رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

اجتمعت برجالها في «المطبخ».. تفاصيل 48 ساعة قبل حرب 73 هزمت جولدا مائير نفسيا

نشر
جولدا مائير في المطبخ
جولدا مائير في المطبخ

في تاريخ الحروب والعلوم العسكرية والنظريات السياسية، تكون شهادة العدو هي الأثقل في الميزان، والكاشفة للحقائق بدون أي رتوش تجميلية، فعندما تتحدث جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل عن نصر أكتوبر73، وبسالة الجيش المصري، حتمًا سيكون الكلام مختلف، فالمرأة الحديدية جولدا مائير التي حكمت إسرائيل 5 سنوات"1969-1974"، كشفت عن الكثير.

اجتماع إسرائيل الأول لتقدير الموقف تم في المطبخ 

عادت جولدا مائير من رحلة خارجية إلى تل أبيب يوم 4 أكتوبر1973، فور عودتها طلبت اجتماع عاجل لعدد محدود من وزراء حكومتها، وبعض قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، الغريب في هذا الاجتماع أنه تم في منزل جولدا مائير، وتحديدًا في المطبخ، طبقًا لما ذكرته في مذكراتها التي نشرت بكتاب باسم "حياتي".

جولدا مائير

استبعاد احتمالية هجوم الجيش المصري

ذكرت رئيسة وزراء إسرائيل في مذكراتها، أن اجتماع المطبخ استعرض تقرير دوري روتيني عن الوضع العام في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، كما تم التطرق إلى تقرير صدر قبل حرب أكتوبر73 بخمس شهور، تحديدًا في مايو1973، عن تعزيز القدرات القتالية للجيش المصري.

اللافت للنظر في اجتماع المطبخ، الداعية له جولدا مائير، أن معلومات المخبرات الإسرائيلية -الموساد-، أكدت أن عدم قدرة القوات المصرية والسورية المحتشدة بأي هجوم، على الأقل خلال المدى الزمني القريب.

الرأي الذي أتفق عليه الجميع خلال اجتماع المطبخ، كما كتبت جولدا مائير في مذكراتها ينصب في اتجاه أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يواجه أي خطر هجوم مصري- سوري، والقوات المصرية المحتشدة في الجنوب، فدورها مقتصر على القيام ببعض المناورات والتدريبات. النتائج التي أسفرت عن اجتماع جولدا مائير برجال حكومتها، أنه لا داعي لاستدعاء الاحتياطي.

السادات يخطط لحرب أكتوبر

جولدا مائير فوضت باستدعاء الاحتياطي يوم 5 أكتوبر73

يوم 5 أكتوبر1973، عقدت جولدا مائير اجتماعًا آخر لإعادة بحث الموقف، واقترح أحد قيادات منظمة "الهاجانا" الصهيونية المتطرفة، تفويض مائير، وموشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي سلطة استدعاء الاحتياطي، وإعلان التعبئة العامة إذا تطلب الأمر ذلك.

جولدا مائير مع جيش الاحتلال

عبور الجيش المصري حلم “مائير” المزعج

وتقول رئيسة وزراء إسرائيل في كتابها  حياتي: "كان من واجبى أن استمع إلى إنذار قلبي وأستدعى الاحتياطي، وأمر بالتعبئة، لم يكن منطقيًا أن أعطى أوامر بالتعبئة مع وجود تقارير مخابراتنا العسكرية، وتقارير قادتنا العسكرية التي لا تبررها، لكنى في نفس الوقت، أعلم تمامًا أنه كان واجبًا على أن أفعل ذلك، وسوف أحيا بهذا الحلم المزعج بقية حياتي، ولن أعود مرة أخرى نفس الإنسان الذى كنته قبل حرب يوم كيبور".

حرب أكتوبر 73

قبل الانتهاء من اجتماعها الثالث.. أبلغت بالهجوم المصري-السوري

يوم 6 أكتوبر1973، تلقت جولدا مائير تقريرًا في تمام الرابعة صباحًا، يفيد باحتمالية وقوع هجوم مصري-سوري خلال ساعات. وتقول جولدا مائير في شهادتها أمام لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها إسرائيل برئاسة وزير العدل شيمون اجرانات، عقب حرب أكتوبر73، والتي نشرت تقريرها الأول في أبريل 1974: " ليت الأمر اقتصر على أننا لم نتلق إنذارًا في الوقت المناسب، بل إننا كنا نحارب على جبهتين في وقتٍ واحد، ونقاتل أعداءً كانوا يعدون أنفسهم للهجوم علينا من سنين".

قبل انتهاء جولدا مائير من اجتماعها مع أعضاء حكومتها، وقادة جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم 6 أكتوبر1973، اقتحم مدير مكتبها قاعة الاجتماعات، وهو مفزوع ويقول لها: "الهجوم بدأ". 

الأسرى الإسرائيليين خلال حرب أكتوبر 73

خبر العبور أصاب الإسرائيليين بانهيار نفسي عميق

كيف استقبلت جولدا مائير خبر عبور الجيش المصري للضفة الشرقية للقناة ؟، تقول: "في نفس اللحظة سمعنا سافرات الإنذار، بل إننا كنا نحارب في جبهتين في وقتٍ واحد، ونقاتل أعداءً كانوا يعدون أنفسهم للهجوم علينا من سنين".

ووصفت رئيسة وزراء إسرائيل في مذكراتها، إعداد الجيش المصري بـ"التفوق الساحق من الناحية العددية سواء من الأسلحة أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال"، وقالت: "كنا نقاسى من انهيار نفسى عميق، لم تكن الصدمة في الطريقة التي بدأت بها الحرب فقط، ولكنها كانت في حقيقة أن معظم تقديراتنا الأساسية ثبت خطؤها، وكنا نؤمن بأن في استطاعتنا منع المصريين من عبور قناة السويس".