رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

مفتي الجمهورية: القرآن الكريم حصن مصر وبركتها ودستورها

نشر
مستقبل وطن نيوز

 قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن القرآن الكريم حصن مصر وبركتها ودستورها، وكل من يدَّعي غير ذلك من الجماعات الإرهابية وخوارج العصر إنما يقول باطلا بما لا يعرف؛ فهو جاهلٌ يسعى لاستباحة دماء المصريين بدعوى مخالفة الشريعة الإسلامية والحكم بغير كتاب الله، فهؤلاء أبعد الناس عن شريعة الله وعن كتاب الله تعالى، حفظنا الله من شرورهم وأبقى لنا مصر العروبة والإسلام مصدر عطاء ورعاية للمواهب الواعدة.


وأضاف مفتي الجمهورية - في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم الـ28 التي تنظمها وزارة الأوقاف - إن الريادة المصرية في العناية بالقرآن الكريم لا تقتصر على السبق بإنشاء إذاعة خاصة له؛ ولا الاهتمامُ بتلاوته وسماعه فقط.


وتابع مفتي الجمهورية : بل لقد اتسع اهتمام مصر بالقرآن الكريم حتى أنشأت الكليات الأزهرية أقسامًا للتفسير؛ بل وكلية خاصة للقرآن الكريم تهتم بكل تفاصيل علوم القرآن الكريم تلاوةً وفهمًا وتفسيرًا وأحكامًا، ولم يعرف العالم الإسلامي مفسِّرًا أوصل القرآن الكريم غضًّا طريًّا إلى عقول وقلوب العالمين وأفهام المسلمين مثلما عُرف للشيخ الأزهري المصري محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى، كما صدَّرت مصر علوم القرآن ومعارفه إلى بلاد العالم أجمع حتى إلى البلد الذي أنزل الله فيه القرآن، وقد روى البخاري بسنده عن عُثمان بن عفان رضِي الله عنهُ قال: قال رسُول الله صلى الله عليهِ وسلم: "خيركُم من تعلم القُرآن وعلمه".


وقال مفتي الجمهورية، إن الله سبحانه وتعالى إذا كان قد اختص مكة المكرمة بإنزال الوحي الكريم على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لكنه اختص مصرنا بتلاوة القرآن الكريم وقدَّر له مكانة رفيعة في هذا الشأن من قديم الزمان.


وأضاف : لقد حبا الله أهل مصر بأرواحٍ زاكية وحناجر ذهبية جعلت قراء مصر العظام سادةً وسط القراء؛ قراء إذا ذُكرت أسماؤهم تحوَّلت إليهم أسماعنا وأنصتت إليهم قلوبنا؛ فهم يقرؤون القرآن غضَّا طريًّا كما أُنزل؛ وليس مثل المنشاوي والحصري وعبدالباسط والبنا ومصطفى إسماعيل ومحمد رفعت وطه الفشني؛ قراءٌ أمالوا القلوب إلى كلام المحبوب وملئوا الأسماع بنور كلماته؛ لكلٌّ منهم ذوقٌ وأداء خاصِّ؛ حتى صار كُلُّ واحد من هؤلاء القُراء العظام مدرسةً مستقلةً متكاملةً في الأداء القرآني الذي أحيا القلوب والأرواح في العالم الإسلامي كله بنور القرآن الكريم؛ فاللهم أثبهم عنا خير المثوبة وأجزل لهم عطاءك في جنانك، وقد روى مسلم بسنده عن عائِشة رضِي الله عنها قالت: قال رسُول الله صلى الله عليهِ وسلم: "الماهر بِالقُرآنِ مع السفرة الكِرام البررة".


وتابع مفتي الجمهورية وإذا كان المسلمون طوال تاريخهم قد اعتنوا بكتاب ربهم عنايةً عظيمةً: حفظًا ومدارسةً وفهمًا وتأملاً وتفسيرًا وتعلمًا وتعليمًا، فبه عملوا وامتثلوا، وعليه قامت حضارتُهم وقِيَمُهم؛ فإن مصرنا العزيزة كان لها الريادة في هذا الشأن في كل عصر؛ وأكبر مثال على ذلك أنه كان لها قصب السبق في إنشاء إذاعة خاصة للقرآن الكريم؛ قامت على هذه الحناجر الذهبية؛ تبث الخير والنور إلى العالم شرقًا وغربًا، وأخرجت مئات القراء الذين كُتبت أسماؤهم في سجلٍّ من نور كأفضل قراء القرآن الكريم في الدنيا.


وقال مفتي الجمهورية، إذا كانت مصر قد اعتنت من قديمٍ العناية التامة بالقرآن الكريم تلاوة وتعليمًا وحفظًا ودراسة وطباعةً ونشرًا؛ فقد كان من أثر ذلك أن صار القرآن الكريم في مصرنا منهجَ حياة وطريقَ علمٍ وعمل؛ فمع بداية إنشاء الدساتير ومعرفة القوانين في العصر الحديث اتخذ المصريون القرآن الكريم نبراسًا ومنهجًا ومصدرًا لتشريعاتهم وقوانينهم، ولم تنحرف مصر الأزهر أبدًا عن منهج القرآن وشريعة القرآن في كافة مناحي الحياة.

عاجل