنتاجية وحدة المحصول، من خلال إتاحة كميات محددة من المياه للمحصول حسب حاجة التربة، وتوصيل الوحدات السمادية للتربة بشكل منظم.

وأوضح أبواليزيد، أن الري الحديث بالرش أو بالتنقيط يساهم في معالجة الأراضي المستصلحة وملوحة التربة والأعفان وترشيد استهلاك المياه واستغلالها على النحو السليم، مما يؤدي إلى الحصول على أعلى إنتاجية من وحدة الأرض المزروعة.

وكشف أن تطوير الري يمر بالعديد من المراحل أولها تبطين الترع، ثم عمل مآخذ للمياه وفلاتر ومرشحات، وضخ المياه للمساحة المزروعة عن طريق الأساليب الحديثة في الري سواء بالرش أو التنقيط.

ولفت أبواليزيد، إلى أن نُظم الري الحديثة تعود بالنفع على المزارع من خلال تحسين معدل دخله نتيجة زيادة معدل إنتاجية الفدان، وزيادة الدخل القومي من خلال تصدير المحاصيل الزراعية أو تحقيق الاكتفاء الذاتي للسوق المحلية.

وأضاف أن نظم الري الحديثة تكافح انتشار الحشائش في الأراضي الزراعية، عكس نظام الري بالغمر الذي يزيد من نمو الحشائش ويؤثر سلبًا على إنتاجية المحصول.

تبادل التجارب الناجحة في التحول لنُظم الري الحديثة

وفي هذا الصدد، كشف وزير الري عقد لقاءات شعبية بصورة دورية، يتبادل خلالها الفلاحون تجاربهم الناجحة في التحويل لنظام الري الحديث، والفوائد التي عادت عليهم، مثل زيادة المحصول، وتقليل الاعتمادية على السماد.

وذكر وزير الري، أن جهود التوعية كان لها أثر واسع في إقبال الفلاحين على التحويل نحو أنظمة الري الحديث.

عاجل