رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«عمق النيل 6 أمتار والتيار بطيء».. خبير يحسم الجدل بشأن غرق ميكروباص إمبابة

نشر
البحث عن الميكروباص
البحث عن الميكروباص الغارق

يكثف رجال الإنقاذ النهري، وجميع الأجهزة المعنية بالدولة جهودهم، للبحث عن سيارة ميكروباص سقطت في النيل، من أعلى كوبري الساحل بإمبابة، فيما لم يعثر حتى اللحظة على أي قرينة تحسم الجدل الدائر حول حقيقة سقوط السيارة من عدمها، في وقت لم تتلق الشرطة أية بلاغات تفيد باختفاء أشخاص على طول خط سير الميكروباص، يشتبه في علاقتهم بسردية الواقعة.

وباستثناء أجزاء من سور كوبري الساحل المحطم، الذي جرى إصلاحه بعد الحادث بساعات قليلة، فإن شرطة الإنقاذ النهرى لم تعثر على أي غرقى أو أجزاء من الميكروباص، رغم أن أجهزة الأمن دفعت بـ10 لانشات نيلية، و15 غطاس، لتمشيط محيط منطقة الحدث المفترض.

اختفاء سيارة بهذا الحجم و14 راكبا كانوا داخلها، يضع الكثير من علامات الاستفهام والتعجب، لكن ثغرة فنية واحدة في الرواية، يمكن لها أن تغلق السردية المطروحة للواقعة إلى الأبد، وهى: هل عمق نهر النيل في منطقة الحادث وسرعة تياره، كافيان لتحريك كتلة حديدية ضخمة، داخلها 14 شخص، إلى مسافات بعيدة لم تطلها عمليات الإنقاذ بعد؟.

كوبري إمبابة

يقول الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، في تصريحات لـ"مستقبل وطن نيوز": "علينا أن نسأل أنفسنا أولا، عما إذا كان هناك حادث من الأساس أم لا؟!، فعمق مياه نهر النيل في المنطقة التي قيل أن الميكروباص سقط فيها، هى 6 متر"، مشيرا إلى أن عمق نهر النيل من أسوان إلى القاهرة يتراوح بين 10 إلى 15 متر على أقصى تقدير.

وناقش رجال المباحث العامة عددًا من شهود العيان، من بينهم عاملين في حديقة بجوار كوبري الساحل، أفادوا بعدم رؤيتهم لميكروباص يسقط في المياه، وأن الكسر الموجود في سور الكوبري الحديدي متواجد منذ يومين إثر حادث تصادم أخر تسبب فيه"توك توك".

"وما يزيد من غموض الحادث، عدم ظهور أي جثث في تلك المنطقة، خاصة وأن تيارات وحركة مياه نهر النيل بشكل عام بطيئة"، يقول شراقى، مشيرا إلى أن المنطقة التي غرق بها الميكروباص بها جزيرتان، والجزر النيلية تساعد على بطء حركة المياه.

ويضيف أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن المعاهد البحثية المصرية المتخصصة في علوم البحار والأنهار تمتلك أجهزة تكنولوجية حديثة للكشف عن المعادن في قاع البحار والأنهار، وهو ما يجعل من السهل الكشف عن وجود أي معدن قابع في قاع النهر.

 ويعمل رجال المباحث على مراجعة كاميرات المراقبة المثبتة على خط سير الميكروباص وحتى مكان السقوط، لبيان حقيقة الواقعة وكشف غموضها، فيما تجري الأجهزة الأمنية عمليات بحث لبلاغات التغيب في أقسام شرطة الجيزة والقاهرة بطول خط سير الميكروباص، والاستماع لشهود العيان لمعرفة عدد ركاب الميكروباص.

واستبعد شراقى، أن يكون الميكروباص انغمس، في قاع النهر الطيني، منوها بأن الجثث لابد لها أن تطفو على سطح الماء كالطبيعي والمعتاد حدوثه في مثل هذه الحوادث.

وأظهرت التحقيقات أن عمليات البحث مازالت جارية، حيث تمسح لانشات شرطة المسطحات المائية وقوات الإنقاذ النهري المسطح المائي بالكامل، منطقة الحادث بالكامل، فيما يبحث رجال الضفادع البشرية عن الميكروباص أو جثامين للضحايا على أعماق النهر، فى وقت امتدت عملية التمشيط بامتداد تيار الماء تحسبا لسحب الميكروباص، وتم الدفع بكراكة عملاقة ولانشات صغيرة، ومراكب صيد للمشاركة في البحث عن السيارة المفقودة.

تعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي مسؤول غرفة عمليات الحماية المدنية، إشارة من إدارة شرطة النجدة بانقلاب سيارة أجرة، وسقوطها من أعلى كوبري الساحل كانت في طريقها من الجيزة في اتجاه روض الفرج، واختلت عجلة القيادة بيد قائدها، واصطدمت السيارة بالسور الحديدي، وسقطت في نهر النيل أسفل الكوبري.

 

عاجل