رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

برق ورعد وزلزال خلال 12 ساعة.. ماذا تخبئ الطبيعة لمصر الأيام المقبلة؟

نشر
البرق والرعد يضرب
البرق والرعد يضرب القاهرة

خلال 12 ساعة، شهدت العديد من المحافظات المصرية ظواهر طبيعية نادرة الحدوث، بدأت بموجة أمطار رعدية وبرقية خفيفة المياه، قوية الرعد والبرق، كما شعر بعض المصريين خاصة أهالي محافظة مرسى مطروح، وبعض المدن الشمالية بهزة أرضية بسيطة.

 وأعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، اليوم الثلاثاء، بأن محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل، التابعة للمعهد سجلت، هزة أرضية جنوب جزيرة كريت، في اليونان، على بعد 314 كيلو شمال مرسى مطروح.

الظواهر الطبيعية غير المألوفة، التي حدثت خلال الساعات الماضية، خاصة الزلزال الذي شعر به الكثير من أهالي مطروح، الذي يتزامن مع ذكرى الـ26 لزلزال 12 أكتوبر 1992 أعاد للأذهان ما حدث يومها، عندما ضرب مصر زلزال عنيف بقوة 5.8 درجة علي مقياس ريختر.

زلزال 1992 تسبب في وفاة 545 شخصا، وإصابة 6512 آخرين، فضلا عن تشريد 5 آلاف شخص أصبحوا بلا مأوى، وباتوا ليلتها في العراء، بعد تهدم منازلهم بالكامل.

زلزال 1992

الزلزال والأمطار الرعدية والبرقية التي وقعت، ليلة أمس الاثنين، أثارت القلق، والتساؤلات، هل تكشر الطبيعة عن أنيابها في مصر خلال الفترة المقبلة؟

يقول الدكتورعلى قطب نائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق، أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق في تصريحات خاصة إلى "مستقبل وطن نيوز": "الأمطار الرعدية والبرقية التي حدثت مساء أمس، ظواهر طبيعية، تحدث في مصر في ذلك التوقيت سنويًا".

وأوضح قطب، عندما نتحدث عن المناخ، فإننا نتحدث عن "مناخ فصول"، ونحن في فصل الخريف، المعروف عنه أنه فصل انتقالي بين فصلي الصيف والشتاء، ويميزه عدم الاستقرار على حال واحد، نتيجة الكتل الهوائية المدارية المتحركة من الجنوب إلى الشمال، وتؤثر على مناطق البحر الأحمر، والصعيد، وجنوب سيناء، واحيانًا تمتد للقاهرة.

ويتوقع خبراء هيئة الأرصاد الجوية أن يسود، مساء اليوم الثلاثاء، طقس لطيف على شمال البلاد حتى شمال الصعيد، معتدل على جنوب سيناء وجنوب الصعيد. 

ظواهر رعدية وبرقية

وأشار أستاذ المناخ، إلى أن ما شهدته مصر من أمطار رعدية وبرقية، سببه امتداد كتلة سحابية قادمة من المناطق المدارية جنوبًا، ومصاحبة لهواء نفاس في طبقات الجو العليا، ومع تسخين الأرض، نتيجة أرتفاع درجات الحرارة الأسبوع الماضي؛ أدي لسرعة تكون السحب، وكلما كان الفارق في درجات الحرارة بين سطح الأرض والطبقة القريبة من سطح الأرض في الغلاف الجوي كبير تكونت سحب ركماية رعدية، تصاحبها أمطار غزيرة، لكن ما حدث بالأمس أمطار خفيفة نتيجة تشتت السحب.

مع مطلع شهر أكتوبر حذرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، من تساقط الأمطار، ووجهت تحذيرها للمناطق القريبة من الجبال، خشية وقوع سيول فتغرق تلك المناطق.

وأضاف نائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق، أن القاهرة الكبري تتأثر بالأمطار الرعدية في الفصول الانتقالية، وأن التنبوء بحالة الطقس أقصاها يكون لمدة 7 أيام، بعد ذلك تكون التنبوءات غير دقيقة، مشيرًا لانخفاض الحرارة بدءً من الأحد المقبل.

وتابع قطب، الظواهر الرعدية والبرقية التي حدثت أمس، حدثت من قبل، لكن التغيرات المناخية العالمية، والتلوث البيئي يجعلها أكثر تطرفًا، وإعصار شاهين الذي تعرضت له سلطنة عمان خير دليل على ذلك. 

البرق والرعد يضرب القاهرة

فيما يخص شعور البعض بهزة أرضية، صباح اليوم، يقول الدكتور جاد القاضي، مدير المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية: "كلما كان الزلزال عميق كلما شعر به الناس، وكلما كان قريب من سطح الأرض ضاقت دائرة الشاعرين به".

وأوضح القاضي، أن زلزال جزيرة كريت اليوم وقع على عمق 26 كيلو، وكان قريبا من المنطقة البحرية، مما زاد من سرعة انتشاره، وبالتالي شعر به بعض الناس بالمناطق الشمالية في مصر، ورغم قوته إلا أنه لم يسبب خسائر.

وأضاف مدير المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أنه حتى اليوم لم يتوصل العلم إلى التنبئ بتوقيت وقوع الزلازل، لكن حدث تقدم في علم تقليل خسائر الزلازل، ومواجهة مخاطرها، مثل تصميم المنازل بطرق هندسية قادرة على تحمل الهزات الأرضية العنيفة.

قياس زلزال جزيرة كريت

وأشار القاضي، أن حزام الزلازل عالميًا معروف، ولا يتغير، ومصر ليست واقعة في دائرة أحزمة الزلازل. متابعًا مناطق الزلازل في مصر معروفة، وما جعل الناس في الفترة الأخيرة تشعر بكثير من الهزات الأرضية، هو نتيجة الامتداد العمراني الذي وصل في بعض الأحيان إلى المناطق المعتاد حدوث الزلازل بها. 

عاجل