رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«التعليم الموازي».. كل ما تريد معرفته عن النظام الجديد

نشر
التعليم الموازي في
التعليم الموازي في مصر

التعليم الموازي في مصر .. مفهوم ومصطلح جديد بدأ ينتشر في مصر، مثيرًا حالة من الجدل بين مؤيد ومعارض، بالإضافة لطرحه العديد من علامات الاستفهام عند آخرين لا يعلمون عنه شيئًا، ويرغبون في معرفة معلومات أكثر عن التعليم الموازي، ما الذي يمكن أن يقدمه للعملية التعليمية في مصر.

دول عربية عديدة سبقت مصر في تطبيق فكرة التعليم الموازي، رغم أن أول مرة يظهر فيها مصطلح التعليم الموازي في مصر كان عام 2005، بمؤتمر تطوير التعليم العالي الذي عقد بمكتبة الإسكندرية، وحضر الجلسة الافتتاحية الرئيس الأسبق حسني مبارك، والدكتور أحمد نظيف رئيس وزراء مصر حينها، والدكتور عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالي.

ما هو التعليم الموازي

فكرة برنامج التعليم الموازي، تتلخص في توفير أماكن للطلاب للالتحاق بالجامعة بمصاريف دراسية أعلى من التي يدفعها الطالب العادي في نفس الكليات بالجامعات الحكومية، مقابل إعفاء الطالب من عدد من شروط القبول. وطُبّق هذا النظام في عدة دول عربية، ويُمنح طلاب التعليم الموازي نفس الشهادة التي يحصل عليها الطلاب الملتحقين ببرامج التعليم التقليدي.

التعليم الموازي

ويوفر التعليم الموازي نفس عدد الجامعات الحكومية الموجودة بالتعليم التقليدي، ويمنح الطلبة الخريجين منه شهادة البكالوريوس أو ما يوازيها، أو شهادة الماجستير أو الدكتوراه أو ما يوازيهما من الجامعة الحكومية، وذلك بعد دراسته لمقرّرات التعليم التقليدي نفسها وبالأسلوب ذاته.
 

‏‎التعليم الموازي للأطفال
 

ويشتهر التعليم الموازي أيضًا بـ"التعليم مقابل المال"، بسبب أن الطالب المنتسب للتعليم الموازي يجب أن يتحمل جميع المصاريف الكاملة التي تتطلبها فترة دراسته، كما يختلف التعليم الموازي عن التعليم التقليدي في شكل وعدد ساعات الحضور والمحاضرات المسائية والصباحية.

المؤيدين لفكرة برامج التعليم الموازي، يصفونه بـ"أفضل النظم التعليمية"، موضحين أنه يحرر الطالب من الكسل والملل الذي ينتابه في برامج التعليم التقليدي.

كما يري المشجعين لبرامج التعليم الموازي، أنه يحسن جودة التعليم ويساعد على تطويره، من خلال توفير مبالغ مالية تذهب لصالح صندوق الجامعة، فترفع ميزانيتها، وبالتالي يكون هناك فرصة أمام إدارة الجامعة على تحديث وتوفير معامل وأدوات بحث حديثة تساعد الطلاب على إجراء أبحاثهم وتجاربهم العلمية والعملية.

 تخرج عدد من الطلاب 

‏‎
معدل القبول في التعليم الموازي
 

توفير الوقت من أهم العوامل التي تميز برامج التعليم الموازي، لكونه تعليمًا معظم أوقات دراسته تكون باليل، مما يسمح للطالب أن يستغل فترة الصباح في العمل مثلا كما يحدث في الدول الأوروبية والأمريكية.

يساعد التعليم الموازي الطلاب الذين لم يحصلوا على درجات في الثانوية العامة تؤهلهم للالتحاق بالكليات التي كانوا يرغبون دخولها في حرية اختيار الكليات ونوع الدراسة التي يرغبون بها، بعدما يمر باختبار يطلق عليه "اختبار قدرات".

