رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

المفتي: تجديد الخطاب الديني ليس معناه التبديد

نشر
 مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن تجديد الخطاب الديني ليس معناه التبديد أو التضييق، وإنما توصيل الدين في شكله الحضاري الذي قصده الله عز وجل، مطالبًا رجال الدين بأن ينفضوا عن الدين الغبار الذي علق به فترة من الزمن وتقديمه في ثوب يناسب لغة العصر.

جاء ذلك خلال مشاركته اليوم الثلاثاء في ندوة نظمتها جامعة السويس بعنوان "الشباب وبناء الأوطان" بحضور الدكتور السيد الشرقاوي رئيس جامعة السويس، ونواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات والطلاب وعقدت بقاعة المؤتمرات بالجامعة.

ودعا الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، الشباب إلى التسلح بالعلم باعتباره الأساس الذي يتكسر على جداره كل المفاهيم المغلوطة، مشيرًا إلى أنه لو فتح كل شاب مواقع التواصل سيجد أفكار سلبية، وإن لم يكن متسلحا بالعلم فسوف تسلب العقول، فالعلم وحده يمكن أن يقاوم كل الأفكار المغلوطة، ويأتي بالمعايير والمنهجية وبدونه لن نقدر على مواجهة التحديات.

وأضاف مفتي الجمهورية - بحسب بيان للجامعة اليوم الثلاثاء - إن تجديد الخطاب الديني، ليس معناه التبديد أو التضييق، وإنما توصيل الدين في شكله الحضاري الذي قصده الله عز وجل، وننفض عن الدين الغبار الذي علق به فترة من الزمن مطالبًا رجال الدين بتقديم الدين في ثوب يناسب لغة العصر، لافتًا إلى أن دار الإفتاء تنشر عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي رسائل للمواطنين وخاصة الشباب، في مقاطع وفيديوهات مدتها دقيقتين، تيسيرًا على المتابعين، ومن أراد التعمق فيها فإن للمنشور ظهير مطول مستغرق لعشرات الصفحات وموثق لكن من يريد التوثيق والتعمق.

وشدد المفتي على ضرورة أن يخاطب العالم ورجل الدين الناس على قدر عقولهم، فالجلوس مع البسطاء والعوام له لغة ومصطلحات والجلوس مع رجال العلم له مصطلحات أخرى.

وردًا على سؤال أحد الطلاب عن عقيدة الأشاعرة، أوضح المفتي أن الأشاعرة مدرسة تبناها الأزهر الشريف على مدار الزمان، وما تمتاز به العقيدة الأشعرية أنها ترى أن من قال لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فقد دخل في الإسلام ولا يخرج منه إلا إذا أنكر الشهادة، لافتا إلى أن القضاء وحده هو من يحكم عليه في ذلك.

وأشار علام إلى أن العقيدة التي يتبناها الأزهر الشريف هي صمام أمان لعدم تكفير الناس، محذرًا من الوصول إلى مرحلة تكفير المواطنين واستباحة الدماء والأعراض، فلا يمكن لأي جماعة أن تحكم على الناس وتقول إن هؤلاء كفار وتقاتلهم فأمر القتال بداية ونهاية في يد ولي الأمر وليس في يد جماعة أو فئة وإنما في يد الدولة.

وتطرق إلى سؤال عن زيادة حالات الطلاق خاصة بين الشباب، فأجاب بأن دار الإفتاء المصرية أدركت ذلك الأمر وعملت على وضع حلول لتلك المشكلة منذ عام 2014، حيث لوحظ أن حالات طلاق تزداد مع السنوات الأولى للزواج، وقد نظمت دار الإفتاء 13 دورة للمقبلين على الزواج والمتزوجين حديثا، منوهًا إلى أن الدورات التأهيلية على الزواج ضمت أساتذة في علم الاجتماع، وعلم النفس وأستاذة في إدارة الأزمات وتخصصات أخرى علمية تساعد الزوجين على فهم مسؤوليتهما وحقوقهما ودور كل منهما تجاه الآخر، وبمرور الوقت رأينا احتياجنا لتخصصات كثيرة فأنشأت وزارة التضامن الاجتماعي مشروع "مودة" لتأهيل المقبلين على الزواج.

وحذر الدكتور علام الشباب من الوقوع في فخ تلقين المعلومات والتأثر بما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي وهو ليس بعلم ولا اجتهاد، محذرا من أن بعض الشباب يجذب أقرانه بمجرد قراءة كتاب أو سماع محاضرة من الإنترنت وهو غير ملم بمجال العمل الذي يتحدث فيه.

واستشهد المفتي بوصف الإمام الشافعي للعلم بأنه يحتاج إلى الجلوس أمام الأساتذة والشيوخ والصبر عليهم وعلى مناقشتهم ولا يصبح الفرد عالم بين يوم وليلة وإنما يحتاج إلى زمن، ناصحًا إياهم بضرورة مواجهة الشائعات بالعلم، كُل في تخصصه للوصول إلى النجاح وإلى التميز بما يحقق تقدم البلاد.

عاجل