خاص من بيروت| «القوات اللبنانية» تكشف كواليس ضرب ميليشيات حزب الله للمدنيين

تصدر اسم لبنان مؤشرات البحث على موقع "جوجل"، اليوم الخميس، بعد وقوع اشتباكات بيروت واعتلاء قناصة لأسطح المنازل تستهدف المواطنين في منازلهم.

 وتبادل حزب الله وحركة أمل والقوات اللبنانية الاتهامات فمن المتسبب الأول في وقوع أحداث عنف بالشارع اللبناني، التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة 30 آخرين، الجميع يريد أن يعرف ماذا يحدث في الشارع اللبناني؟! إلى أين ستتجه الأمور خلال الأيام القادمة؟ 

السلاح المتفلت سبب أحداث بيروت الدامية 

أوضحت أنطوانيت جعجع، مدير المكتب الإعلامي لرئيس حزب القوات اللبنانية في تصريحات خاصة إلى "مستقبل وطن نيوز": "إن السبب الرئيسي لاشتباكات بيروت هو السلاح المتفلِّت، والمنتشر، والذي يهدِّد المواطنين في كل زمان ومكان". 

 وقالت جعجع: "إن الحزب أصدر بيان دعا فيه رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، ووزيري الدفاع والداخلية، إلى إجراء تحقيقات كاملة، ودقيقة لتحديد المسؤوليات عن اشتباكات بيروت اليوم".

وأضافت مدير الإعلام لـ"القوات اللبنانية"، إن السلم الأهلي هو الثروة الوحيدة المتبقية لنا في لبنان، ما يتحتِّم علينا المحافظة عليه "برمش العيون"، ولكن ذلك يتطلب منا جميعا التعاون للوصول إليه.

شرارة أعمال العنف واشتباكات بيروت اليوم، بدأت منذ يومين، بعدما هاجم الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصرالله القاضي طارق البيطار الذي يتولى التحقيق في قضية انفجارات مرفأ بيروت، واتهمه بـ"التسيس.. وعدم وصوله للحقيقة في تحقيق الانفجار".

 تحقيق انفجار مرفأ بيروت السبب الرئيسي للأزمة

يقول الكاتب الصحفي فتحي محمود، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، مدير مكتب الأهرام السابق ببيروت إلى "مستقبل وطن نيوز": "الحدث الحقيقي ليست اشتباكات بيروت، فهي نتيجة للحدث الحقيقي، وهو التحقيق في انفجار مرفأ بيروت".

وأوضح مدير مكتب الأهرام السابق ببيروت، أنه من قبل الحرب الأهلية اللبنانية، واشتباكات بيروت شهدت أحداث عنف واغتيالات عديدة، لكن لا يذكر في أي قضية منهم أنه تم فيها تحديد الجاني، ومحاكمته، باستثناء قضية واحدة وهي اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، وكانت المحاكمة دولية، واتهمت المحكمة أحد عناصر حزب الله اللبناني، ورفض الحزب حينها تسليمه، رغم أن جميع الأطراف في لبنان يعلمون الحقيقة، لكن بسبب التوازنات الطائفية والسياسية، بالإضافة للنفوذ السوري في لبنان لفترة كبيرة، يتم التعمد لعدم الوصول لحكم نهائي في أي قضية.

ويريد القاضي البيطار استجواب عدد كبير من المسؤولين السياسيين والأمنيين، ومنهم حلفاء لحزب الله، بتهمة الإهمال الذي أدى لانفجار المرفأ.

“القوات اللبنانية” تتهم حسن نصر الله بالتصعيد وشحن الجماهير

نفت جعجع الخبر الصادر عن قيادتي"حزب الله" و"حركة أمل" الذي يتهم"القوات اللبنانية" بالقتل المتعمّد، مؤكده أن"القوات اللبنانية" تطالب الأجهزة المختصة تحديد المسؤوليات بشكل واضح وصريح عن اشتباكات بيروت.

وأشارت إلى أن ما حدث اليوم من اشتباكات بيروت على الأرض، ما هي سوى نتيجة عملية للشحن الذي بدأه حسن نصرالله منذ 4 أشهر بالتحريض في خطاباته كلّها على المحقّق العدلي البيطار، والدعوة الصريحة والعلنية لكفّ يده، واستكمالها بإرسال مسؤوله الأمني وفيق صفا إلى قصر العدل، مهدِّدًا ومتوعِّدًا القاضي بالقبع، وصولا إلى دفع مجلس الوزراء لتعطيل أو إقالة القاضي البيطار، وعندما وجد الحزب أنّ هناك عدم تجاوب مع تهديداته دعا إلى التظاهرة التي وقعت اليوم. 