سلبيات التعليم الموازي كما يراها البعض، مرتبطة أولاً بالمال والمصاريف، إذ يتطلب التعليم الموازي دفع مصاريف تكون مرتفعة نسبيًا لا تكون في مقدرة الكثير من الناس، استهلاك قدرات أعضاء هيئات التدريس، فالمحاضرين الذين يدرسون بالصباح لطلاب التعليم التقليدي هم نفس الطاقم الذي يقوم بعملية التدريس لطلاب التعليم الموازي مساءً.

التعليم الموازي كما يراه البعض يزيد من نسب البطالة بالمجتمع، فالتخصص الواحد تتضاعف أعداد الخريجين منه سنويًا، مما يخل من نظرية العرض والطلب في سوق العمل، فأعداد الخريجين ستكون أكبر بكثير من المطلوب فعليًا في سوق العمل.

نظام التعليم الموازي كأي شيئًا بالحياة كما يظهر له عيوب فتوجد له مميزات، فيخضع لقاعدة منهجية محددة مماثلة للنظام التقليدي، بالتالي لا يشعر الطالب بأيّ فرق بينه وبين نظيره في التعليم التقليدي. 

يوفر التعليم الموازي الوقت، وينظمه خاصة في ساعات النهار باعتباره يدرس في الفترة المسائية كقضاء بعض الحوائج الضرورية عند الطالب نهارًا.

 يتقدّم إلى التعليم الموازي عدد من الطلاب من جميع أنحاء العالم للدراسة فيها، لأن الدولة حينها توفّر للطالب المتواجد فيها الحصول على العملات الأجنبية، وتوفر للطلبة خاصة من أبناء البلد التكاليف البالغة التي ينفقونها في تعليمهم خارج البلد الذي يختص في مجال معين، هذا ما أثبتته التجربة في البلدان التي سبقت مصر في تطبيق تجربة التعليم الموازي.

طلاب يتخرجون من الجامعة

 

‏‎الفرق بين التعليم الموازي والانتساب

 

مصطلح التعليم الموازي لا ينطبق فقط على التعليم الجامعي، فقد أمتد أيضًا لمراحل التعليم ما قبل الجامعي، خاصة المراحل الدراسية التي يكون طلابها من الأطفال مثل الابتدائي ورياض الأطفال.

ويقصد بالتعليم الموازي للأطفال، تعليمهم من قبل الأهل، وبهذا يمكن للأهل الاستغناء إرسال الأطفال إلى المدرسة العادية، ويعتمد الطفل في هذا النظام على نفسه في عملية المذاكرة، وبدأت كثير من الدول المتقدمة تعليميًا في تطبيق هذا النظام بعد ظهور وتفشي فيروس كورونا المستجد.

يستخدم الأهل والأطفال كل الوسائل التكنولوجية الحديثة في البحث والحصول على المعلومة، هذا من شأنه توسيع مدارك الأطفال، ورغم كل تلك المميزات إلا أن علماء علم الاجتماع والطب النفسي لا ينصحون الأهل باللجوء لإدماج أبنائهم بمنظومات التعليم الموازي للأطفال، لآن هذا يفقدهم قيم التواصل الاجتماعي، ويجعلهم انطوائيين، ويزيد من شعورهم بالعزلة.

الجدير بالذكر أنه بعد عرض فكرة التعليم الموازي بمؤتمر تطوير التعليم عام 2005، خرج الدكتور أحمد نظيف عقب انتهاء فعاليات المؤتمر، وأعلن في أكثر من حوار صحفي عن توجه الدولة لتطبيق تلك الفكرة، خاصة وأن الدولة لم تعد قادرة على تحمل الأعباء المادية لإنشاء جامعات حكومية جديدة، وأن أخر جامعة حكومية تم افتتاحها، كانت جامعة قناة السويس عام 1978، إلا أن لا أسباب غير معلومة حتى اليوم توقفت الفكرة، بل ونفى الدكتور عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالي والبحث العلمي في ذلك الوقت تفكير الدولة في هذا المشروع من الأساس.

عاجل