رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

غادر البيت بعد انفصال والديه.. شاب كفيف يعود إلى أسرته بعد غياب 18 عاما (القصة الكاملة)

نشر
مستقبل وطن نيوز

في سنواته الأولى لم يعان محمد من فقد بصره، كان والده ووالدته بمثابة عينيه اللتين يرى بهما كل شيء، إلا أن انفصال أبويه في السابعة من عمره جعل رقعة الظلام تتسع من حوله، كان يبكي طيلة الليل وهو في حجرته دون أن يشعر به أحد، وفي الصباح يخرج من البيت قاصدا أمه في القرية المجاورة، أحيانا يصل إليها ويرتمي بين أحضانها ليستنشق حنانها، وأحيانا كثيرة يتوه ويتولى أبناء الحلال إعادته إلى والده، وفي إحدى المرات ذهب محمد بلا عودة.

انفطر قلب الأم، وكاد الأب أن يفقد عقله، وهو يبحث عنه مع أبناء قرية كفر الجديد بميت سليل في محافظة الدقهلية لكن الأيام والسنوات الطويلة مرت دون أن يعثر أحد على أثره، ضاع في عالم لا يعلمه أحد!

وتقدم والده إبراهيم أحمد حجازي ببلاغ إلى قسم الشرطة، وبحث عنه  رجال الداخلية  في الأماكن التي يتردد عليها، لكن النتيجة في النهاية أنه غير موجود، وكأن الأرض انشقت وابتلعته، اعتبره الكثيرون ميتا إلا أن قلب الأب كان يقول له إنه حي، ودائما ما كان يشاهده في المنام يطمئنه على حاله، يسأله عن مكانه، وقبل أن يرد عليه، يستيقظ فجأة من النوم.
 

18 عاما عاشها الأب والأم في عذاب لا تستطيع الجبال أن تتحمله حتى جاءت البشارة، وعاد الغائب بعد كل تلك السنوات الطويلة، عاد بملامح مختلفة، لكن بنفس العينين المجهدتين من كثرة البكاء، عاد وهو شاب عمره 26 عاما، يحفظ اسم أبويه وقريته، في الوقت الذي أكدت فيه نتائج تحليل الـ"DNA" أنه الابن المنتظر. 
 

وبعد تطابق التحاليل كلف الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي وائل عبدالعزيز بتسليم الشاب لأسرته من مكان وجوده بجمعية رعاية المكفوفين بمحافظة كفر الشيخ التي تولت رعايته خلال فترة فقدانه في السنوات الماضية.
 

بكى الأب وهو لا يتوقف عن تقبيل ابنه، وزغردت نساء القرية، وجاء المهنئون من كل مكان ليشاهدوا المعجزة، ويتحدثون عن القصة العجيبة، أما مشايخ القرية فتذكروا قصة النبي يوسف الذي عاد إلى والده يعقوب عليهما السلام. 
 

واستقبل محافظ الدقهلية، بمكتبه اليوم الثلاثاء، المواطن محمد إبراهيم أحمد حجازي " الكفيف" ووالده، بعد أن تبني على مدار الفترة الماضية إنهاء كافة إجراءات عودة المواطن لأسرته، في حين تكفلت المحافظة بمصاريف التحليل.

وكشف إبراهيم أحمد حجازي والد الشاب الكفيف العائد بعد غياب لأكثر من 18 سنة أن نجله كان يستقل بعض السيارات للذهاب إلى والدته بسبب انفصالي عنها، وكان دائم الخروج والتأخير، وبعض الأهالي تعيده مرة أخرى، ولكن المرة الأخيرة ذهب ولم يعد، وظللت طوال 18 سنة أبحث عنه فى كل مكان.
 

وقال الأب إنه حرر بلاغا بغياب نجله، وكل فترة يتوجه إلى قسم الشرطة، ظل على هذه الحالة طوال مدة غيابه.
 

وأضاف الأب حمدت الله أن وصلت إلى ابني بعد هذا الغياب الكبير، مضيفا أنه لم يفقد الأمل فى العثور عليه طوال هذا الفترة.
 

يأتي ذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتقديم كافة أوجه الرعاية للحالات الإنسانية، وتلبية مطالبهم واحتياجاتهم بالمحافظات، وفي إطار تكليفات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، وبالمتابعة المستمرة من اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية في هذا الشأن.
 

وعبرمحافظ الدقهلية، عن سعادته بعودة الابن لذويه، ولم شمل الأسرة مؤكدا علي تقديم كافة أوجه الرعاية والمساندة له ولأسرته، وكلف وكيل وزارة التضامن الاجتماعى الذي حضر الاستقبال بتوفير كافة احتياجات الأسرة وتقدم كافة أوجه الرعاية والدعم المطلوب لأسرة المواطن.

وأكد محافظ الدقهلية على تقديم كافة أوجه الدعم والرعاية لكافة الفئات المستحقة للمساندة من أبناء محافظة الدقهلية، وأن المحافظة بكامل أجهزتها تبذل الجهود الكبيرة لرعاية الحالات الإنسانية؛ وذلك بالتعاون والتنسيق المستمر مع المجتمع المدني والجمعيات الأهلية بهدف تقديم الرعاية لهم؛ تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية التي تضع هذه الفئات فى مقدمة الأولويات.

حضر الاستقبال العميد محمد هجرس رئيس مركز ومدينة ميت سلسيل، ونواب رئيس المركز، وأعضاء فريق التدخل السريع بمديرية التضامن الاجتماعي بالدقهلية.

 

 

عاجل