رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«اللي عملته هيترد لأحفادي».. قصة سيدة تركت مقعد المتفرج وتصدت لمحاولة سرقة

نشر
واقعة تصدي سيدة لشاب
واقعة تصدي سيدة لشاب سرق هاتف

دائمًا تضرب المرأة المصرية الأصيلة نماذج منيرة وفاضلة في المجتمع، على أساس أنها نصف المجتمع، ولا يمكن الاستغناء عن دورها كأم وزوجة وعاملة في القطاعين الخاص والحكومي، واتضح ذلك في اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بدور المرأة، إذ أعلن 2018 عامًا للمرأة، للتعبير عن دورها وإنجازاتها الكبيرة في المجتمع، كما يعتبر البرلمان ومجلس الوزراء خير دليل أيضًا على مشاركة المرأة الفعالة في رسم سياسات الوطن.

وظهر على الساحة، خلال الأيام القليلة الماضية، السيدة بشرى شرور، التي أُطلق عليها "سيدة الشهامة”، تلك السيدة التي حاولت التصدي لمحاولة سرقة هاتف محمول من فتاتين، في منطقة حلوان على يد شاب كان يقود دراجة نارية، مما أدى لإحداث إصابتهما بكدمات متفرقة في جسديهما، قبل أن ينجح الأمن في ضبط المجني عليه.

وزار الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، "سيدة الشهامة"، رفقة عدد من الواعظات، في المستشفى الذي ترقد به بعد إصابتها خلال محاولة التصدي للمجني عليه، وشدد على أنها ضربت أروع الأمثلة لنموذج المرأة المصرية الأصيلة، وأنها لم تكن في موقف المتفرج أمام محاولة الاعتداء على طفلتين صغيرتين قصد سرقتهما جهارًا، فتصدت للجاني بكل شهامة ومروءة وبسالة، كنموذج يحتذى به في الإيجابية الإنسانية والمجتمعية.

وشدد وزير الأوقاف، على أن السيدة بشرى تعد نموذجًا أصيلًا للمرأة المصرية، ووجه مشرّف للمروءة والإنسانية والإيجابية المجتمعية، موجهًا بسرعة صرف 10 آلاف جنيه من باب البر لهذه السيدة العظيمة، وأهداها نسخة من كتاب الله - عز وجل.

بداية القصة

تعود قصة "سيدة الشهامة"، إلى يوم الثلاثاء الماضي، عندما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لشخص يقود دراجة نارية سرق هاتف محمول من فتاتين محدثًا إصابتهما، وتتصدى له سيدة خمسينية، مما أحدث إصابتها ونقلها بعد ذلك إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج اللازم.

ولاقت السيدة بشرى تعاطفًا كبيرًا من المواطنين، لاسيما أنها لم تكن في مقعد المشاهد للواقعة، بل حاولت التصدي للمجني عليه بكل شجاعة وشهامة، إذ كان هدفها محاولة الإمساك به، حتى تأخذ العدالة طريق مجراها، وإعادة الهاتف المحمول لصاحبته.

بيان وزارة الداخلية

وفي أعقاب الواقعة، أعلنت وزارة الداخلية بيانًا، جاء فيه: "كشف ملابسات تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل لقيام قائد دراجة نارية بخطف هاتف محمول من فتاتين بحلوان، وأثناء محاولة الفتاتين اللحاق وإيقاف المتهم قام بالاصطدام بإحدى السيدات حال عبورها الطريق وتمكن من الفرار".

وكشف البيان هوية الفتانين، المجني عليهما، على النحو التالي: "بالفحص أمكن تحديد المجني عليهما طالبتان، مقيمتان بدائرة القسم، إحداهما مصابة بسحجات- ربة منزل، مقيمة بدائرة القسم مصابة بكدمة بالظهر، وبسؤال والد الفتاتين أيد وأكد ما جاء بالفحص".

وأعلنت وزارة الداخلية أيضًا، تفاصيل القبض على المتهم، الذي اتضح أنه من سكان منطقة المعصرة، القريبة من حلوان، مسرح الحادث، كما هو مبين: "باستكمال جهود البحث تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة بالاستعانة بالتقنيات الحديثة وتتبع خط سير الهروب تحديد المتهم، مقيم بمنطقة المعصرة".

وأضافت: "عقب تقنين الإجراءات أمكن ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة، وأرشد عن الهاتف المحمول لدى عميله سيء النية، سائق، ومقيم بمنطقة المعصرة".

نقل السيدة إلى مستشفى لتلقي العلاج

وردًا على الموقف الشجاع للسيدة بشرى، قرر اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، نقلها بسيارة إسعاف مُجهزة طبيًا إلى مستشفى حلوان العام لاستكمال علاجها اللازم.

وقالت السيدة بشرى - خلال تلقيها العلاج في المستشفى -: "كنت رايحه السوق واتفاجأت بصوت صريخ شديد جدًا من بنتين، ويقولون حرامي بصوت عالي، مما دفعني للعودة إليهم، وكنت أفكر أنه خاطفهم، ووقفت قدامه، وكان همي أنقذ البنتين، وأوقعني على الأرض بالموتوسيكل بعد محاولتي لإيقافه، وبقول الحمدلله وهيترد لأحفادي وعيالي".

اعترافات المتهم

واعترف الجاني بارتكابه الواقعة، بهدف سرقة الهاتف المحمول من الفتاتين، في حلوان، وذلك أمام نيابة حلوان الكلية، كما اعترف بدهسه السيدة، قاصدًا الهروب من وراء ذلك.

وقال المتهم - في اعترافاته -: “أثناء قيادتي الموتوسيكل سرقت هاتفا من يد فتاة كانت تقف بأحد الشوارع، ثم لذت بالفرار، لكني فوجئت بسيدة تحاول إيقافي فصدمتا، وهاربت”.

وأضاف المتهم: "خوفت تمسكني هي والأهالي".

وأمرت نيابة حلوان الجزئية، بحبس المتهم بسرقة فتاة ودهس سيدة بمنطقة العزبة البحرية، في حلوان 4 أيام على ذمة التحقيقات.

عاجل