رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

البابا تواضروس الثاني.. 9 سنوات من الحكمة والوحدة الوطنية

نشر
البابا تواضرس الثاني
البابا تواضرس الثاني

عندما يرضى القدر على الأوطان؛ فيمن عليها باختيار الرجال في أوقات الأزمات والشدائد، وتعرف الرجال بالمواقف والوعد والكلمة.

“قضاء الله في كلمة، الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة، الكلمة فرقان مابين نبي وبغي، بالكلمة تنكشف الغمة، عيسى ما كان سوى كلمة أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فصاروا يهدون العالم”، بهذا الكلمات من مسرحية الحسين ثائرا تحدث الأديب عبدالرحمن الشرقاوي، عن قيمة الكلمة عندما تخرج من الرجال لتكشف مدى أهمية مقولة البابا تواضرس الثاني الخالدة في ذاكرة الأمة: "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن".

البابا تواضرس الثاني 

اليوم، تمر 9 سنوات على جلوس البابا تواضرس الثاني في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومنذ ذلك الحين أصبحت الكنيسة المصرية محط أنظار العالم بأسره، على المستويين السياسي والكنسي، نظرًا للقيمة العالمية لذلك.

مواقف وطنية عديدة خاضها البابا تواضروس الثاني منذ توليه المنصب؛ حيث عبر من خلاله عن دور الكنيسة في خدمة الوطن، ودرجة الانتماء والغرض منها، والمصالح الوطنية بالدرجة الأولى، ليثبت للعالم أن الكنيسة جزء وركيزة مهمة من أركان الدولة المصرية.

جاءت حكمة البابا تواضروس الثاني بعد أشهر قليلة من توليه المنصب، وتعرضت الكنائس المصرية لهجوم وحشي من قبل الجماعة الإرهابية، وهنا ظهرت محبته لوطنه ومدى حكمته، في تجاوز الأزمات، وقد اشتهر بقوله: "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن".

البابا تواضرس الثاني 

وللبابا تواضروس مواقف وطنية فى العديد من الأزمات؛ منها حادث تفجير الكنيسة البطرسية الذي وقع في ديسمبر ٢٠١٦؛ حيث أعلن وقتها وقوفه بجانب الدولة ومؤسساتها في محاربة الإرهاب، وإيمانه بالدور الكبير الذي تقدمه الدولة للعبور من تلك الأزمات.
 

البابا تواضرس الثاني 


وعقب تفجير البطرسية وتحديدا في مارس من عام ٢٠١٧، استقبل البابا تواضروس المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالكاتدرائية، وأكد لها أن أوضاع المسيحيين المصريين تحسنت مع ثورة 30 يونيو 2013، التي قام بها الشعب المصري مسلمون ومسيحيون، وحماها الجيش المصري، وهناك خطوات جدية لتحقيق ذلك منها إقرار أول قانون لبناء الكنائس في مصر، وزيارات الرئيس للكاتدرائية في الأعياد، وإصلاح الدولة للكنائس التي أحرقت ودمرت، وهناك خطوات أخرى تعبر عن المواطنة الكاملة، وعدم التمييز والمساواة، وإننا جميعًا كمصريين مسلمين ومسيحيين نعمل على بناء مصر الحديثة، وتحاول الكنيسة مع الدولة أن تحل بعض المشكلات من أجل أن تحيا مصر في أفضل صورة.


وأيضا عقب تفجير كنيستى مارجرس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية، الذى راح ضحيته عشرات الضحايا والمصابين، خرج علينا كعادته، مشددًا على أن مثل هذه الحوادث لن تمس النسيج الواحد للمصريين، ووقوف الكنيسة بجانب الدول.

البابا تواضرس الثاني 

وعقب وقوع الحادث الإرهابي الذي وقع نوفمبر الماضي بمسجد الروضة بالعريش، أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية دق جميع أجراس الكنائس؛ وذلك تضامنا مع الأخوة في الوطن، وحزنا على أرواح شهداء مسجد الروضة بالعريش.


وفى ديسمبر الماضى، أصدرات الكنيسة القبطية بيانا لرفضها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، معربة عن تضامنها الكامل مع الأشقاء العرب؛ حفاظا على مشاعر الملايين من الشعوب العربية تجاه هذا القرار.


وأعربت الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية، وقتها وعلى رأسها البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن قلقها البالغ بشأن القرار الصادر من الإدارة الأمريكية للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، الأمر الذي يتعارض مع جميع المواثيق الدولية بشأن القدس.

البابا تواضرس الثاني 

وقالت الكنيسة إن ذلك الاتجاه سيؤدي إلى نشوء مخاطر كبيرة تؤثر سلبًا على استقرار منطقة الشرق الأوسط بل والعالم ككل.

ودعت إلى ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية في هذا الشأن، والسير في طريق التفاوض كسبيل أمثل لإقرار الوضع العادل الذي يتوافق مع الحق التاريخي لمدينة القدس وبلوغ لحل عادل وسلام شامل.

 

ولم تكتف الكنيسة بهذا البيان لتثبت احترام مشاعر الملايين من العرب في الحفاظ على هوية القدس العربية، بل أصدرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بيانا اليوم أكدت فيه أن القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية بخصوص القدس، جاء في توقيت غير مناسب دون اعتبار لمشاعر الملايين من الشعوب العربية.

البابا تواضرس الثاني 

وأكدت الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية اعتذارها عن عدم استقبال مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، خلال الزيارة المزمع القيام بها في ديسمبر الماضي.


وقالت الكنيسة في بيانها: «نصلي للجميع بالحكمة والتروي في معالجة  القضايا التي تؤثر على سلام شعوب الشرق الأوسط، إله السلام يعطينا السلام في كل أوان ويحفظ الجميع في خير وسلام».
 

عاجل