في ذكرى رحيل محمود ياسين الأولى | نجله يكشف قصة الميراث.. وشهيرة تسأل: أنت فين؟

تمر اليوم الذكري السنوية الأولى لرحيل الفنان محمود ياسين فتى الشاشة الأول، حرصت الفنانة المعتزلة شهيرة إحياء ذكرى زوجها الراحل محمود ياسين بصورة تجمعهما، وعدد من الكلمات المؤثرة.

كتبت الفنانة شهيرة عبر حسابها الرسمي على موقع "فيسبوك": "اليوم تمر سنة بدونك، مش هقول الذكرى السنوية الأولى الكلمة اللي بتقال دي، أصل مش عارفه السنوية بتاعه إيه؟ ليه هو أنت فين؟.. يعني أنت مش موجود بجد؟، يعني أنا مش هشوفك تاني؟، لا بجد والله؟، يعني أنت في حته تانية خالص صعب الرجوع منه".

درس الحقوق واتقن التمثيل

في مدينة بورسعيد ولد الفنان الكبير محمود ياسين، يوم 2 يونيو 1941، فتى الشاشة الأول في سبعينيات القرن 20، وأحد رموز المسرح، والصوت المميز العاشق المتقن للغة العربية، لم يدرس التمثيل كدراسة أكاديمية.

تخرج محمود ياسين من كلية الحقوق- جامعة عين شمس، عام 1964، وعقب حصوله على ليسانس الحقوق، عمل فترة صغيرة بالمحاماة. شغفه بالفن دفعه للبحث عن فرصة يعبر من خلالها إليه.

تابعت زوجة الفنان محمود ياسين، "طب أنا عايشه وبتعامل على أنك موجود عادي، كل الكلمات دي بتدور في دماغي من ساعة ما مشيت، القلب موجوع، والضهر مكسور، والونس مفقود، والفراغ الإنساني دايرته كل شويه بتوسع أكتر".

رفض جواب القوى العاملة.. فنجح في المسرح

رفض فتى شاشة الأول محمود ياسين تعين القوى العاملة، والتي وجهت له جواب وقتها للتعيين كمحامي بالشئون القانونية بديوان عام محافظة بورسعيد.

ووجد محمود ياسين فرصته الذهبية لممارسة هوايته التمثيلية بشكل احترافي علي خشبة المسرح القومي، وقدم فتى الشاشة الأول في اختبارات المسرح، ونجح من أول مرة، وشارك في العديد من الأعمال المسرحية التي عرضت على خشبة المسرح القومي، منها "سليمان الحلبي، ليلي والمجنون، الزير سالم".

صاحب أبرز الأدوار الرومانسية في السينما خلال فترة السبعينيات، وفتى أحلام العديد من فتيات مصر في ذلك التوقيت، لم يكن عاشقًا للسينما، ولم يبحث عنها في يوماً من الأيام.

جملة في فيلم “شيء من الخوف” صنعت منه فتى الشاشة الأول

آمن محمود ياسين بالمسرح، واعتبره كالمحراب، وكان يرى أن الممثل المسرحي كالراهب في المعبد، يجب أن لا يشغله شيئًا آخر عن عشقه، يضطره للخروج من معبده.

"والله ولبستني جلابية العيب يا شيخ إبراهيم"، تلك الجملة التي قالها فتي الشاشة الأول في فيلم "شيء من الخوف"، بطولة محمود مرسي، وشادية، ويحي شاهين، وإخراج حسين كمال، كانت كلمة السر، وزاوية التحول في حياة محمود ياسين، التي أخرجته من صومعته وعشقه للمسرح لعالم الأضواء والكاميرات، وبلاتوهات التصوير السينمائي.

بداية الانطلاقة الحقيقية لمحمود ياسين سينمائيا، في فيلم "لا نحن لانزرع الشوك"، أمام شادية، والتي استطاع من خلاله أن يخلق مفهوم جديد لـ"دنجوانات الشاشة"، بعد أن رأي فيه الشباب نموذج للشاب المصري التي تتشارك قسماته مع العديد من أبناء الطبقة الوسطى للشعب.

كره السينما.. فوقف أمام سيدة الشاشة والسندريلا 

دخل محمود ياسين قلوب المصريين بشكل سريع، براعته التمثيلية ودقة اختياره لأدواره صعدت به إلى القمة، ولمع نجمه مع بداية فترة السبعينيات.

ختمت شهيرة منشورها على "فيسبوك"، "يا رب أنت الونيس، وأنت الجليس، فكن معي، وأعني على فقد الحبيب، ولا حول ولا قوه إلا بك".

وقف فتى الشاشة الأول أمام كبار ونجمات السينما، فشارك سيدة الشاشة فاتن حمامة بطولة 3 أفلام، جميعهم حقق نجاحًا جماهيريًا وفنيًا، هم "الخيط الرفيع، حبيبتي، أفواه وأرانب".

