رُخصة السجائر الجديدة تضع سوق التبغ المصري أمام تحولات في خريطة التدخين

وضعت كراسة شروط رخصة السجائر الجديدة، سوق صناعة التبغ في مصر أمام متغيرات تاريخية، تُنهي بها استحواذ الشركة الشرقية للدخان – المُصنع الوحيد للسجائر في مصر – على سوق الإنتاج الذي بدأ منذ تاريخ التأسيس بمرسوم السلطان أحمد فؤاد في 12 يوليو 1920، وتبشر بدخول منتجات عصرية للسوق المصرية عبر منتجات التبغ المسخن والتدخين الإلكتروني.

وحصل «مستقبل وطن نيوز» على صورة ضوئية كاملة لـ«كراسة الاشتراطات والمواصفات لطرح رخصة إنتاج السجائر» من الهيئة العامة للتنمية الصناعية، وذلك قبيل أسابيع من موعد الفض الفني في 23 يناير المقبل، وإجراء المزايدة 3 أبريل المقبل بمقر الهيئة بالقاهرة.

اتساع الطاقة الإنتاجية بـ50 مليار سيجارة جديدة

وأبقت هيئة التنمية الصناعية، على اشتراطات رخصة السجائر الجديدة، بعد 3 تعديلات سابقة، إلا من تعديلات طفيفة، حيث تتيح الرخصة دخول منتج جديد للسوق المصري، كسر استحواذ المُنتج الوحيد «الشركة الشرقية للدخان» والدفع نحو وجود منتجين جدد لتعزيز المنافسة، ويتيح نوع جديد من التدخين عبر السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن.

تضمنت الاشتراطات العامة، أن تكون الشركة المتقدمة شركة مساهمة منشأه أو تحت التأسيس، في وقت نوهت الهيئة العامة للتنمية الصناعية، أنه لن يتم دراسة أي طلبات تتضمن أسماء شركات مجهولي الجنسية، على أن تحصل على الطاقة الكهربائية اللازمة للمشروع بواسطة الدولة وفقاً لأسعار المجلس الأعلى للطاقة، وأن تلتزم الشركة بتوصيل الكهرباء على نفقتها، فيما تضمنت الاشتراطات الخاصة للرخصة منح الشركة الشرقية للدخان، نسبة مساهمة 24% من رأس مال الشركة الفائزة بالرخصة.

تعزيز المنافسة برفع جودة المنتجات يخدم المستهلك

في البداية، يقول اللواء محمد الزلاط، رئيس هيئة التنمية الصناعية، إن الهدف من الرخصة الجديدة هو تعزيز المنافسة بسوق إنتاج السجائر في مصر، ودفع الشركات العاملة نحو زيادة كفاءة التشغيل والحرص على الاستمرار في المنافسة، برفع جودة المنتجات في السوق المحلية، وهو ما يخدم المستهلك النهائي، ويحقق مبدأ الصحة العامة للمدخنين، حيث تدفع الرخصة الجديدة نحو مزيد من الالتزام بمعايير الجودة العالمية المطابقة لاشتراطات منظمة الصحة العالمية.

يضيف رئيس هيئة التنمية الصناعية، في مقدمة الرخصة، أن السوق المصرية آخذة في النمو، وأن المتوقع هو زيادة الاستهلاك والطلب المحلي على السجائر ومنتجات التبغ، بنحو 4 مليارات علبة سجائر، بنسبة نمو 7 في المئة، سنوياً، وأن زيادة الطلب تشير إلى أن السوق المصرية ستستحوذ على المركز 16 على الصعيد العالمي، من بين أكبر الأسواق إنتاجاً.

ودخن المصريون، نحو 51 مليار سيجارة خلال أول 9 أشهر من العام المالي الجاري، بزيادة تصل لـ4 مليارات سيجارة زيادة عن نفس الفترة من العام المالي الماضي، وذلك من إنتاج الشركة الشرقية للدخان «إيسترن كومباني» فقط، دون حساب ما دخنه المصريون من سجائر الشركات الأخرى مثل «فيليب موريس» و«جابان توباكو».

منتجات تدخين عصرية تدخل السوق المصرية

وبحسب كراسة شروط رخصة السجائر الجديدة، تتيح الرخصة للشركة الفائزة حق تصنيع السجائر التقليدية الشعبية، السجائر الإلكترونية بالسائل الإلكتروني ومنتجات التبغ المسخن، بطاقة إنتاجية قصوى 50 مليار سيجارة كل عام، على أن تحصل الشركة الشرقية للدخان في المقابل على حق تصنيع السجائر الإلكترونية متضمنة السائل الإلكتروني، منتجات التبغ المسخن ومعدات تسخين التبغ، دون أن تشمل الرخصة حق تصنيع المعسل.

في المقابل تلتزم الدولة بعدم طرح أي رخص جديدة لصناعة كل أو جزء من المنتجات التبغية من السجائر التقليدية، السجائر الإلكترونية متضمنة السائل الإلكتروني ومنتجات التبغ المسخن ومعدات تسخين التبغ، على أن تحصل الشركة الفائزة على حق شراء أو استئجار بعض الأصول غير المستغلة لدى الشركة الشرقية للدخان لإنتاج السجائر الفاخرة.

«دي رخصة الطبطة على المستثمر».. لم يجد إبراهيم إمبابي، رئيس شعبة الدخان بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية، أدق من هذا التعبير للدلالة على المزايا والحوافز التي أتاحتها كراسة شروط الرخصة الجديدة للسجائر، والتي يتحفظ على أحد بنودها وهو إشراك «الشرقية للدخان» في رأس مال الشركة الجديدة، إلا أن مراقبين، اعتبروا في تصريحات لـ«مستقبل وطن نيوز» أن المزايا التي تحملها الرخصة «تنافسية» وتشجع المستثمرين على دخول السوق، بدعم من التيسيرات التي أتاحتها كراسة الشروط وفي مقدمتها حق إنتاج السجائر التقليدية والإلكترونية معاً، وهو ما ذهب إليه هاني أمان، الرئيس التنفيذي لـ«إيسترن كومباني».

حزمة متنوعة من المنتجات الجديدة تدخل السوق

يضيف هاني أمان في تصريحات لـ«مستقبل وطن نيوز» إن إصدار التراخيص الصناعية حق مكفول للدولة، فهي تصدر التراخيص في الصناعات التي ترى أنها تحتاج إلى وجودها، مشيراً إلى أن الشركة لديها حزمة متنوعة من المنتجات بصدد طرحها الفترة المقبلة، والعزم على دخول أسواق جديدة.

وأوضح «أمان» أن الشركة لم تُقصر، وحققت أداءً إنتاجياً وتشغيلياً غير مسبوق على صعيد المبيعات، وإجمالي عائداتها تجاوز 70 مليار جنيه، وسددت ضرائب أكثر من العام الماضي، بنحو 14.5 في المئة، لافتاً إلى أن الصناعة في تطور دائم رغم التحديات العالمية، وأن السوق يواصل النمو ويبشر بأداء بيعي كبير الفترة المقبلة.