رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

لماذا قرر السادات تسليم الأسرى الإسرائيليين وهم يرتدون البيجامات الكاستور؟

نشر
الأسرى الإسرائيليين
الأسرى الإسرائيليين يرتدون البيجامات الكاستور

البيجامات الكاستور.. شهدت مصر في حقبة الستينيات من القرن الـ20 نهضة صناعية كبرى في شتى المجالات، وتحولت العديد من المناطق والمحافظات المصرية لعواصم وقلاع صناعية مهيبة، ورفعت الدولة حينها شعار"صنع في مصر".

مدينة المحلة الكبرى اشتهرت بصناعات الغزل والنسيج، وكانت البيجامات الكاستور أبرز منتج مصري يخرج من تلك المدينة، نالت "البيجامة الكاستور" أثناء حرب أكتوبر 1973 شهرة عالمية، بعدما كتب الإعلام الغربي العديد من التقارير، عن سر ارتداء الأسرى الإسرائيليين في حرب أكتوبر 73 لها.

مصانع الغزل والنسيج في الستينيات 



الرئيس محمد أنور السادات أمر أثناء حرب أكتوبر73 بأن يرتدي جميع الأسرى الإسرائيليين بيجامات كاستور، وأن عملية تبادل الأسرى تتم وهم يرتدون البيجامة المصرية الشهيرة.

وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أعلنت في تقرير رسمي في الأيام الأولى لحرب أكتوبر1973، أن من بين الخسائر التي تكبدها جيش الاحتلال الإسرائيلي، سقوط  ألف ضابط وجندي إسرائيلي، فى يد الجيش المصري. وهو ما يعني أن هناك ألف ضابط وجندي إسرائيلي ارتدوا البيجامات الكاستور أثناء عملية تبادل الأسرى، تنفيذًا لقرار الرئيس السادات.
 

السادات في غرفة العمليات أثناء حرب أكتوبر


قرار السادات لم يكن له تفسير واضح وصريح عن أسبابه، هذا ما دفع العديد من وسائل الإعلام العالمية، إلى أن تسأل: لماذا قرر الرئيس المصري المنتصر في حرب أكتوبر1973 أن يلبس الأسرى الإسرائيليين "البيجامة المصرية الشهيرة"؟.

البيجامات الكاستور، مرتبطة في أذهان المصريين بارتداء الأطفال فى الأرياف لها عقب عملية الطهور المؤلمة، والتي كان بجربها الحلاقون عادة في المناطق النائية، كان الأهالي يلبسون أطفالهم تلك البيجامات، نظرًا لنعومة خامتها "الكاستور"، حتى لا يؤلمهم الجرح الناتج عن العملية.

وكانت منافذ بيع "الكستور" في هذا التوقيت شركة بيع المصنوعات، وصيدناوي، وعمر افندي، وبجانب البيجامات الكاستور كانت تباع جلاليب مصنعة من نفس الخامة أيضًا.
 

الأسرى الإسرائيليين يرتدون البيجامات الكاستور


وكان المصريين يصرفون حصة من هذه البيجامات على بطاقات التموين، بجانب الزيت، والسكر، والشاي، والمواد الغذائية الأخرى التي كانت ضمن سلع بطاقات التموين.
 

أسرى إسرائيليين يرتدون البيجامات الكاستور


أنتج من البيجامات الكاستور مقاسات عديدة لتناسب جميع الأعمار، ويلاحظ أهمية البيجامة الكاستور في حياة المصريين من خلال أفلام الستينيات التي كان يظهر فيها جميع الممثلين الرجال وهم يرتدونها.

اندثرت "البيجامة الكاستور" من السوق المصري، بسبب التطور الصناعي المصري في مجالات الغزل والنسيج، وانفتاحها على التجارة الخارجية، وظهور مواد خام أخرى بديلة للكاستور.

عاجل