رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بـ1.9 مليون برميل يومياً

«البترول»: مصر حققت أعلى معدل إنتاج في تاريخها خلال العام الماضي

نشر
جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

شارك المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، في فاعليات الجلسة الوزارية "استعادة أوضاع الطاقة عقب الجائحة والتطلع للمستقبل" التي ضمت محمد عون، وزير البترول والغاز في ليبيا، وناتاشا بيليدس، وزيرة الطاقة والتجارة والصناعة القبرصية، وكادري سيمسون، مفوضة شؤون الطاقة بالاتحاد الأوروبي.

وعقدت الجلسة، في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي لدول حوض البحر المتوسط (OMC) بمدينة رافيينا الإيطالية، الذي تقام دورته الحالية، تحت عنوان "رؤية مشتركة وتكوين تكتلات من أجل مستقبل مستدام للطاقة" وتستمر أعماله على مدار 3 أيام في الفترة من 28-30 سبتمبر 2021.

ويناقش المؤتمر -الذي تقام فاعلياته في مدينتي الإسكندرية بمصر، ورافيينا بإيطاليا، عاما بعد عام، بالتبادل بين المدينتين على مدار 25 عاماً- في دورته الحالية، عددا من موضوعات الطاقة محل الاهتمام المشترك بين دول ضفتي البحر المتوسط في ظل التحولات التي تشهدها صناعة الطاقة وتنعكس على صناعة البترول والغاز.

الإصلاحات التي تبنتها الحكومة منذ عام 2014

وقال الملا -خلال الجلسة- إن التحديات الكبرى التي نتجت عن جائحة كورونا، أثرت على صناعة البترول والغاز العالمية، إلا أن تأثيرها على قطاع البترول والغاز المصري تم احتواءه بشكل أساسي بفضل الإصلاحات التي تبنتها الحكومة المصرية منذ عام 2014، والتي ساهمت في الحد من التأثيرات السلبية للجائحة على القطاع، وأن هذه الجهود لم تقتصر على مواجهة الجائحة فقط، بل تحقق قصص نجاح يشيد بها العالم.

وأضاف، أن رؤيتنا واستراتيجيتنا الواضحتين واللتان تتضمنان 3 محاور رئيسية وهى أمن الطاقة والاستدامة وحوكمة القطاع، قد مكنتنا من تحويل الأزمة من تحدى للاقتصاد إلى زيادة مساهمة الاقتصاد، حيث ساهم القطاع بنسبة 24 في المئة، من إجمالي الناتج المحلى لعام 2019/2020.

وأشار إلى عدد من قصص النجاح التى تحققت ومنها على سبيل المثال تحقيق فائض فى الميزان التجاري البترولي خلال الفترة من يوليو-سبتمبر 2020 بحوالي 230 مليون دولار، وتوقيع 19 اتفاقية بترولية جديدة خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2020، واستطاع القطاع جذب شركات عالمية جديدة للعمل فى مجال البحث والاستكشاف لأول مرة، مثل شركتي أكسون موبيل وشيفرون وإطلاق بوابة مصر للبحث والاستكشاف في فبراير الماضي بالإضافة إلى طرح أول مزايدة عالمية رقمية لـ 24 قطاعاً.

تحقيق أعلى معدل إنتاج في تاريخ مصر خلال العام المالي الماضي

كما أشار إلى أنه تم تحقيق أعلى معدل إنتاج في تاريخ مصر خلال العام المالي 2019/2020 بإجمالي إنتاج 1.9 مليون برميل مكافئ زيت يوميًا.

وأوضح أن هذه الجهود لم تتوقف، خاصة مع التوجه العالمي المتزايد نحو مواجهه تغير المناخ الذي لم يعد خياراً ولكن ضرورة حتمية، حيث تقوم الجهود العالمية المشتركة لتخفيف أثار الجائحة أيضا بدعم الأهداف المشتركة لإعادة بناء النمو بصورة أفضل وصديقة للبيئة.

ونوه بأن دور الحكومة المصرية في قضية تغير المناخ يحظى بأهمية كبيرة وبدعم قوى للتحول فى مجال الطاقة والاقتصاد الأخضر، وقد تم تسليط الضوء على ذلك خلال قمة قادة العالم حول تغير المناخ فى أوائل هذا الأسبوع، حيث شدد الرئيس عبد الفتاح السيسى، على أن التكيف مع تغير المناخ يمثل أولوية قصوى بالنسبة لمصر وأفريقيا.

