رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

نص كلمة الرئيس السيسي بالندوة التثقيفية بمناسبة الذكرى الـ48 لنصر أكتوبر

نشر
مستقبل وطن نيوز

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، خطابًا جماهيريًا فى الندوة التثقيفية بمناسبة الذكرى الـ"48" لنصر حرب أكتوبر المجيدة، اليوم، بمركز المنارة للمؤتمرات، جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

شعب مصر العظيم،

نحتفل اليوم معاً، بالذكرى الثامنة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد يوم العزة والكرامة يوم النصر الذى سيظل خالدا فى تاريخ أمتنا.. يوم البطولات والأمجاد، التي صنعها رجال القوات المسلحة بدمائهم الزكية في ملحمة عسكرية أبهرت العالم.. ودونت سطورها بأحرف من نور.. امتد شعاعه للإنسانية جمعاء ليعكس قوة وإرادة المصريين، في استعادة حقوقهم وتمسكهم بسيادة الوطن وأرضه وكرامته.

وستبقى حرب أكتوبر، نقطة تحول فى تاريخنا المعاصر ورمزا لشموخ مصر وعزتها وصلابتها فتحية تقدير وإعزاز.. لكل رجال وقادة ورموز العسكرية المصرية فى ذكرى النصر.. لشجاعتهم وتضحياتهم وتحية لشهداء أبرار قدموا حياتهم فداء للوطن.. وجادوا بأرواحهم تحت رايته.

كما أوجه التحية للشعب المصري، الذى كان لصموده ووعيه.. ولمساندته لقواته المسلحة 

فى أصعب وأدق الأوقات.. العامل الحاسم الذى صنع هذا النصر المجيد وسيظل هذا التلاحم والوعى الشعبي هو الحصن الحقيقي الذى ساهم فى صون الدولة المصرية.. وازدهار حضارتها العريقة منذ فجر التاريخ.

وتحية لبطل الحرب والسلام الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" صاحب قرار العبور، وقائد النصر العظيم.

الإخوة والأخوات، إن مصر التي حاربت واستردت أرضها.. هي مصر ذاتها التي تسعى دائما لتحقيق السلام فلم تسع مصر يوما لحروب أو نزاعات من أجل تحقيق أطماع غير شرعية أو الاستيلاء دون وجه حق على ممتلكات ومقدرات الآخرين ولكن نسعى دائما لمد يد التعاون.. كنهج راسخ لتحقيق الخير والبناء والتنمية.

شعب مصر العظيم، تمر الأيام وتتعاقب السنوات، وتتبدل الأفكار وتتغير أشكال الصراعات فالحروب التقليدية التى اعتدنا خوض غمارها فى الماضي.. تحولت اليوم إلى حروب غير نمطية تســتهدف تدميــــر الأوطـــان مــــن داخـلهـــــا.. وقضية مصر الأولى الآن، هي  قضية الوعى الذى أصبح مسئولية مشتركة.. بين كافة مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني لنحافظ على وطننا ومقدرات شعبنا.. باعتباره الأمانة التى ارتضينا أن نحملها.

ولعلني أستحضر فى هذه المناسبة الغالية أهمية وقيمة الدروس الملهمة.. التي علمنا إياها نصر أكتوبر الذى لم يكن نصرا عسكريا فحسب بل نموذجا فريدا. .من التكاتف والوعى الشعبي بـــــــين المصـــــــــريين، بكافــــــــــــة أطيافهــــــــــــم وملحمة متكاملة، لأمة حشدت قوتها الشاملة.. لتغيير واقع مرير ولتحقيق الانتصار لتأخذ بأسباب النجاح.. من المنهج العلمى فى الإعداد والتخطيط ومن دراسة نتائج تجارب الماضى ومن العمل والكفاح، ليل نهار، لبلوغ الهدف وتحقيق النصر.

ودائما ما يمثل احتفالنا بنصر أكتوبر المجيد مناسبة عزيزة لتشعرنا بالفخر والاعتزاز الوطنى ولنتذكر جميعا، حجم الصعاب والتحديات التى استطعنا التغلب عليها لنصل إلى حاضرنا الذى تسطر فيه مصر.. قصة نجاح عظيمة بدأت منذ سنوات ولتجسد مجددا العزيمـــة المصـريــــة التي تقهـــــر الصـــعاب .. فها نحن اليوم نرى مصر، بالأرقام والحقائق، قد وجدت مسارها الصحيح لتمضى بخطى ثابتة فى طريق التنمية والتقدم ولتغير واقعها، على نحو يليق بتاريخها وبحضارتها وبعظمة شعبها ولنمضي معا، بقوة وعزيمة، لبناء وتنمية بلادنا بالرغم من تعاظم التحديات الداخلية والخارجية خاصة فى محيطنا الإقليمي المضطرب والمعقد والأزمات العالمية غير المسبوقة والتى لم تكن مصر بمنأى عنها خاصة تداعيات جائحة "كورونا".

وقد أثبت الشعب المصرى مجددا وعيه العميق وأن انتماءه وإخلاصه لوطنه.. بلا حدود وأن مصر وطن ينهض بإرادة وسواعد أبنائه وأن العمل والاجتهاد والإخلاص.. هى قيم وركائز أساسية للنجاح.. فى عبور غمار التحدي.. على طريق بناء الدولة الحديثة.

فعلى مدار السنوات السبع الماضية سلكنا طريقا شاقا.. من أجل بناء دولتنا الحديثة.. وصولا إلى الجمهورية الجديدة وبدأنا فى تحقيق عملية شاملة وعميقة لصياغة المستقبل المنشود لوطننا العزيز.. وللأجيال الحالية والمستقبلية وفق عمل جمعي متكامل ومتناغم.. بين كافة أجهزة الدولة واستنادا إلى رؤية علمية ومستهدفات محددة نسعى لتحقيقها خلال العشرية الحالية، وصــولا إلى أهــداف "رؤيــة مصــر 2030" .. فقد طالت جهود البناء والتنمية.. جميع مناحي الحياة فى مصر بلا استثناء لتحقيق هدف محدد، هو تعظيم قدرة الدولة فى كافة المجالات من أجل تغيير الواقع وبناء الانسان سعيا لحاضر ومستقبل أفضل لمصر وللمصريين وأشير هنا إلى المشروع الوطني غير المسبوق لتنمية الريف المصرى "حياة كريمة" والذى يسعى إلى رفع مستوى المعيشة لأكثر من نصف سكان مصر الذين يعيشون فى أكثر من أربعة آلاف قرية بتكلفة مبدئية حوالى "٧٠٠" مليار جنيه.

شعب مصر العظيم، ستبقى التضحيات والبطولات التى قدمها جيل أكتوبر العظيم.. خالدة فى وجداننا وشاهدا على صلابة هذه الأمة ونبراسا ونموذجا ملهما لنا جميعا فى العمل بجد ودأب.. لإعلاء شأن الوطن.. وحفظ ترابه.. وصون كرامته.

كل عام وأنتم بخير.. 

ومصر الأبية في رفعة وسلام، وتقدم وازدهار.. 

تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.