رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

خاص| ارتباك فى سوق اللحوم بسبب تحويل الوجهة الإستيرادية للهند

نشر
لحوم - أرشيفية
لحوم - أرشيفية

دفعت مخاوف الحمى القلاعية وجنون البقر، مستوردى اللحوم في مصر، إلى تحويل وجهتهم الاستيرادية مؤقتا نحو الهند بدلاً من البرازيل، التي تشهد ارتفاعاً في إصابات الحمى القلاعية بين الماشية هناك، وهو ما أربك سوق اللحوم المستوردة، وأدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل طفيف، في ظل وجود فجوة كبيرة بين أسعار اللحوم البرازيلية ونظيرتها الهندية.

وتعتمد مصر في وارداتها من اللحوم المجمدة على الواردات من البرازيل بنسبة بين 50 و60 بالمئة، وتصل وارداتها من اللحوم البرازيلية إلى نحو 150 ألف طن سنويا، طبقا لبيانات الشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية،بينما تستورد 100 ألف طن من الهند، إضافة إلى واردات اللحوم من استراليا ونيوزيلندا وأوروغواي وبارغواي.

تأثر سوق اللحوم البلدي بأزمة «المجمد»

وقال مستوردون وتجار لـ«مستقبل وطن نيوز»: إن عدم توفر اللحوم المجمدة بأسعار مناسبة، يرفع سعر اللحوم البلدي، مشيرين إلى أن الارتفاع الحالى في السعر طبيعي بعد تحويل وجهة مصر الاستيرادية بشكل كبير إلى الهند، في ظل الأزمة البرازيلية، فيما تطبق مصر اشتراطات صارمة في فحص واردات اللحوم،.

تحويل وجهة استيراد اللحوم يربك الأسواق

وقال سيد النواوي، نائب رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية للقاهرة، إن التغييرات التي حدثت في السوق البرازيلية بدأت منذ منتصف العام الماضي، إذ حصلت الصين على كميات ضخمة من اللحوم البرازيلية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار توريدها لكافة الدول، وتغير وجهات عدد كبير من المستوردين  للاعتماد بشكل أساسي على استيراد اللحوم من الهند.

مخاوف من ظهور مرض جنون البقر في البرازيل

وعاد إلى الواجهة من جديد مرض «جنون البقر»، الذي ظهر للمرة الأولى في العالم في حقبة الثمانينات، وانتشر في عدد من البلدان الأوروبية بدءا من بريطانيا. 

وأعلنت البرازيل مؤخرا عن اكتشاف حالتي إصابة بمرض «جنون البقر»، وأخطرت رسميا المنظمة العالمية لصحة الحيوان بذلك. وعلقّت صادراتها من لحوم الأبقار إلى الصين بعد ذلك الاكتشاف، انطلاقا من الاتفاقية الثنائية الموقعة بين البلدين. 

واستبعد النواوى، أن تحل اللحوم الهندية بديلاً عن نظيرتها البرازيلية في الوقت الحاضر، وخاصة بعد انتشار أنباء عن الحمى القلاعية هناك، إلا أن اللحوم البرازيلية ما زالت هى الأعلى جودة وتتناسب ذوق المستهلكين في مصر.

وأشار إلى أن اللحوم البرازيلية تستخدم في الطهي، أما اللحوم الهندية تستخدم أكثر فى مُصنعات اللحوم وتعتمد عليها عدد من المصانع المنتجة لللانشون والهمبورجر لرخص سعرها.

تراجع استيراد الماشية الحية من الخارج

وفي سبتمبر الجاري، أشار تقرير صادر عن وزارة الزراعة، ممثلة في هيئة الخدمات البيطرية، إلى وجود تراجع كبير في معدلات استيراد الماشية الحية من الخارج، إذ تقلصت الأعداد إلى 206 آلاف رأس ماشية سنويا من البقر المعد للذبيح مقابل 520 ألف رأس بعد نجاح مشروع البتلو .

ونوه النواوي، بأن سعر المنتج البرازيلي يباع بـ85 جنيها للكيلو، مقابل 50-55 جنيها للهندي، لكن المواد الغذائية لا تتحمل مثل هذه الفروق الكبيرة في الأسعار لتنافس المنتجات المصنوعة من اللحوم.

