خاص| دعوات لمساندة صغار مربيي الماشية بعد تراجع المستورد من اللحوم

دعت تقارير اقتصادية لـ"الغرف التجارية"، الحكومة إلى مساندة صغار المربين الذين تكبدوا خسائر ضخمة بسبب الموجة التضخمية في العالمية الأسعار، في ظل تراجع الاستيراد بسبب مخاوف الحمى القلاعية وجنون البقر التي ضربت البرازيل أحد أبرز الوجهات الاستيرادية البارزة. 

وكشف التقرير الشهري للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن ارتفاع معدل التضخم الشهري (1.6%) لشهر سبتمبر 2021 لترتفع أسعار مجموعة الخضروات بنسبة (23.5%)، و مجموعة اللحوم والدواجن بنسبة (3.2%)، مجموعة الفاكهة بنسبة (1.7%)، مجموعة الألبان والجبن والبيض بنسبة (0.8%)، مجموعة الزيوت والدهون بنسبة (0.3%) و ارتفاع أسعار مجموعة الأدوات الزجاجية وأدوات المائدة والأدوات المنزلية بنسبة (0.5%).

استيراد الماشية بأسعار معتدلة

وشددت الغرف فى تقارير - اطلع عليها "مستقبل وطن نيوز" - على ضرورة تفعيل العلاقات التجارية مع دول الجوار مثل السودان والصومال بحيث يتاح استيراد الماشية بأسعار معتدلة وهو ما يجب على الدولة التركيز عليه، بعد مواصلة ارتفاع أسعار اللحوم فى السوق المحلى.

اقترح سيد النواوى نائب رئيس شعبة المستوردين بالغرف التجارية، فى تصريحات خاصة لـ"مستقبل وطن نيوز" تخفيض الرسوم على شهادة الحلال - الافراج المسبق- وغيرها من الرسوم والتوسع في الإنتاج الداجني، خاصة أن مصر تستورد ما يقارب 700 ألف طن سنويا من اللحوم وتستورد مصر نصف هذه الكمية تقريباً من دولتي البرازيل والهند، بينما يتم استيراد باقي الكمية من من دول أخرى مثل أستراليا ونيوزيلاندا والسودان وأمريكا وأوكرانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وإيرلندا وبولندا وكندا.

مخاوف الحمى القلاعية بالبرازيل تعمق الأزمة

وسبق أن دفعت مخاوف الحمى القلاعية وجنون البقر، مستوردي اللحوم في مصر، إلى تحويل وجهتهم الاستيرادية مؤقتا نحو الهند بدلا من البرازيل، التي تشهد ارتفاعا في إصابات الحمى القلاعية بين الماشية هناك، وهو ما أربك سوق اللحوم المستوردة، وأدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل طفيف الفترة الماضية، في ظل وجود فجوة كبيرة بين أسعار اللحوم البرازيلية ونظيرتها الهندية.

وأوضح النواوي، أن تراجع أسعار الأسماك والدواجن يقلل الضغط على اللحوم، من خلال الحد من زيادة الطلب على اللحوم الحمراء، مطالباً بالتوسع في الاستزراع السمكي الفترة المقبلة جنباً إلى جنب مع تربية الدواجن.

وتعتمد مصر في وارداتها من اللحوم المجمدة على الواردات من البرازيل بنسبة بين 50 و60 بالمئة، وتصل وارداتها من اللحوم البرازيلية إلى نحو 150 ألف طن سنويا، طبقا لبيانات الشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية، بينما تستورد 100 ألف طن من الهند، إضافة إلى واردات اللحوم من أستراليا ونيوزيلندا وأوروجواي وبارجواي.

تراجع في الكميات المستوردة من المجمدات

فى سياق متصل، قال أحمد صقر نائب رئيس غرفة الإسكندرية التجارية، في تصريحات لـ"مستقبل وطن نيوز" إن هناك تراجعا في الكميات المستوردة من المجمدات في السوق المحلى مما يؤثر على حجم المعروض منها، وقال إن ما تم رصده من حركة الموانئ يؤكد هذا التراجع الكبير في العملية الاستيرادية لتلك السلع.

وأعلنت البرازيل مؤخرا، اكتشاف حالتي إصابة بمرض «جنون البقر»، وأخطرت رسميا المنظمة العالمية لصحة الحيوان بذلك.. وعلقّت صادراتها من لحوم الأبقار إلى الصين بعد ذلك الاكتشاف، انطلاقا من الاتفاقية الثنائية الموقعة بين البلدين.

وأشار أحمد صقر إلى أن مستوردي اللحوم الحية يعانون من ارتفاع رسوم الاستيراد والنقل وتراجع الواردات في ظل منافسات ومضاربات عالمية في الأسعار والأفضلية تمنح من قبل الدول الموردة للحوم كالبرازيل لدول كالصين أكبر مستهلك عالمي في استيراد اللحوم.

تكوين مخزون احتياطي يغطي جزء من الاستهلاك

وفي سبتمبر الماضي، أشار تقرير صادر عن وزارة الزراعة، ممثلة في هيئة الخدمات البيطرية، إلى وجود تراجع كبير في معدلات استيراد الماشية الحية من الخارج، إذ تقلصت الأعداد إلى 206 آلاف رأس ماشية سنويا من البقر المعد للذبيح مقابل 520 ألف رأس بعد نجاح مشروع البتلو.

ولفت نائب رئيس غرفة الإسكندرية التجارية، إلى أن مصر تستورد 200 ألف طن لحوم سنويًا يقوم المستوردين بزيادتها، وأن تكلفة النقل للحوم ارتفعت بصورة مبالغ فيها، وطالب بضرورة العمل على تكوين مخزون احتياطي يغطي جزء من الاستهلاك خلال الشهر القادم لاحتياج البلاد للحوم خاصة فى عيد الأخوة الأقباط والكريسماس مطلع العام القادم، وبعدها دخول شهور رجب وشعبان ورمضان الأكثر استهلاكا للحوم.

وتباع اللحوم المجمدة الشعبية البرازيلي (درجة ثانية) بسعر 85 جنيها، والهندي يباع بسعر  53 جنيها للكيلو بالمقارنة بسعر اللحوم الخلفي، التى تلقى إقبالا كبيرا من جانب القرى السياحية والفنادق ومنها «الوش والسمانة و الفليتو، والضهر والكلاطة والرزبييف» ليباع الوش البرازيلي بسعر 100 جنيه، وكذلك «السمانة والفليتو والرزبييف» بسعر 200 جنيه.