وقدم محمود ياسين مع السندريلا سعاد حسني 3 أفلام أيضًا، هم "الحب الذي كان، أين عقلي؟، على من نطلق الرصاص".

صاحب نصيب الأسد من أفلام حرب أكتوبر 73

ملامح وجه محمود ياسين المصرية الخالصة، والتي جمعت بين الحدة والوسامة، جعلته صاحب نصيب الأسد من الأفلام التاريخية التي قدمت عن حرب أكتوبر1973، فكان بطل أفلام" الرصاصة لاتزال في جيبي، أغنية على الممر، الوفاء العظيم، الصعود إلى الهاوية، حائط البطولات، فتاة من إسرائيل".

إتقان محمود ياسين ونطقه الصحيح للغة العربية، جعله صاحب النصيب الأكبر من تقديم الأعمال الدرامية التاريخية والدينية، منها "العشق الإلهي، رياح الشرق، أبو حنيفة النعمان، فارس السيف والقلم: أبوفراس الحمداني، العز أبن عبدالسلام، محمد رسول الله الجزء الرابع، جمال الدين الأفغاني، أبن سينا، أمير الشعراء أحمد شوقي".

دراما محمود ياسين الاجتماعية كانت علامات مضيئة أيضًا في تاريخ الفن المصري، فمنها علي سبيل المثال لا الحصر،" سوق العصر، أيام المنيرة، اللقاء الثاني، غدا تتفتح الزهور، القاهرة والناس، وهزمتني امرأة، العصيان".

الإذاعة المصرية كان لها حظ أيضًا من موهبة فتى الشاشة الأول، فقدم من خلالها العديد من المسلسلات منها: "كفر نعمت، سنة أولى حب، أنور السادات، كل هذا الحب، الأرملة العذراء".

حصد العديد من الجوائز.. ولم يكرم في “القاهرة السينمائي”

حصد فتى الشاشة الأول العديد من الجوائز، منها جائزة الدولة عن الأفلام الحربية عام 1975، جائزة التمثيل من مهرجان طشقند 1980، جائز الإنتاج من مهرجان الإسماعيلية 1980، مهرجان السينما العربية في أمريكا وكندا 1984، مهرجان عنابة بالجزائر 1988، كما حصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان التليفزيون لعامين متتاليين 2001،2002.

رغم كل التكريمات التي حصل عليها محمود ياسين، إلا أن زوجته الفنانة شهيرة ونجله السيناريست والمخرج عمرو محمود ياسين أعلنا استياءهما من عدم تكريم فتى الشاشة الأول في مهرجان القاهرة السينمائي في نفس العام الذي توفى به.

 وفي الوقت ذاته وجه مهرجان الجونة السينمائي، التي تبدأ دورته الجديدة اليوم الخميس، التحية العام الماضي لأرواح الراحلين محمود ياسين، وحسن حسني، ورجاء الجداوي، وجورج سيدهم، ونادية لطفي، وغيرهم ممن رحلوا من الفنانين، على أنغام أغنية "حكاية حب"، والتي قدمتها المطربة فرح الديباني، حيث شهدت خلفية المسرح مشاهد من السنيما المصرية للراحلين.

عمرو محمود ياسين يحيي ذكرى رحيل والده بصورة و"بوست" 

فيما أحيا نجل فتى الشاشة الأول السيناريست والمخرج محمود ياسين ذكرى والده الأولى، بنشر صوره وهو واقف بين بروازين بهما صورة الفنان الراحل، عبر جميع حساباته الرسمية بجميع مواقع التواصل الاجتماعي، وعلق: " أبي الحبيب الغالي، في ذكراك الأولى، أتحدث عن عام مضى بدونك، لم يكن كمثل أي عام بحياتي، عام كامل بدون أب".

وأضاف، "لم أكن أفهم أبدا كيف يتأقلم البشر مع الحياة إذا فقدوا السند والظهر؟، و لكن أحب أن أقول لك أنك أبليت في الدنيا بلاء حسنا يا والدي الحبيب، فإننا نكرم لخاطرك، و تتفتح لنا أبواب المحبة والتقدير لأجل اسمك، لازلنا نعيش بالسند  والظهر لازلنا نستقوى بك، و يشتد عودنا بحسن سيرتك، وحب الناس و تقديرهم لك".

وتابع: "لازلنا يا أبي الحبيب نعيش في ظلك، فلقد أبليت بلاء حسنا، وتركت لنا إرثا إنسانيا رائعا سيعيش معنا لآخر يوم بحياتنا، حتى نلقاك، اطمئن وارقد في سلام، يرحمك ربي ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة...آمين... الفنان".

يذكر أن للفنان محمود ياسين أبنة أخرى، هي الفنانة رانيا محمود ياسين، زوجة الفنان محمد رياض.