مجلة أمريكية: غواصة «ذئب البحر» النووية عرضة لـ«التكهين» بعد حادث بحر الصين

توقعت مجلة أمريكية، أن سلاح البحرية قد يتخلص من الغواصة النووية "كوينكتيكت"، التي تعرضت للاصطدام بجسم مجهول تحت سطح بحر الصين الجنوبي نظراً للأضرار الجسيمة التي منيت بها. 

وقالت مجلة "ميليتري ووتش" المتخصصة في الشؤون الدفاعية، إن الغواصة النووية المنتمية لفئة "ذئاب البحر"، التي تعد أغلى غواصات جرى إنتاجها على مستوى العالم باستثناء فرنسا، بتكلفة تراوحت ما بين 3 و5ر3 مليار دولار للواحدة، وينظر إليها بأنها درة تاج البحرية الأمريكية، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة اكتفت بتصنيع ثلاث غواصات فقط من إجمالي 29 غواصة كان مخططا إنتاجها، نظراً لكلفتها الباهظة. 

وتزن الغواصة "ذئب البحر" 8600 طن ويعمل عليها طاقم مكون من 140 فرداً، ومزودة بـ50 صاروخ كروز ومجموعات من الطوربيدات، صممت الغواصة الهجومية لتلبي احتياجات البحرية للإبحار بعيد المدى تحت سطح البحر.

وتسبب حادث اصطدام الغواصة أثناء وجودها تحت سطح بحر الصين الجنوبي في حرج بالغ للإدارة الأمريكية، وتم جلب الغواصة ونقلها إلى "قاعدة غوام البحرية"، وتقبع فيها حاليا وسط حالة من التعتيم الإعلامي، غير أن العديد من الشواهد تشير إلى أن الغواصة "تضررت بصورة شديدة للغاية"، على حد تعبير المجلة الأمريكية. 

ومن جهتها، تقول مجلة (فوربس) بشأن الحادث "إن العيوب في شكل الغواصة الأمريكية "كونيكتيكت" تعد أمراً جللاً، وليس مرغوباً الحديث عنه داخل سلاح البحرية، والتزام البحرية الصمت المستمر يضر أكثر مما يفيد"، كما أنه تلقي الضوء على قضية أن الحادث ربما "كان بسبب حادث ذاتي تعرضت له بسبب مشكلات مستديمة لم يتم علاجها داخل البحرية." 

من المقرر أن تنتهي قيادة السلاح من التحقيقات في ديسمبر المقبل، لكن حادث الغواصة "كونيكتيكت" يرجح له أن يتسبب في توتر واضطراب صناعة الغواصات في الولايات المتحدة وميزانية الدفاع. 

وتقول تقارير صادرة عن "معهد البحرية الأمريكية" إن الضرر كان جسيماً، وهو ما يثير تساؤلات بشأن ما إذا كانت الغواصة سيتم إصلاحها أم أنه من الأفضل التخلص منها (تكهينها) وفقاً لمعايير ضبط التكاليف، مثلما حدث مع حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس بونهوم ريتشارد"، من طراز "واسب"، التي جرى إحالتها إلى التكهين، في أعقاب اندلاع النيران على متنها في 2020 وارتفاع كلفة إصلاحها بصورة كبيرة. 

وهناك واقع بأن غواصات "ذئاب البحر" لم تعد تنتجها الولايات المتحدة، لذا فإن اللجوء إلى خيار عدم التخلص منها سيستلزم وجود قطع غيار لها، وهذا يعني إصلاح الأعطاب، وهو خيار لم يثبت نجاعته في ضوء ما تكشفه تجارب إصلاح الكثير من السفن المستعملة. 

وتعود مجلة "ميليتري ووتش" إلى الحديث عن عيوب الشكل والهيكل في الغواصة مبينة أن البدن السميك من الفولاذ المقوى، الذي اختير في تصنيعها بديلاً رخيصاً مقارنة بالتيتانيوم الذي تستخدمه السفن الروسية، جعل من البدن الخارجي للغواصة أكثر صعوبة في استبداله. 

وهنا تثير المجلة تساؤلات بشأن ما إذا ما جرى إصلاح الغواصة وإعادتها إلى الخدمة، فهل سيكون لديها نفس القدرات إذا قورنت بغواصة من فئة "ذئاب البحر" حديثة الإنتاج، ولاسيما في ضوء طبيعة تصميمها كغواصة ذات مواصفات شبحية. 

وتقول إن مثل تلك الشكوك قد تؤثر على قرار التخلص من الغواص أو الحفاظ عليها، ورجحت المجلة اللجوء إلى الاختيار الأول، مشيرة إلى أن ملابسات حادث الغواصة لا يزال يحيطه الغموض إلى حد كبير، إذ يرى محللون أن التقرير الرسمي الذي يقول إنها اصطدمت بجبل غير مدرج تحت سطح البحر يثير كثيراً من التساؤلات، بينما ذهب آخرون إلى التكهن بأنها ربما ارتطمت إما بمعدات استخراج نفطي تحت سطح البحر، وإما أنها ضُربت في هجوم- وهو ما تنكره البحرية- بنوع معين من المسيرات المنطلقة تحت سطح البحر.