تسليح ميليشات حزب الله يفوق سلاح الجيش اللبناني

وأشار عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إلى أن حزب الله هو صاحب الأغلبية في الشارع، والسلاح النوعي الذي يتفوق حتى على سلاح الجيش اللبناني، وهو المسيطر على الشارع.

وأوضح، أنه قبل القاضي البيطار كان يوجد قاضي آخر يتولى التحقيق في القضية على الطريقة اللبنانية المعتادة في عدم الوصول لشيء، ورغم ذلك اتهمه حزب الله بـ"التسيس"، فتنحى عن القضية، وتولاها القاضي البيطار، الذي بدأ يحقق بشكل جاد، من هنا بدأت المشكلة.

ودعت الحكومة لاجتماع عاجل، أمس الأربعاء، لإيجاد حل توافقي حول القاضي الذي يستكمل التحقيق في قضية المرفأ، لكن الوزراء الشيعة رفضوا الحضور. 

ميليشيات حزب الله هددت الأحياء الآمنة بـ"الآربيجيهات"

واتهمت جعجع، حزب الله ببدء عمليات إطلاق النار ووقوع اشتباكات بيروت، واستشهدت بما نشرته وسائل الإعلام، إضافة إلى الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تظهر بها ميليشيات حزب الله مسلحين بـ"الآربيجيهات"  والرشاشات، والدخول إلى الأحياء الآمنة، رافضة اتهام "القوات اللبنانية" جملة وتفصيلا، واعتبرته اتّهام باطل، والغاية منه حرف الأنظار عن اجتياح "حزب الله" لهذه المنطقة، وسائر المناطق في أوقات سابقة. 

وأضافت جعجع، ما حصل اليوم، من اشتباكات بيروت يعرفه القاصي والداني وهو مواجهة العدالة بالمنطق الانقلابي نفسه، واستخدام السلاح، والترهيب، والعنف، والقوة لإسقاط مسار العدالة في انفجار مرفأ بيروت.

ويري مدير مكتب الأهرام السابق ببيروت، أن رفض الوزراء الشيعة حضور اجتماع الحكومة هو تصعيد كبير، لم يحدث من قبل، ويشير إلى تصميم حزب الله على رفضه لاستكمال القاضي البيطار التحقيقات.

ودعا أنصار حزب الله وحركة أمل إلى تجمع أمام قصر العدل في بيروت رفضا لقرار القاضي، سرعان ما ظهرت الأسلحة في المظاهرات وانتشرت قناصة على الأسطح، وتم تبادل لإطلاق النار بكثافة، ووقوع اشتباكات بيروت ووصل الأمر إلى ظهور أسلحة "آر بي جي" مع محتجين يرتدون ملابس سوداء المميزة لحزب الله في ساحة الطيونة وسط بيروت.

الأحداث الدامية بدأت مع اقتحام حزب الله لـ “عين الرمانة”

وتابع محمود، الوضع تفجر بعد اقتحام أنصار حزب الله لمنطقة عين الرمانة، التي أغلب سكانها من المسيحيين، فنشبت اشتباكات عنيفة بين أهالي الحي وميليشيات حزب الله، وتدخلت قوات سمير جعجع المناصرة للمسيحين بلبنان، فاشتدت الاشتباكات وانفجرت دانة بالحي.

وأرسل الجيش اللبناني تعزيزات إلى مناطق اشتباكات بيروت، وحذر من أن مجموعاته المنتشرة ستطلق النار باتجاه أي مسلح على الطرقات، وأي شخص يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر.

وطلب الجيش من المدنيين إخلاء الشوارع، حسبما ذكر موقع"سكاي نيوز" الإخباري، وأغلق الطرق المؤدية إلى الطيونة بعد أن طوقها، كما باشر البحث عن مطلقي النار، بعد وقوع اشتباكات بيروت.

القوات اللبنانية تطالب الجيش اللبناني بإعلان الحقيقة

استبعد عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، تصعيد الوضع أكثر من ذلك، متوقعًا تهدئة الوضع خلال الأيام المقبلة؛ بعد أحداث اشتباكات بيروت لأن الأطراف الدولية التي لها مصالح بالشأن اللبناني، ليس في مصلحتها الآن نشوب حرب أهلية في على الأراضي اللبنانية.

وتطالب مدير الإعلام لـ"القوات اللبنانية" الجيش اللبناني الذي كان شاهدًا منذ اللحظة الأولى على مجريات هذا اليوم الطويل، أن يصدر بيانًا مفصلا يوضح فيه ملابسات ما جرى كلّه، منذ اللّحظة الأولى، كي لا يبقى بعضهم، وبالأخص "حزب الله"، يستغلّ هذه الأحداث الأليمة ليطلق اتهاماته شمالا ويمينًا، من أجل الخروج من المأزق الذي وضع نفسه وبيئته الحاضنة والبلاد فيه.