وأضاف أن الغاز الطبيعي أصبح الوقود المفضل بشكل متزايد، حيث يعد الوقود الأنظف والأكثر صداقة للبيئة، وهو يمثل ما يقرب من 65 في المئة، من إجمالي استهلاك الهيدروكربونات فى مصر حاليا.

ولفت إلى أن اكتشافات الغاز الطبيعي في منطقة شرق المتوسط، ساهمت فى تكوين بيئة أفضل للروابط التجارية وأداء الأعمال بين دول المنطقة لضمان التعاون. وفي عام 2018، أطلقت مصر فكرة إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط لضمان استدامة الحوار بشأن التعاون التجاري والمالي والفني بين دول المنطقة.

التعاون بين الحكومات والمعنيين بالأمر في الصناعة مبداً أساسي للمنتدى

وأوضح أن رحلة منتدى غاز شرق المتوسط القصيرة والهامة، فى نفس الوقت، قد أصبحت نموذجاً يحتذى به ليثبت للعالم أجمع أنه من خلال التعاون فقط، يمكننا تكوين قيمة أفضل لشعوبنا. وانه من أحدث الفعاليات الأخيرة للمنتدى، الترحيب بفرنسا كعضو في المنتدى بالإضافة إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي بصفة مراقبين.

وخلال الفترة الماضية، أطلق المنتدى مبادرتين رئيسيتين لخفض انبعاثات الكربون، والترويج للغاز المسال كوقود أنظف للمركبات فى منطقة شرق المتوسط. بالإضافة إلى ذلك، يعمل المنتدى على صياغة استراتيجية طويلة المدى مع الأخذ في الاعتبار التوجه المتسارع نحو انتقال الطاقة.

وشدد الملا، على أن التعاون بين الحكومات والمعنيين بالأمر فى الصناعة هو مبداً أساسي للمنتدى، ووفقًا لذلك، تم إنشاء اللجنة الاستشارية لصناعة الغاز لتكون بمثابة المنصة الرئيسية لهذا التعاون، ومعظم شركات البترول العالمية الكبرى العاملة في المنطقة أعضاء في هذه اللجنة، ومن خلال إمكانياتها المالية وامتلاكها لأحدث التكنولوجيات، يمكن لهذه الشركات العالمية أن تلعب دوراً رئيسياً في تنفيذ المشروعات التي من شأنها الإسراع في إطلاق كافة الإمكانات لحوض شرق المتوسط، بالإضافة إلى دعم مبادرات المنتدى للجهود الإقليمية لخفض انبعاثات الكربون، كما تشمل هذه الأنشطة وضع استراتيجية طويلة المدى، وإعداد وثائق تأسيس سكرتارية المنتدى.

وأشاد بالعلاقات التي تجمع بين مصر والاتحاد الأوروبي والتي تتسم بالتعاون المشترك والمثمر، مشيراً إلى أن مصر لديها شراكات استراتيجية في مجال الطاقة مع الاتحاد الأوروبي، حيث وقع الجانبان مذكرة تفاهم  في أبريل 2018 للتعاون والشراكة الاستراتيجية في مجال الطاقة وأن مذكرة التفاهم  تعد بمثابة حجر زاوية وتطور محورى في العلاقات المشتركة، كما تعكس الفهم المشترك لأهمية تعزيز التعاون الثنائي بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة والذي يساهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي في تعزيز تأمين وتنويع إمدادات الطاقة، بالإضافة لدفع التنمية المستدامة لدى الجانبين والتحول السريع نحو الاقتصاد منخفض الكربون.

وعلى هامش المؤتمر أجرى الوزير مباحثات ثنائية، حيث التقى مع وزيرة الطاقة القبرصية، كما التقى مع وزير البترول والغاز الليبى، حيث تم بحث سبل دعم التعاون، خاصة فى ظل العلاقات المتميزة والدعم المقدم من القيادة السياسية بمصر وقبرص وليبيا، كما تم بحث مستجدات منتدى غاز شرق المتوسط، والتقى الوزير مع عدد من قيادات كبرى شركات البترول العالمية المشاركة فى المؤتمر لبحث نشاطها فى مصر وخطط التوسع المستقبلية.

عاجل