ولفت إلى أن وزارة الزراعة أوقفت مؤقتًا الواردات من البرازيل لحين التأكد من الحالات المشبوهة لمرض جنون البقر.

ارتباك في سوق اللحوم المجمدة

وتتجه مصر نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء، فخلال العام الماضي بلغت نسبة الاكتفاء 57 في المئة، وسط توقعات لوزارة الزراعة، أن ترتفع إلى 62 في المئة، قريبا، بعد إطلاق مشروع البتلو منذ 7 أعوام والتحسين الوراثي للماشية المصرية مما ساهم في زيادة المعروض البلدي في الأسواق.

السوق البرازيلية ستعود لإمداد الأسواق المستوردة مرة أخرى

وتوقع نائب رئيس شعبة المستوردين، أن تعود السوق البرازيلية إلى إمداد الدول المختلفة باللحوم، بما في ذلك مصر، بعد إصدار تقارير جديدة بشأن تحسن الوضع المرضي هناك في بين رؤوس الماشية.

من جانبه، قال أحمد صقر، نائب رئيس غرفة الإسكندرية التجارية، إن سعر المنتج البرازيلي ارتفع بأكثر من 500 دولار للطن خلال العام الجاري، مع انخفاض المعروض من الكميات في البرازيل نتيجة عقود التوريد إلى الصين، والإجراءات المشددة من جانب الجمارك والطب البيطري وغيرها من الجهات بعد انتشار الأمراض هناك.

وبحسب هيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، فإن مصر لم تصلها أي من شحنات اللحوم البرازيلية منذ أكثر من 6 أشهر مضت، ولا توجد أي شحنات في الطريق إلى مصر، أو متعاقد عليها من قبل مستوردي اللحوم وذلك بعد أنباء عن ظهور وباء جنون البقر.

150 ألف طن لحوم برازيلية سنوياً لمصر

ونوه نائب رئيس الشعبة، بأن إجمالي اللحوم التي يتم استيرادها من البرازيل يصل إلى 150 ألف طن من اللحوم ومنتجاتها سنوياً، وتعد البرازيل في مقدمة الدول التي تستورد منها مصر اللحوم المجمدة بنسبة تتجاوز 50 في المئة.

وأردف أن الحكومة المصرية تطبق  اشتراطات صارمة فى استيراد اللحوم من الخارج، لمنع دخول شحنات تهدد الصحة العامة للمواطنين وتضع ضوابط تضمن دخول لحوم آمنة من البرازيل تتضمن اشتراطات متعلقة بعمر الحيوان، الذي يتم تصدير لحومه إلى مصر، بحيث لا يتجاوز عمر الحيوان 30 شهراً وقت ذبحه لضمان جودة اللحوم الناتجة منه.

اللحوم المجمدة تعتبر البروتين الأنسب لمحدودي الدخل

ويعتبر مرض جنون البقر والمعروف بالتليف الدماغي ينقسم إلى نوعين الأول منه وهو «تيبكال» وهو المرض الذي يمكن أن ينتقل إلى الإنسان والثاني و«اكتيبكال»، وهو غير معد.

وبيَّن نائب رئيس الغرفة، اعتزام عدد كبير من المستوردين إلى الاستيراد من الدول البديلة ومنها كالهند والسودان وإثيوبيا وأوروجوي والأرجنتين وإسبانيا والبرتغال ورومانيا وأستراليا ونيوزيلندا وبارجواي.

ارتفاع طفيف يصل سوق اللحوم البلدي

وأوضح أن ارتفاع أسعار اللحوم البلدي المتواصل وتراجع الكميات الواردة من اللحوم المستوردة ترهق بعض المستهلكين الذي دائما ما يلجأ إلى استخدام البروتين الأقل سعراً، الذي ترتفع الأسعار حال عدم وجوده بوفرة.

ويعتمد السوق المصري، على اللحوم المستوردة بنسبة 60 في المئة، بينما يتم توفير الـ 40 في المئة، المتبقية من اللحوم المحلية والبلدية. وتستورد مصر اللحوم من البرازيل والهند، معظمها في صورة مجمدة، وكذلك من السودان، لكن الأخير عبارة عن لحوم مبردة بالعظام.

عاجل