تعافي التجارة العالمية يبشر قناة السويس بارتفاع إيراداتها من العملة الصعبة

بينما تعرب منظمة التجارة العالمية، عن تفاؤلها باستعادة النشاط التجاري مستويات ما قبل الجائحة، يرى اقتصاديون، أن قناة السويس بما تملكه من مزايا جعلتها الممر الأفضل لمرور السفن عالمياً، ستستفيد من تعافي حركة التجارة العالمية، وينعكس ذلك على إيرادات القناة، كونها أحد أهم مصادر النقد الأجنبي للبلاد، في ظل التطبيق المزمع أول العام لقرار زيادة رسوم المرور 6%.

وقالت منظمة التجارة العالمية، إن انتعاش النشاط الاقتصادي في جميع أنحاء العالم أدى إلى ارتفاع حجم التجارة إلى مستويات ما قبل الجائحة، متوقعة نمو حجم تجارة البضائع العالمية بـ 10.8% هذا العام و4.7% في 2022، بعدما كانت قد توقعت في مارس الماضي نمو حجم التجارة بـ 8% في 2021.

قناة السويس بما تملكه من مزايا على رأس المستفيدين من التعافي

قال د. محمد خشبة، الخبير الاقتصادي، في تصريحات لـ"مستقبل وطن نيوز" إن العالم بدأ في استعادة نشاطه الطبيعي على جميع الأصعدة، بما فيها النشاط الاقتصادي وحركة التجارة العالمية، تقريباً بمستويات ما قبل الجائحة، ومن الطبيعي أن تكون قناة السويس بما تملكه من مزايا لوجستية وتنافسية على رأس المستفيدين من هذا التعافي.

وتمتلك وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، استراتيجية لتنمية قناة السويس بخطة العام المالي الحالي 21/2022، وهو العام الرابع من الخطة متوسطة المدى للتنمية المستدامة (18/2019- 21/2022).

أضاف الخبير الاقتصادي، أن قناة السويس تعد أسرع وأقصر الطرق وأمثلها أمام السفن المارة من الشرق إلى الغرب، وهو ما أهلها للاستحواذ على 10% تقريباً من حركة البضائع المنقولة بحراً على مستوى العالم، وهو ما يعني أن تعافي حركة التجارة العالمية يدفع نحو زيادة إيرادات القناة من العملة الصعبة.

القناة تستحوذ على 100% من تجارة الحاويات بين آسيا وأوروبا

وتستحوذ قناة السويس على 10% من إجمالي حركة التجارة العالمية، وما يُناهز 25% من إجمالي حركة البضائع المحواة عالميًا، و100% من إجمالي تجارة الحاويات المنقولة بحرًا بين آسيا وأوروبا، بالإضافة إلى كونها من أهم حلقات سلاسل الإمداد العالمية نظرًا لموقعها الجغرافي المتميز كقناة ملاحية تربط بين البحر المتوسط عند بورسعيد، والبحر الأحمر عند السويس، وما توفره القناة من خدمات ملاحية للسفن والناقلات العابرة.

من جانبه، قال د. هشام إبراهيم، الخبير الاقتصادي، إن الدول الصناعية الكبرى كالصين، تعمل على استعادة معدلات نمو نشاطها الاقتصادي، وإعادة بناء مخزونها من المواد الخام، وهو ما يفسر الزيادة المتوقعة في حركة التجارة العالمية.

أضاف د. هشام إبراهيم في تصريحات لـ"مستقبل وطن نيوز" أن التوسعات في ميناء شرق بورسعيد والسخنة وموانئ المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، يجعل هذه المنطقة أكثر من مجرد معبر أو ممر ملاحي للسفن، وهو ما يعود على خزانة الدولة بإيرادات قوية.

أعلى إيراد سنوي في تاريخ القناة بلغ 5.84 مليار دولار

ونمت إيرادات قناة السويس بنسبة 11.6% خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، لتسجل 4.1 مليار دولار، مقابل 3.7 مليار دولار في الفترة المماثلة من العام الماضي، وبلغ عدد السفن التي عبرت القناة منذ يناير وحتى أغسطس 2021 بلغ 13.3 ألف سفينة، مقابل 12.5 ألف سفينة لنفس الفترة من العام الماضي، بنمو نسبته 6.7%.

وخلال العام المالي 2021/2020 حققت قناة السويس أعلى إيراد سنوي في تاريخها بلغ 5.84 مليار دولار، مقابل 5.72 مليار دولار خلال العام المالي السابق عليه، وشهدت مرور 2519 سفينة خلال النصف الأول من 2021.

6% زيادة في رسوم مرور السفن اعتباراً من 2022

وقال رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، إن الهيئة قررت زيادة رسوم عبور السفن للقناة في عام 2022، بنسبة 6%، مقارنة بالعام الحالي. 

وأضاف في بيان سابق، أن الزيادة سيبدأ تطبيقها من فبراير المقبل، ولن تشمل ناقلات الغاز الطبيعي المسال ولا سفن الرحلات السياحية.

وارتفعت ناقلات الغاز الطبيعي المُسال بنسبة 24%، وزادت سفن الحاويات بنسبة 9.7%، فيما ارتفعت أعداد حاملات السيارات خلال تلك الفترة بنسبة 27.8%، وزادت سفن الصب الجاف بنسبة 5% خلال تلك الفترة.